عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 May 2018, 11:27 AM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

التعقيب الثالث:
المطلب الثاني: اشتراط قيام الحجّة في التبديع.

أظهر المؤلف بالخط العريض قول الإمام الألباني في بعض حديثه (ص10): ((لذلك فنحن نشكو الآن من هذه الثورة التي ثارت في السعودية بين أهل السنّة أنفسهم حيث ظهر فيهم من يظنّ بأنّه خالف أهل السنّة في بعض المسائل فبدّعوه وأخرجوه عن أهل السنّة)) وفي (ص11) أظهر كلمة ((أو من الخَلَف)) من حديث للإمام الألباني ولستُ أدري ما المراد بهذا الصنيع ؟!
فهل يريد به الردّ على الحدّادية الذين لمّح إليهم في قوله: ((وهذا الذي ألزم به الشيخ الغلاة قد التزمه بعضهم فقدحوا في إمامة أبي حنيفة والطّحاوي والنّووي وابن حجر وغيرهم من الأعلام وبدّعوهم، ومنهم من اجترأ فأحرق فتح الباري لابن حجر وشرح مسلم للنووي، ومنهم من تدرّج إلى الطّعن في ابن تيمية لكونه يرى العذر)) اهـ فإن كان الأمر كذلك فحسنٌ صنع وله منّا جزيل الشكر، ولكن يؤخذ عليه أنّه لم يسمّي لنا من هم هؤلاء الغلاة حتى نحذرهم ولا نتّبعهم في غلوّهم فنضلّ ونخزى، وإلا فقد يستغلّ أهل الأهواء تلكم الكلمات فيصبّها على أهل السنّة الخلّص بل على حامل راية الجرح والتعديل وبحقّ في هذا العصر بشهادة الإمام الألباني عليه رحمة الله وما سوّد المؤلّف ما سوّد إلا لصدّ النّاس عنه وعن منهجه الحقّ !!

فإنّه من المعلوم أنّ الذين قاموا بإحراق فتح الباري وشرح صحيح مسلم هم الحدادية أتباع محمود الحداد المصري وهؤلاء مبتدعة ضُلال لا يمتّون للسنّة بصلة، فكان الواجب على المؤلّف أن يفصّل في هذا الموطن حتى لا تختلط الأمور على القارئ.

وممّا يدلّك أنّ المؤلّف لا يقصد بالغلاة في جلّ رسالته إلا الإمام ربيع بن هادي وإخوانه العلماء وطلبته النّجباء الأذكياء أنّه –أي المؤلّف- قد صرّح باسم محمود الحدّاد في موضع واحد من رسالته (حاشية ص33) ولم يصرّح بأسماء من سمّاهم بالغلاة في جلّ الرسالة فإن كان المقصود بالغلاة الحدّاد وأشياعه فما الذي منعه من إعادة تسميته في الرسالة كلّها ؟!

أمّا الذي لم أفهمه هو قوله (ص11) عن شيخ الاسلام ابن تيمية: ((...ويعمل بقاعدة الموازنة)) ؟!
فهل كان ابن تيمية رحمه الله يعمل بقاعدة الموازنة فعلاً ؟!
فإذا كان الأمر كذلك فما المقصود بالموازنة التي كان يعمل بها ابن تيمية ؟!
أهي ذكر الحسنات إلى جانب السيّئات في مقام الردّ على أهل البدع والحكم عليهم؟!
أم هي ذكر ما في الإنسان من حسنات وسيّئات في مقام الترجمة كما جوّزه بعض أهل العلم ؟!
أم أنّ ابن تيمية كان يطبّق هذه القاعدة على المخطئين من أهل السنّة ؟!
كلّ هذا وأكثر تحتمله كلمة المؤلّف ولعلّه سيفصّل لنا ما أجمله ههنا عند مطلب الموازنة.

رد مع اقتباس