عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09 Dec 2011, 06:00 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

د/ الأستاذ الأديب محمد السعيد الزاهري - رحمه الله -( ت 1375 هـ - 1956 م )


1 - قام الأستاذ الزاهري - رحمه الله - بنشر مقال لصاحب المعالي العلامة الفقيه محمد الحجوي - وزير المعارف بالمغرب الأقصى - بعنوان ( الوهابيون سنيون حنابلة ) ؛ في ( العدد 3 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 25 سبتمبر 1933 م ، ص 3 ) ، قال في التقديم له ما نصه : ( كتب معالي الأستاذ الحجوي فصلا قيِّما عن الوهابية والوهابيون أردنا أن نتحف به قراءنا ليطلعوا على ما يقول العلماء الأعلام في الوهابية ، وعلى ما يتمنون لها من سعة الانتشار ، ونحن ننشر هذا الفصل كرد على لغط هؤلاء المشاغبين المغرضين الذين لا يزالون يرموننا بأننا وهابية ، ويرمون الوهابية بالكفر والمروق من الدين ) .

ومما جاء في مقال الشيخ الحجوي ( ت 1376 هـ ) - رحمه الله - قوله : ( عقيدته [ أي ابن عبد الوهاب ] السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القران والسنة ، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته .
وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد على تقليد الإمام أحمد ولا من دونه ، بل إذا وجد دليلا أخذ به وترك أقوال المذهب ، فهو مستقل الفكر في العقيدة والفروع معا ) .

إلى أن قال : ( وهو [ أي مذهبه ] نبذ التعلق بالقبور وعدم نسبة التأثير في الكون للمقبور ، بل منع التوسل بالمخلوق وهدم الأضرحة التي تشييدها سبب هذه الفكرة ، وقد فصلت ذلك في رسالتي " بيان مذهب الوهابية " وفي كتاببي " برهان الحق " ، وأعظم خلاف بينهم وبين أهل السنة هو مسألة التوسل وتكفيرهم من يتوسل بالمخلوق ، فالخلاف في الحقيقة ليس في الأصول التي ينبني عليها التكفير أو التبديع ، وإنما هو في أمور ثانوية وأهمها هذه ) .

إلى أن قال : ( وهذا المذهب مؤسسه في الحقيقة ابن تيمية ، ولكن حاز الشهرة محمد بن عبد الوهاب ، وإليه نسبوه حيث توفق لإظهاره بالفعل ، ونشره بالقوة ، و تمكن من إحلاله محلا مقبولا من قلوب النجديين الذين قاتلوا عليه ) .

ثم ختم بقوله : ( وعاد اليوم لهم ظهور وانتشار ، ووقع التفاهم بين علماء الإسلام وزالت غشاوة كل الأوهام ، وعلم كل فريق ما هو حق وما حاد فيه عن الطريق ، وكادت أن لا تبقى نفرة بين علماء نجد وبقية علماء الآفاق ، لا سيما بوجود الملك عبد العزيز آل سعود - ملك نجد والحجاز والحرمين وملحقاتها الحالي - الذي ظهرت منه كفاءة تامة ونصرة للسنة بعد العهد بها ممن لدن أهل الصدر الأول ، واعتدال في الأفكار ونشر للأمن ووحدة الإسلام والغيرة العربية والعدل في الأحكام ، فهو من أفذاذ ملوك الإسلام العظام ذوي السياسة الإسلامية القويمة ، والكعب المعلى في الصرامة والحزم والشدة في الرفق والعزم قبل الضيق ، والسير على سنن السلف ، بما شهد له المحب والعدو ، أكثر الله في الإسلام أمثاله ، وأطال عمره ، وأطال يده على أعدائه ، وزاده تأييدا وتسديدا وثباتا في مبدئه القويم المعتدل ، وبلغه مناه ، حتى نرى الحرمين الشريفين والحجاز أرقى بلاد الإسلام ) . وهذا الفصل تجده - بتمامه - في كتاب منشئه " الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي " ( 2 / 445 - 448 ) .

