عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 19 Mar 2014, 08:21 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

لا أعرف كيف أشكرك أخي الحبيب مهدي ، فقد أزحت عني همّاً ثقيلا ،وضيقاً طالما وجدته في صدري منذ أثَرتَ لديّ إشكال عقيدة الرّجل في حديثي معك من قبل ، وأخبرتك حينها أني لا أعلم عنه إلاّ خيراً، وفوجئت وأنا أبحث في الموضوع ،بمساجلة في ملتقى أهل الحديث ، غلّظ فيها بعض طلبة العلم القول على من يقول بسلفيته بله بفضله وعلمه ، وكانت حجّتهم فيما نقلوه ثناؤه على أقطاب الصوفية الغالية كابن عربي وابن فارض .
بل بعضهم ردّ ثناء الشيخ بكر ـ رحمه الله ـ عليه كما في كتابه كتابه التعالم ص (81):"وقد رأينا هنا لدى جملة من
علماء السلف المعاصرين منهم:
العلامة الداعية اللغوي الشيخ/ محمد الخضر حسين المتوفى سنة 1377هـ - رحمه الله تعالى -.والعلامية الداعية اللغوي الشيخ/ محمد البشير الإبراهيمي المتوفى سنة 1385 هـ - رحمه الله تعالى -.والعلامة المحدث اللغوي الشيخ/ أحمد بن محمد شاكر المتوفى سنة 1377هـ - رحمه الله تعالى -في آخرين .وقد استفدت من كتب هؤلاء الثلاثة الأعلام، وتأثرت بإسلوبهم البياني الفريد" ا.هـ

وبقيتُ مضطرباً في الأمر ، حتى أبصرتٌ ما أفاد به بعض الطلبة ، من دراسة الطالب أحمد بن مسفر العتيبي في الموضوع ، والموسومة ب: "معالم عقيدة العلامة محمد الخضر حسين".
أنقلها هنا للفائدة .
قال وفقه الله :
(معالم عقيدته وكشف الشبهات حولها :
1-كان في أول أمره أشعريا ،على عقيدة الأشاعرة ، بحكم البيئة التي عاش فيها ، مثله مثل كثير من أهل المغرب .وفي كتابه محاضرات اسلامية إشارات الى ذلك . لكنه لم يكن داعيا الى هذه العقيدة .
2- في بعض كتاباته القديمة رائحة تصوف، كتبجيله لابن عربي (ت:638هـ) الصوفي ، كما في ثنايا كتابه الرحلات . والأغلب على الظن أنه تراجع عن تزكية أعلام التصوف و تعظيمهم، والدليل تكفيره لابن عربي وطعنه في عقيدته وعقيدة أتباعه كما في كتابه : المحاضرات .
وقيل إنه كان ينتمي الى عائلة صوفية من جهة الأم ، على الطريقة الرحمانية . وقد أشار إلى هذه الشبهة بعض صوفية العصر. وتُدفع هذه الشبهة بتقريراته في مؤلفاته التي أبطل فيها مصطلحات الصوفية وردَّ على أباطيلهم . كما في كتابيه المحاضرات ، ورسائل الاصلاح .

