عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 Aug 2017, 02:51 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر محمد مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا

أستسمحك في تنبيه لطيف عند قولك :



إن كان القصد كما ذكرت فإنَّ غاية ما فيها إثبات توحيد الربوبيّة و لا يلزمُ - عند مثبته - أن يكون أصاب عين التوحيد! كما قال تعالى :" و ما يومن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون " و الله أعلم
بارك الله فيك و أيدك الله بتوفيقه وزادك من فضله , نعم ليس بلازم من توحيد الربوبية تحقيق توحيد العبادة , لكن المعنى المحمود و المقصود في هاته العبارة (ما ثم الا الله ) يمكن أن يشمل جميع أنواع التوحيد والاخلاص , ذلك لأن فيها استثناء مفرغ من جميع الأحوال , فنفى أن يكون ثمة شيء يقصده ويتوجه اليه و بلجأ اليه الا
(الله ) فهذا الاثبات بعد النفي المطلق والمقترن بالاسم الأعظم (الله ) الجامع لصفات الألوهية يدل على الاخلاص في الطلب و اتحاد الوجهة وتوحد المطلوب

أما الآية , فعند عامة المفسرين محمولة على المشركين الذين يقرون بأن الله تعالى خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومع ذلك كله فهم يعبدون آلهة غيره

والمعنى السابق قد أشار اليه شيخ الاسلام بل من عنده لخصته واستخلصته حين قال في الفتاوى (2--488))

(قَوْلُ الْقَائِلِ مَا ثَمَّ إلَّا اللَّهُ: لَفْظٌ مُجْمَلٌ يَحْتَمِلُ مَعْنًى صَحِيحًا وَمَعْنًى بَاطِلًا فَإِنْ أَرَادَ مَا ثَمَّ خَالِقٌ إلَّا اللَّهُ وَلَا رَبٌّ إلَّا اللَّهُ وَلَا يُجِيبُ الْمُضْطَرِّينَ وَيَرْزُقُ الْعِبَادَ إلَّا اللَّهُ فَهُوَ الَّذِي يُعْطِي وَيَمْنَعُ وَيَخْفِضُ وَيَرْفَعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ وَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسْتَعَانَ بِهِ وَيُتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَيُسْتَعَاذُ بِهِ وَيَلْتَجِئُ الْعِبَادُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْهُ الْجَدُّ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَقَالَ تَعَالَى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} وَقَالَ: {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} . فَهَذِهِ الْمَعَانِي كُلُّهَا صَحِيحَةٌ وَهِيَ مِنْ صَرِيحِ التَّوْحِيدِ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ..))

رد مع اقتباس