عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31 Dec 2015, 05:13 PM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

من فوائد هذا الحديث:
1- فيه دليل على أن الأشياء تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم حلال، وقسم حرام، وقسم متشابه.
2- فيه أن التحليل والتحريم من الشرع، وليس باتباع الهوى؛لقوله: (الحلال بين والحرام بين).
3- ليس في الشريعة أمر غامض؛ فالشريعة واضحة؛ كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها؛ وإذا كان فيها شيء من الغموض فذلك بحسب حَجْب نور العلم على قلوب الناس؛ فإذا حجب عنهم نور العلم؛ فإنها تخفى عليهم حقائق الشريعة ومقاصدها؛ فإنها واضحة بينة.
4- فيه الحث على فعل الحلال، واجتناب الحرام، وترك المتشابهات؛ لأن قوله: (الحلال بين)هذا خبر؛ غرضه الأمر؛ أي: افعلوا الحلال.وقوله: (الحرام بين)أي: اجتنبوا الحرام.
5- فيه أنه ليس في الشرع شيء لا يُعلم، وإن خفي على أكثر الناس؛ فإنه لا يكون حكمها خَفِيا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يعلمها كثير من الناس) فمفهومه: أن قليلا من الناس يعلمون هذه الأشياء.
6- في أن العلماء الراسخين في العلم؛ الذين أوتوا فهما سليما؛ في النصوص الشرعية، وقدرة، وملكة فقهية، و عليمة؛ لاستنباط الأحكام والفوائد؛ يعلمون أحكام المتشابه.وفي هذا فضيلة للعلماء؛ فإنهم يعلمون أحكام الله عزوجل، ولا يقعون في المتشابه فيتعين الرجوع إليهم عند حدوث الحوادث و النوازل.
7- فيه فضل العلم؛ لأن بالعلم تعلم أحكام المتشابه؛ فتجنبها ولا تقع فيها، أما من لم يؤت علما، وتلَبَّس بالجهل؛ فيُخشى عليه، ولا يأمن أن يقع في المتشابهات؛ وإذا وقع في المتشابهات؛ فإنه لم يستبرئ لدينه ولا لعرضه.
8- أن الحق لا يكون مهجورا أبدا، فالحق موجود، وإن خفي على بعض الناس، ومُحال أن يُخفي الله عزوجل الحق على الناس؛ لأن هذه الأمة معصومة؛ ولهذا قال العلماء: إن إجماع الأمة معصوم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تجتمع أمتي على ضلالة).
9- فيه أن هذا الحديث أصل في الورع والاحتياط للدين، واجتناب ما به شبهةن أو به تهمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام).
10- فيه إشارة أن المباح الحلال؛ لا ينبغي اجتنابه تورعا-كما يفعله الصوفية ومن سلك مسلكهم-؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحلال بين).
11- فيه إشارة إلى أن أكثر الناس لا يعلمون، ويؤيده قوله تعالى: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون)؛ وفي هذا دلالة على أن الحق لا يعرف بالكثرة، فالحق يعرف بالدليل ولا يعرف بكثرة الناس.قال صلى الله عليه وسلم: (لا يعلمها كثير من الناس) وفي المقابل مدح القلة،قال الله عزوجل: (وقليل من عبادي الشكور) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة).
12- وفيه وجوب اجتناب المتشابهات، والابتعاد عنها، وقد أكثر العلماء الذين رووا هذا الحديث، فخَرَّجوه في باب البيوع؛ كما فعل أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري، وترجم له ب: باب اجتناب المتشابهات؛ لأن المعاملات أو البيوع تكثر فيها التهمة، ويكثر فيها المتشابهات؛ ولهذا لابد أن يحتاط المرء لدينه؛ وإلا فإن هذا الحديث يدخل في أكثر أبواب الفقه؛ فيدخل في النكاح، ويدخل في الصيد، ويدخل في الأطعمة، ويدخل في سائر العقود والتصرفات.
13- وفيه أن من لم يتق المتشابهات ويجتنبها؛ فإنه قد عرَّض نفسه للطعن؛ في دينه، وفي عرضه.
14- فيه الحث على حفظ الدين، وحفظ العرض؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فقد استبرأ لدينه وعرضه).
15- فيه عِظم العرض؛ فلا يترك عُرضة ليُتكلم فيه؛ بالذم، أو القدح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عطف العرض على الدين؛ فذكر الدين، وذكر العرض، ولم يذكر شيئا آخر؛ ولهذا كان من مقاصد الشريعة حفظ هذه الأمور الخمسة، فقالوا: حفظ الدين، وحفظ العرض، وحفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ العقل.
16- فيه إشارة إلى حكمة الله عزوجل في إيجاد المتشابهات في أحكامه؛ حتى يبتلي عباده، ويختبرهم؛ حتى يتميز المتورِّع من غير المتورع.
17- وفيه وجوب تعظيم الله عزوجل، وتقديره، والتأدب معه؛ لقوله: (ألا وإن حمى الله محارمه).
18- وفيه إشارة إلى أن المصيب من المجتهدين واحد.
19- وفيه استحباب ضرب الأمثال لتقريب المعقول من المحسوس.
20- وفيه أصل لسد باب الذرائع، وسد كل الطرق المفضية إلى الحرام.
21- وفيه قوله: (فقد استبرأ لدينه وعرضه) أصل في الجرح والتعديل؛ لأن من انتهك المتشابهات فقد عرَّض نفسه للطعن في دينه، وعرضه، فدل على وجوب جرح هؤلاء المخالفين، أو تعديل هؤلاء الثقات، وباب الجرح والتعديل أمره عظيم في شريعة الإسلام؛ فبه حفظت السنة، ومُيِّزت بين السليم والسقيم، وبين المرفوع والموضوع، وبالجرح والتعديل مُيِّز بين العالم من المتعالم، وبين الداعي من الدَّعِّي، ولا ينكره إلا من في قلبه مرض، ولولا هذا العلم ما حُفظت السنة، وما وصلت إلينا غضا طريا؛ كما خرجت من فيِّ النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينكره إلا جحود معاند جاهل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاهل أيضا بسنة الله الكونية، ولولا الجرح والتعديل لخطبت الزنادقة، وأهل البدع على المنابر.
22- وفيه الحث على إصلاح القلب، وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان؛ لأن صلاح القلب وفساده بهذه الأعمال.
23- وفيه تأثرٌ عظيم الكسب الحلال والكسب الحرام؛ فالكسب الحلال من أسباب صلاح القلب، والكسب الحرام من أسباب فساد القلب.
وغير ذلك من الفوائد.-اضطر الشيخ لتركها لضيق الوقت-

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن رحال ; 01 Jan 2016 الساعة 05:08 PM
رد مع اقتباس