عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 21 Oct 2018, 06:24 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

الحمد لله وكفى والصلاة على نبيه المصطفى وعلى آله وصحبه ومن لهداه اقتفى
ثم أما بعد
فإن من أعظم ما يميز الدعوة السلفية عن باقي الدعوات الحزبية , هو انتصارهم للسنة والرد على كل من خالفها
ولو كان من خالف السنة جليلا ,قريبا ,وجيها , عظيم القدر عندهم
أما أهل الأهواء فلا يردون إلا على من كان بعيدا أو حقيرا أو ضئيلا عندهم لا يناسبهم ولا يؤالفهم لعدم موافقته لهم ولعدم انزوائه تحت أفكارهم ولم ينقاد لمعظميهم

وهذا الأصل السلفي الذي تميز به السلفيون

يقرره الشيخ فركوس تقريرا رائعا فيقول :
ولقَطْعِ باب الحوادث والضلال على كُلِّ مَنِ ابتدع بدعةً يَتوصَّلُ بها إلى القَدْح في سلامة المَفاهيم العَقَدية، فقَدْ شمَّر لذلك أئمَّةُ الإسلامِ العدولُ عن ساعِدِ الجِدِّ لتلخيصِ الأصول العُظْمى وترتيبِ القواعد الكبرى للمذهب السنِّيِّ السلفيِّ؛ حيث تَمَيَّزَ منهجُهم في تقرير الأمور الاعتقادية بمنهجِ عَرْضِ العقيدة الصحيحة مِنَ الكتاب والسنَّة وأقوالِ الصحابة والتابعين لهم بإحسانٍ مِنْ جهةٍ، وبمنهج الردِّ على المُنْحَرِفين عنها ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ صيانةً للدِّين وحفظًا للسنَّة؛ وذلك بعَرْضِ شُبَهِ الخصوم وبيانِ الحقِّ فيها مُدعَّمًا بالأدلَّةِ النقلية مِنَ الوحيين وأقوال الصحابة والتابعين؛ فاجتهدوا في إنقاذِ عقائِدِ الإسلام مِنَ الديانات الضالَّةِ ذاتِ الأصول الوثنية، وانبرَوْا لنَقْدِ كُلِّ جوانِبِ التيَّاراتِ الفلسفية ومُعْتقَداتِ الصوفية المُتَفَلْسِفَةِ، والتيَّاراتِ الباطنية مِنْ أرباب الفِرَقِ الغالية، والديانات المُحرَّفة، ومُعْتقَداتِ المُتكلِّمين مِنَ الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرِهم، كما عَمِلوا على تصفيةِ عقائِدِ الإسلام مِنْ مَظاهِرِ التعقيد العَقَديِّ، ومِنْ كُلِّ دخيلٍ فيها يُؤدِّي ـ بطريقٍ أو بآخَرَ ـ إلى زعزعةِ عقائدِ المسلمين. أهــ

https://ferkous.com/home/?q=art-mois-104


فهذا التقرير الذي ذكره الشيخ فركوس لا يعفيه من رد مخالفته للسنة و مناقشة آرائه بالدليل والحجة ومنهج سلف الأمة , بل يتناوله تناولا أوليا لأن ضرره على الأمة أصبح ظاهرا متيقنا لا يسع تقدير مصلحة السكوت عليه , بل المصلحة كل المصلحة في الرد عليه ومصارحته بمخالفته , لكسر شبح التعصب الذي نسجه المفرقون بهالات التقديس
ولا يستنكر عرض أقوال وآراء الشيخ فركوس على محك النقد ومناقشتها وفق أصول البحث والنظر , إلا من كان قد أصابته لوثة رافضية , أو لفحة صوفية , ممن يعتقدون العصمة في أوليائهم ومعظميهم وأئمتهم

وأما الدعوة السلفية فلا تقبل مناقضة أصولها السلفية عند التنزيل

الرد على الأخطاء وعلى المخالف للسنة منهج شرعي

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (فأما مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا قد يقع فيه كثير من أعيان الأمة من علمائها وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، وخطؤه موضوع عنه، ومع هذا فلم يمنع ذلك من علم أمر الرسول الذي خالفه هذا أن يبين للأمة أن هذا مخالف لأمر الرسول، نصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين.
وهب أن هذا المخالف عظيم، له قدر وجلالة، وهو محبوب للمؤمنين؛ إلا أن حق الرسول مقدم على حقه، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة
)

[ الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالسيف بين يدي الساعة "].

وقال ابن رجب رحمه الله أيضاً: (فلم يزل الناس بخير ما كان فيهم من يقول الحق ويبين أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم التي خالفها من خالفها، وإن كان معذوراً مجتهداً مغفوراً له، وهذا مما خص الله به هذه الأمة لحفظ دينها الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها لا تجتمع على ضلالة بخلاف الأمم السابقة)

[ مجموع رسائل ابن رجب" (ص ظ¢ظ¤ظ¥)
نقلا عن النقد منهج شرعي للشيخ ربيع حفظه الله].

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي كذلك:
(ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة، وربما أغلظوا في الرد، لا بغضاً له؛ بل هو محبوب عندهم، معظم في نفوسهم؛ لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليهم، وأمره فوق أمر كل مخلوق)[ الحكم الجديرة بالإذاعة].

وبعد هذا التقرير السلفي النفيس لا يأتي من يحاول أن يرتمي في أحضان الصوفية فيستنكر الرد على الشيخ فركوس بالدليل والحجة
خصوصا وأنه خالف الدليل والحجة
ورد توجيهات كبار علماء الأمة
ونازعهم في تخصصاتهم بلا حجة ولا بينة


هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا وسلم
وكتب أبو جميل الرحمن طارق ابن أبي سعد عكير الجزائري

رد مع اقتباس