عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 02 Jun 2021, 03:09 PM
أبو عاصم ياسين زروقي أبو عاصم ياسين زروقي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 45
افتراضي

تكميل وتذييل
:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الأمين وبعد :
أوقفني أخ فاضل بارك الله فيه على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي أحال عليه المبرقع في مجموع الفتاوي ج11/ ص75،76 واتضح أنه لم يغلط في العزو ولكن المجلد 11 فيه جزءان ، أصول الفقه الجزء الأول وهو الذي أحال عليه وأصول الفقه الجزء الثاني وهو الذي وصلتني صورة صفحته ،
وهذا نص كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله الذي أراده :
مذاهب الأئمة تؤخذ من أقوالهم. وأما أفعالهم فقد اختلف أصحابنا في فعل الإمام أحمد: هل يؤخذ منه مذهبه؟ على وجهين: أحدهما: لا. لجواز الذنب عليه؛ أو أن يعمل بخلاف معتقده أو يكون عمله سهوا أو عادة أو تقليدا؛ أو لسبب ما غير الاعتقاد الذي يفتى به فإن عمل المرء بعلمه في كل حادثة وألا يعمل إلا بعلم يفتى به في كل حادثة يفتقر إلى أن يكون له في ذلك رأي وأن يذكره وأن يكون مريدا له من غير صارف؛ إذ الفعل مع القدرة يقف على الداعي والداعي هو الشعور وميل القلب. والثاني: بل يؤخذ منه مذهبه؛ لما عرف من تقوى أبي عبد الله وورعه وزهده فإنه كان من أبعد الناس عن تعمد الذنب وإن لم ندع فيه العصمة لكن الظاهر والغالب أن عمله موافق لعلمه فيكون الظاهر فيما عمله أنه مذهبه. وهكذا القول فيمن يغلب عليه التقوى والورع وبعضهم أشد من بعض فكل ما كان الرجل أتقى لله وأخشى له كان ذلك أقوى فيه. وأبو عبد الله من أتقى الأمة وأعظمهم زهدا وورعا بل هو في ذلك سابق ومقدم كما تشهد به سيرته وسيرة غيره المعروفة عند الخاص والعام. وكذلك أصحاب الشافعي لما رأوا نصه أنه لا يجوز بيع الباقلاء الخضراء ثم إنه اشتراها في مرضه فاختلف أصحابه: هل يخرج له في ذلك مذهب؟ على وجهين وقد ذكروا مثل هذا في إقامة جمعتين في مكان واحد لما دخل بغداد فإذا قلنا: هو مذهب الإمام أحمد فهل يقال فيما فعله: إنه كان أفضل عنده من غيره؟ هذا أضعف من الأول فإن فعله يدل على جوازه فيما ليس من تعبداته وإذا كان متعبدا به دل على أنه مستحب عنده أو واجب. أما كونه أفضل من غيره عنده فيفتقر إلى دليل منفصل وكثيرا ما يعدل الرجل عن الأفضل إلى الفاضل لما في الأفضل من الموانع وما يفتقر إليه من الشروط؛ أو لعدم الباعث وإذا كان فعله جائزا أو مستحبا أو أفضل فإنه لا عموم له في جميع الصور بل لا يتعدى حكمه إلا إلى ما هو مثله فإن هذا شأن جميع الأفعال لا عموم لها حتى فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا عموم له. ثم يقال: فعل الأئمة وتركهم ينقسم كما تنقسم أفعال النبي صلى الله عليه وسلم تارة يفعله على وجه العبادة والتدين فيدل على استحبابه عنده وأما رجحانه ففيه نظر. وأما على غير وجه التعبد ففي دلالته الوجهان فعلى هذا ما يذكر عن الأئمة من أنواع التعبدات والتزهدات والتورعات يقف على مقدمات: إحداها: هل يعتقد حسنها بحيث يقوله ويفتي به؛ أو فعله بلا اعتقاد لذلك بل تأسيا بغيره أو ناسيا؟ على الوجهين كالوجهين في المباح. والثانية: هل فيه إرادة لها توافق اعتقاده؟ فكثيرا ما يكون طبع الرجل يخالف اعتقاده. والثالثة: هل يرى ذلك أفضل من غيره؛ أو يفعل المفضول لأغراض أخرى مباحة؟ والأول أرجح. والرابعة: أن ذلك الرجحان هل هو مطلق؛ أو في بعض الأحوال؟ والله أعلم . انتهى
وهذا الكلام كما ترى لا علاقة له بالاقتداء والتأسي بفعل العالم بل هو إلى المنع من ذلك أقرب فإن الشيخ تقي الدين رحمه الله وإن كان هنا إنما حكى الأقوال ولم يرجح – خلافا لما زعمه المبرقع في قوله : وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - إلا أن القوي منها المعتمد عند أهل السنة يمكن الوصول إليه بسهولة ويسر،
فانظرإلى قوله : " اختلف أصحابنا في فعل الإمام أحمد: هل يؤخذ منه مذهبه؟ على وجهين: أحدهما: لا. لجواز الذنب عليه؛ أو أن يعمل بخلاف معتقده أو يكون عمله سهوا أو عادة أو تقليدا؛ أو لسبب ما غير الاعتقاد الذي يفتى به فإن عمل المرء بعلمه في كل حادثة وألا يعمل إلا بعلم يفتى به في كل حادثة يفتقر إلى أن يكون له في ذلك رأي وأن يذكره وأن يكون مريدا له من غير صارف؛ إذ الفعل مع القدرة يقف على الداعي والداعي هو الشعور وميل القلب "
وقارنه بقول ابن عبد البر رحمه الله : ( وَإِذَا ثَبَتَ وَصَحَّ أَنَّ الْعَالِمَ يُخْطِئُ وَيَزِلُّ لَمْ يَجُزْ لِأَحَدٍ أَنْ يُفْتِيَ وَيَدِينَ بِقَوْلٍ لَا يَعْرِفُ وَجْهَهُ) جامع بيان العلم وفضله أثر رقم 1873
فكيف إذا أضفت في فعل العالم :
( أن يعمل بخلاف معتقده ،
أو يكون عمله سهوا،
أو عادة ،
أو تقليدا،
أو لسبب ما غير الاعتقاد الذي يفتى به،

فإن عمل المرء بعلمه في كل حادثة وألا يعمل إلا بعلم يفتى به في كل حادثة يفتقر إلى أن يكون له في ذلك رأي وأن يذكره وأن يكون مريدا له من غير صارف )
ثم كلام شيخ الإسلام هذا هو في أخذ مذهب العالم من فعله وتخريج ذلك مذهبا له وليس في التقليد والتأسي بفعله .
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

كتب أفقر الناس إلى عفر ربه
ياسين زروقي
يوم الأربعاء 21شوال 1442ه

رد مع اقتباس