2 -
وفي ( العدد 5 ) من " الصراط السوي " ( 26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م ، ص 4 - 5 ) كتب الزاهري مقالا بعنوان ( الوهابيون سنيون حنابلة - إيضاح وتعليق - ) قال فيه ما نصه : ( في كلام الوزير من الحقائق الثابتة ما لا يخفى على أي منصف لم يعمه الغرض والهوى ، فهو يقرر كما هو الواقع " أن الإمام أبا عبد الله محمد بن عبد الوهاب الزعيم الأكبر ؛ قد برع في علوم الدين واللسان وفاق الأقران ، واشتهر بالتقوى وصدق التدين ، عقيدته السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن والسنة ، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته ، وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد .." ، ويقرر أيضا - كما هو الواقع - أن مبادئ الوهابية " التمسك بالسنة وإلزام الناس بصلاة الجماعة وترك الخمر وإقامة الحد على متعاطيها ، ومنعها منعا كليا من مملكتهم ... وغير ذلك من التشديدات التي لا يراها المتساهلون المترخصون ( !!! ) وكل هذا لا يخالف السنة ... " .

ولكنه مع إثباته لهذه الحقائق قال : " ... وأعظم خلاف بينهم وبين أهل السنة هو مسألة التوسل ، وتكفيرهم من يتوسل بالمخلوق .. " ، وهذا وهم وهمه سعادة الوزير ، فإنه لا يوجد في نفس الأمر أدنى خلاف بين الوهابيين وبين أهل السنة إلا ما هو موجود بين أهل السنة أنفسهم ، فالوهابيون حنابلة سنيون بأتم معنى الكلمة ، وحسبك أنه ليس لهم كتب مذهبية للمذهب الوهابي مثلا ، بل كتبهم هي كتب الحنابلة نفسها ..
) .

إلى أن قال : ( وهنا مسألة جوهرية لا بأس بالإشارة إليها ، وهي أن كتب الحنابلة التي يقرؤها الوهابية وغيرهم هي كتب سنة وحديث أكثر مما هي كتب فقهية حنبلية ، وهم لا يزالون يؤلفونها على طريقة السلف الصالح وأئمة هذا الدين الحنيف ... ولا يخفى أن كتب السنة والحديث تجعل قارئها سنيا سلفيا شديد الاتصال بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وشديد الاتصال بالسلف الصالح ، وبعيدا كل البعد عن التقليد والجمود ، وبعيدا عن البدع ومحدثات الأمور ، ومن هنا جاء الخلاف بين الوهابية من أهل السنة الآخرين ( كذا في الأصل ) - إن كان هنالك خلاف - ...

والوهابية أو حنابلة نجد لا يقولون بكفر من يتوسل التوسل الشرعي ، بل يقولون بكفر من يدعو مع الله إلها آخر ، ومن معاني " التوسل " عند الجامدين ( من أهل السنة ) أنهم يدعون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ! وأحسب أن من يطالع كتاب " التوسل والوسيلة " لشيخ الإسلام ابن تيمية يرى صدق ما نقول . وهذه العقيدة ليست عقيدة حنابلة نجد وحدهم بل هي عقيدة السلف الصالح وعقيدة أهل السنة جميعا - ما عدا الجامدين منهم والمتساهلين - ..
) .

وقال - رحمه الله - في نفس المقال أيضا : ( الأتراك هم الذين سموا حنابلة نجد باسم " الوهابية " ، وهم الذين نشروا عنهم التهم والأكاذيب في العالم الإسلامي ، واستأجروا الفقهاء في جميع الأقطار ليؤلفوا ويكتبوا ويكذبوا على حنابلة نجد ، وهم الذين ألفوا كتابا ضد الوهابية ونسبوه إلى الشيخ سليمان بن عبد الوهاب - شقيق الإمام محمد بن عبد الوهاب - ، وهم الذين أخذوا ابن سعود أسيرا إلى الآستانة ولكنهم نكثوا العهد الذي عاهدوه فقتلوه غيلة وغدرا ، وأنا أعتقد أن للأجانب يدا في هذه الحرب التي أثارها الأتراك العثمانيون على ابن سعود ؛ فإنه يسوؤهم أن يستولي ابن سعود على الحجاز ويسوؤهم أن ينشر فيه الأمن والعدل والرحمة وأن يحكم فيه بما أنزل الله ، وكان الحجاز على عهد الأتراك مباءة فوضى وقطع طرق ، فلما جاء الوهابية أمنوا سبله ونشروا فيه الطمأنينة والعدل ) .

ثم قال : ( بقي شيء واحد وهو قول الوزير : " إن مؤسس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، واشتهر به ابن عبد الوهاب " ، والواقع أن مؤسس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب ولا الإمام أحمد ولا غيرهم من الأئمة والعلماء ، وإنما مؤسسه هو خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - ، على أنه في الحقيقة ليس مذهبا ، بل هو دعوة إلى الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة وإلى التمسك بالقران الكريم ، وليس هناك شيء آخر غير هذا ) .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق ; 09 Dec 2011 الساعة 06:03 PM
رد مع اقتباس