3- له ردود على الاتجاهات التغريبية والتنويرية في مصر وتونس ومن سار في فلك الاستعمار . ويتضح ذلك في كتابيه : نقض كتاب الاسلام واُصول الحكم ، و نقض كتاب في الشعر الجاهلي . وقد انتصر في هذين الكتابين لعقيدة السلف وحماية جناب التوحيد الخالص والذود عن لغة العرب .
4- كان عضوا في هيئة كبار العلماء واختير شيخا للأزهر بالأغلبية ، وترأس مجلة نور الاسلام وهي مجلة تصدر عن جامعة الازهر .وله فيها كتابات على منهج أهل السنة والجماعة . وقد عُزل عنها بعد أربع سنوات بسبب تضييق أهل البدع على دعوته .
5- له تعليقات نفيسة على جادَّة أهل السنة والجماعة ضَّمنها حواشي كتاب الموافقات للشاطبي (ت: 790هـ ) رحمه الله تعالى .
6-رحلته إلى بلاد المشرق بعد أن نفاه الاستعمار ، كانت سببا في استقامة منهجه وعقيدته ومعرفته لعلماء أهل السنة والجماعة ، وقد ثبت على ذلك المسلك حتى لبَّى نداء ربه .
7-للعلامة محمد الخضر حسين تأصيلات شرعية ضمَّنها كتابه الشهير : رسائل الاصلاح . وفيها من البلاغة ما يعجز القلم عن الاشارة الى سموها ورقي معانيها .
8- من الشبهات التي ُروِّجت في الطعن في عقيدة الخضر حسين ما قيل إنه أفسح مجال مجلة الأزهر التي كان يرئسُها ، لقلم الشيخ يوسف الدجوي (ت: 1365هـ ) عامله الله بعدله ، الذي كان يرقم مقالات في الطعن في عقيدة التوحيد والرد على أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( ت: 1206هـ )رحمه الله تعالى ، ولمز العقيدة السلفية . وقد راجعتُ الأعداد التي كتب فيها الدجوي مقالاته عندما كان الخِضر رئيسا للمجلة فلم أقف على مقالة واحدة نُشرت وفيها طعن في عقيدة التوحيد أو لمز عقيدة السلف . وما نُشر للدجوي إبان رئاسة الشيخ للمجلة : إما مقالات في الإيمان والرد على منكري البعث ، أو فتاوى فقهية ، أو موضوعات عامة لا علاقة لها بالسلفية .
9- الشيخ محمد الخضر حسين كان تونسيا ثم رحل الى مصر وحصل على الجنسية المصرية ، وكانت العيون ترقبه وتلحظه، وهناك في مصر من يتابع سكناته وحركاته . وقد أُخرج من بلده شريدا طريدا . وأجزم إن شاء الله أن الشيخ كان يداري بعض ما لا يستطيع تغييره أو الحديث عنه، مراعاة للمصالح التي ترجَّحت عنده .
10- مؤلفات الشيخ كلها الآن متداولة ومنشورة فلا يجوز الخوض في عقيدته بغير دليل بيِّن . والمواضع التي زلَّ فيها قلم الشيخ نعذره فيها ونأخذ بما غلب على الظن من أحواله في مؤلفاته التي اُنتفع بها وسارت بها الركبان .
11- إذا خفيت عقيدة الرجل من مؤلفاته ولم يتمكن الباحث من تلمس خبره ، فلا مناص من النظر في عقيدة ألصق الناس به من أقرانه وتلاميذه . وبالنظر إلى هذا الجانب ، فإن أحبَّ أقران الشيخ محمد الخضر حسين هو العلامة "أحمد تيمور باشا" ( ت: 1348هـ ) وقد أوصى الخِضر أن يُدفن بمقبرته التيمورية . وقد كان تيمور على عقيدة صالحة مستقيمة . ومن أقرانه المحدِّث السلفي" أحمد محمد شاكر" (ت: 1377هـ ) ، و"محب الدين الخطيب" ( ت: 1389هـ ) البحاثة السلفي، ومن تلاميذه علامة الشام "محمد بهجت البيطار"( ت : 1396هـ ) وقد كان على جادَّة السلف رحمهم الله جميعا ورضي عنهم .
12-الخطوط العريضة للأعمال الكاملة للشيخ محمد الخضر حسين، فيها إضاءات نيِّرة في الثناء على أهل الحديث وإثبات صفات الله تعالى كما جاء بها الوحي ، وفيها دعوة إلى التمسك بالسنة والتشبُّث بالدليل .وهذه منقبة تكاد تكون غريبة في تلك الحقبة قبل ستين عاما . والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين .)

أكرّر شكري لك مهدي ، وبارك الله فيكم على هذه الإفادة ، والله يحفظكم ويرعاكم .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 19 Mar 2014 الساعة 08:32 PM
رد مع اقتباس