عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 Sep 2017, 12:46 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيكم , وقبل البدء أود الاشارة الى أن الحافظ ابن عبد البر على جلالته ودرايته بمذهب مالك ورواياته فليس معصوما , وأقواله لا يسلم لها مطلق القبول
وانما كتبت هذا الموضوع لبيان شيء واحد هو ابعاد التهمة عن الامام مالك في أنه خرج لعبد الكريم هذا اغترارا بصلاحه وعبادته مع عدم معرفته بحاله لأنه ليس من الحجاز
اقتباس:
ولعلّ ما يمكن إضافته هنا أن يقال إنّ فهم علمائنا المحدّثين لا يمكن أن يردّ بجرّة قلم , ففهم ابن عبد البر _وهو من هو في اعتنائه بالموطا _أنّ مالكا احتجّ بعبدالكريم البصري وقد اغترّ به: فهم صحيح لأمور:
أولا يا أخي بارك الله فيك , الامام مالك لم ولن يحتج بواحد كعبد الكريم , وانما روى له روايتين اثنتين
واحدة معضلة مرفوعة
وأخرى موقوفة على صحابي في الوتر
وابن عبد البر لم يقل أن مالكا احتج به , وانما روى له كما روى الشافعي عن ابراهيم بن أبي يحيى , ومالك اغتر بسمته كما غر الشافعي حذق ابراهيم ونباهته
وهذا قياس مع الفوارق

قال ابن عبد البر(وكان حسن السمت غرَّ مالكا منه سمته ، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه ، كما غرَّ الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقه ونباهته فروى عنه وهو أيضا مجتمع على تجريحه وضعفه ، ولم يخرج مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق حكمًا في موطئه ، وإنما ذكر فيه عنه ترغيبا وفضلا ، وكذلك الشافعي لم يحتج بابن أبي يحيى في حكم أفرده به.)) انتهى

و الشافعي كان شديد المعرفة بشيخه وأكثر عنه بل واحتج به لا كما قال ابن عبد البر وسبقه الى ذلك الساجي

وفي تهذيب ابن حجر (ا-161)

وقال إسحاق بن راهويه: "ما رأيت أحدا يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى مثل الشافعي", قلت للشافعي وفي الدنيا أحد يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى,
وقال الساجي لم يخرج الشافعي عنه حديثا في فرض إنما أخرج عنه في الفضائل. قلت: هذا خلاف الموجود والله الموفق))

وفي تلخيص الحبير (1/ 23) قال
(وقال الساجي لم يخرج الشافعي عن إبراهيم حديثا في فرض إنما جعله شاهدا قلت وفي هذا نظر والظاهر من حال الشافعي أنه كان يحتج به مطلقا وكم من أصل أصله الشافعي لا يوجد إلا من رواية إبراهيم)) انتهى

والشافعي كان يقول اذا حدث عنه (حدثني من لا أتهم ) لأنهم اتهموه بالكذب ووضع الحديث

(وقال الربيع: كان الشافعي إذا قال: حدثنا من لا أتهم - يريد به إبراهيم ابن أبي يحيى.)
قال الذهبي في السير:8\450:وقد كان الشافعي مع حسن رايه فيه اذا روى عنه ربما دلسه ويقول :اخبرني من لا اتهم, فتجدالشافعي لا يوثقه وانما هو عنده ليس بمتهم بالكذب.)اه

و ابن معين والنسائي جزما بأن كل من روى عنه فهو ثقة الا هذين أحدهما ضعيف والآخر متروك
فهما مستثنان من الثقات , ولم يوثق عبد الكريم أحد
وانما اشتبه على بعض الحفاظ أمره بعبد الكريم الجزري الذي أخرج له الشيخان واحتجا به , فظنوه هو وليس الأمر كذلك كما بينه الحافظ ابن حجر


والامام مالك خرج حديثه معضلا , فأسقط التابعي والصحابي , ومهد بروايته للرواية الصحيحة عن سهل بن سعد التي خرجها البحاري من طريقه
لكنها غير صريحة في الرفع لذلك قدم عليها رواية عبد الكريم المرفوعة فكل واحدة تقوي الأخرى وتعضدها
وهذا الترتيب يدل على عمق فهمه ودقة تمحيصه
وهذا اللائق بامامته , فما كان ليغره صلاح امرئ فيخرج حديثه لأجل عبادته ويكائه
وقد صرح أنه أدرك سبعين من أهل الفضل والصلاح ممن أدرك الصحابة فلم يكتب عنهم حديثا واحدا لعدم معرفتهم بالحديث


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 25 Sep 2017 الساعة 11:52 PM
رد مع اقتباس