عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05 May 2015, 06:37 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الرحمن، وهذه أبيات قد نظمتها والقلب في كمد والعين في رمد لأني لم أحفل بمشاركة الأحبة في هذه الدورة الطيبة والمباركة، وقلت: لا بد من كتابة شيء


أبياتُها في "بسيط" الشِّعر سابحةٌ *** مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن

قُلْتُ:

هذي بلاد "لا للرَّاي" (1) مُكتسَبُ *** كما تغنَّى بذاك السِّفلة الكُذَبُ(2)

"وهران" عاصمة لِلعلم يمَّمها *** "من كلِّ فَجٍّ عميقٍ" سادةٌ نُجُبُ

بأرض "وهران" أبطالٌ غَطارِفةٌ *** والشَّيخ "دهَّاسُ"(3) في دُورِهم قُطُبُ(4)

فَأنفقُوا في سبيل العلم ما وجدوا *** جادوا بما عندهم بلْ أنفُسًا وهَبُوا

في يوم "مُؤنِسَ"(5) آنَستُ نورًا بها *** كالبدر في الليل دارت به الشُّهُبُ

قومٌ من العلم أقتابُهم شَبِعتْ *** أقدامُهم رَسَخت أقوالُهم ضَرَبُ(6)

مرابطون إنِ اسْتَنْفَرتَهم نَفَرُوا *** وثابتون كأعلام كُلُّها ظَرِبُ(7)

وإنْ تمُرُّ بهم فتنةٌ علِموا *** ما يجهَلُ النَّاس منها وما يَجِبُ

جاؤوا لشرح كتابٍ بعدما سُدلت *** عليه أستار فالعلم ينسَكِبُ

تأليفُ شيخٍ همامٍ عالمٍ ورِعٍ *** بحرٍ بحيِّ "بُخارى" بات ينتسبُ

يا ربِّ فاحفظهمُ وارفَعْ مَنارهمُ *** وأسقهم بحياضٍ ماؤه عَذُبُ

فالحمد لله حمدًا طيِّبًا ومبَا *** ـرَكًا عليه وفيه ما عدَّ مُحتَسِبُ

ثمَّ الصَّلاة على المَبعوثِ سيِّدِنا *** "مُحَمَّدٍ" وعلى "آلٍ" هُمُ النُّجُبُ

*****


كتبها أبو الحارث يوسف بن عومر
بعد عصر يوم عَرُوبة إحدى عشر رجب سنة ستٍّ وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة




=========
1- كانت تسمى: عاصمة الرَّاي –وهو نوع من الغناء الماجن توصف فيه النساء- في سنوات مضت واشتهرت بذلك.
2 - الأصل: الكُذَّب بتشديد الذال المعجمة وخففتها للضرورة وهي جمع كاذب "الصحاح" (ك ذ ب).
3- أعني الشيخ الفاضل: "عبد الحكيم دهاس" حفظه الله.
4 - في الأصل: قُطْب بتسكين الطاء المهملة وضممتها للضرورة، وقطب القوم سيدهم الذي يدور عليه أمرهم "الصحاح" (ق ط ب)، والدُّور: جمع دار ويجمع على ديار "تهذيب اللغة" (دار).
5- مُؤنِس: هو يوم الخميس كان يسمى بذلك عند العرب في الجاهلية لأنهم كانوا يميلون فيه إلى الملاذ "لسان العرب" (انس).
6- الضَّرَب: العسل الخالص "تهذيب اللغة" (ضرب).
7- الظَّرِب من الحِجارة ما كانَ أصلُه ناتئاً في جَبَلٍ أو أرضٍ حَزْنةٍ، وكان طَرَفُه النّاتئُ مُحَدَّداً، وإذا كان خِلْقةُ الجَبَل كذلك سُمِّيَ ظَرِباً، ويُجْمَع الظِّراب "العين" (ظرب)، وهو من أشدِّ ما يكون تماسكا وثباتا.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 11 May 2015 الساعة 12:05 PM
رد مع اقتباس