عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 Mar 2013, 09:36 PM
أم شكيب القبائلية الجزائرية أم شكيب القبائلية الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجـزائر ـ القبائل الكبرى
المشاركات: 99
افتراضي

الفائدة(131)
المسلمون في أيِّ مكان تجبُ محبَّتُهم في القلوب، والدُّعاء لهم بالنصر والهداية والتَّوفيق .
الفائدة(132)
قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مدمنُ الخمرِ كعابدِ وثنٍ‏)‏‏:‏ هو من أحاديث الوعيد التي تُمَرُّ كما جاءت، ومعناه الزَّجرُ عن شُرب الخمر، والتَّغليظ في شأنه، وليس المراد منه أنَّ المداوم على شُرب الخمر يُخَلَّدُ في النَّار كما يُخلَّدُ المشرك والكافر؛ لأنه مؤمن ناقص الإيمان، وليس كافر كما تقوله الخوارج‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 48‏.‏‏]‏، وشُرب الخمر داخل فيما دون الشِّرك، فيشمله هذا الوعيد من الله تعالى بالمغفرة‏.
والحديث فيه تشبيه مدمن الخمر بعابد الوثن، وهو لا يقتضي التشبيه من كلِّ الوجوه؛ إلا إذا استحلَّ الخمر؛ فإنه يكون كافرًا‏.‏
الفائدة(133)
العاصي من المسلمين يُخافُ عليه من النار، أما الحكم عليه بالنار؛ فهذا إلى الله سبحانه‏:‏ إن شاء عذَّبه، وإن شاء عفا عنه، هذا إذا لم تكن معصيتُه كفرًا أو شركًا‏.‏
الفائدة(134)
الكافر والمشرك إذا ماتا على ذلك؛ فهما خالدان مخلَّدان في النَّار‏.‏
الفائدة(135)
الله يقبل التَّوبة من جميع الذُّنوب؛ من المجاهرين وغيرهم، حتى الكفار، ‏{‏ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 38‏.‏‏]‏، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏التَّوبةُ تجبُّ ما قبلها‏)‏ ‏[‏ذكره الإمام ابن كثير في ‏"‏تفسيره‏"‏ ‏(‏3/126‏)‏‏.‏‏]‏، والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 53‏.‏‏]‏؛ فالتوبة الصادقة تكفِّرُ الذُّنوب جميعًا؛ الشِّرك، والكفر، والنِّفاق، وكل المعاصي، من تاب؛ تاب الله عليه‏.‏
الفائدة(136)
لا يجوز للمسلم أن يصاحب العصاة؛ إلا إذا كان يناصحهم وينكر عليهم ويطمع في هدايتهم، وإلا؛ فإنَّه يجب عليه أن يبتعد عنهم، ولا يصاحبهم، ولا يزورهم؛ إلا إذا تابوا‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 11‏.‏‏]‏، ومفهوم الآية أنهم إذا لم يتوبوا؛ فليسوا إخواننا في الدين؛ فلا نصاحبُهم ولا نزورُهم؛ إلا من أجل دعوتهم وطلب هدايتهم‏.‏
الفائدة(137)
لا يجوز ارتكاب المعاصي لا سرًّا ولا جهرًا؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 33‏.‏‏]‏
الفائدة(138)
المجاهرة بالمعاصي فيها زيادة إثمٍ على المعاصي الخفيَّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏كلُّ أمَّتي معافىً إلا المجاهرينَ‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏7/89‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏‏]‏؛ لأن المجاهرة تدلُّ على عدم المبالاة، وتسبِّب الاقتداء بالمعاصي‏.‏
الفائدة(139)
لا يليق بالمسلم أن يكون لعّانًا ولا فاحشًا ولا متفحشًا؛ فينبغي له حفظ لسانه من السب والشتم، حتى ولو سابه أحد أو شاتمه أحد؛ فينبغي له أن لا يرد عليه بالمثل؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 34‏.‏‏]‏، وربما يكون الذي لعنته لا يستحق اللعنة، فيرجع إثمها عليك‏.‏
الفائدة(140)
ورد في الحديث‏:‏ ‏(‏أن المسلم إذا همَّ بالسّيِّئة ولم يعملها؛ فإنها تُكتَبُ له حسنة‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ ‏"‏صحيح البخاري‏"‏ ‏(‏7/187‏)‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنه، وهو معنى جزء من حديث قدسي‏.‏‏]‏، وهذا إذا ترك العمل بها خوفًا من الله سبحانه وتعالى‏.‏
الفائدة(141)
قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ‏}‏‏:‏ ذكر سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنواع المعاصي الثلاثة‏:‏ المعاصي التي تُخرِجُ من الملَّة؛ كالكفر والشِّرك بالله عز وجل، والمعاصي الكبائر التي هي دون الشِّرك والكفر؛ فلا تخرج من الملَّة، ولكنها تُنقِصُ الإيمان نقصًا ظاهرًا؛ كالزِّنى والسَّرقة وشرب الخمر وغير ذلك من الكبائر، وسُمِّيت فسوقًا، وصاحبُها فاسقًا، لأنَّ الفسق معناه الخروج عن طاعة الله عز وجل، وذكر المعاصي التي هي دون الكبائر، ولا تقتضي الفِسقَ، وهي صغائرُ الذُّنوب‏.‏
فأخبر سبحانه أنه كرَّهَ هذه الأنواع الثلاثة إلى أهل الإيمان، وحبَّبَ إليهم أنواع الطاعات والقُرُبات‏.‏
الفائدة(142)
الموقف الصَّحيح للعصاة من المسلمين نصيحتهم، ننصحهم في ترك المعاصي والتَّوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون ذلك بحكمة وطريقة لَبِقَةٍ، من غير تنفير ومن غير تشديد، وإنما يكون بالتَّرغيب بالتَّوبة والتَّرهيب من المعصية، هكذا النَّصيحة‏.‏
الفائدة(143)
تكون النصيحة سرًّا بين النَّاصح والمنصوح، من أجل أن يكون ذلك أدعى على قبوله، أمَّا إذا أشهرت به عند الناس، أو تكلَّمت في عِرضِه وهو غائب، وقلت‏:‏ فلانٌ يعمل كذا، وفلانٌ ما فيه خير، وفلان‏.‏‏.‏‏.‏ هذا يزيد الشَّرَّ شرًّا، وليس هذا من النَّصيحة، هذا من الفضيحة‏.‏
الفائدة(144)
فالعاصي يُنصَحُ ويُرَغَّب ويُحَذَّر من العقوبة، توصل إليه النَّصيحة بطريقة يقبلها لا بطريقة ينفِرُ منها، هذا هو الصَّحيحُ‏.‏
الفائدة(145)
الكفر - والعياذ بالله - درجات، بعضها أشد من بعض، منه كفر يُخرِجُ من الملَّة، ومنه كفر دون ذلك، وسبُّ الدين أو سب الله أو رسوله من الكفر الأكبر المُخرِج من الملَّةِ والعياذ بالله .
الفائدة(146)
الكفر الأصغر مثل قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏سِبابُ المُسلِم فُسُوقٌ وقِتالُهُ كُفرٌ‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/91‏)‏ من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏.‏‏]‏، وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا ترجِعُوا بعدي كُفَّارً يضرِبُ بعضُكُم رِقَابَ بعضٍ‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/91‏)‏ من حديث ابن عمر رضي الله عنه‏.‏‏]‏؛ فهذا من الكفر الأصغر الذي لا يُخرِجُ من الملَّة‏.‏
يتبــــع إن شاء الله

رد مع اقتباس