الموضوع
:
أليس منكم رَجُلٌ رَشِيد فِي زَمَنِ القوم العنيد!!!
عرض مشاركة واحدة
#
1
13 Aug 2020, 11:33 PM
أم وحيد
عضو
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
أليس منكم رَجُلٌ رَشِيد فِي زَمَنِ القوم العنيد!!!
أليس منكم رَجُلٌ رَشِيد فِي زَمَنِ القوم العنيد
!!!
كم آلمني
جمعٌ
تفرّق منهم بـ
حقّ
وآخرون بـ
باطل
!!!
و
الحقّ
ليلى، و
كلٌّ يدّعي وصلاً بليلى
، وليلى لاتقرّ لهم إلاّ بالّذي عاينه بصرها ولامست خصاله شغاف قلبها.
و
ليلى لاتقرّ إلاّ بالذي تمسّك بالأصيل
، والأصيل ما قام عليه الدّليل،
الساطع ببيان
من
كتاب الله
و
سُنّة نبيّه العدنان
صلى الله عليه وسلم.
إنّ
الاجتماع بين المسلمين
، اجتماعٌ حثّ عليه الشرع الحكيم، وقد أمر الله سبحانه المسلمين بالجماعة ونبذ الفرقة، لأنّ
الاجتماع
يجلب كلّ قوّة وعافية وخير للأمّة، بينما
الشّقاق
و
الفرقة
يوهنها ويدمّر أركانها، فتضحى
أضعف الأمم
، بتشتّت أبنائها، وانقسام آمالهم وطموحاتهم وتطلّعاتهم.
و
التّوافق على مبادىء معيّنة
يجلب
طَمَاْنِينَةً
للنّفوس. و
ثِقَةً
في العلاقات. و
إحقاقًا لأمرٍ
يحمده الشّرع الحكيم والعقل السّليم. و
إزهاقًا لِبَاطِلٍ
يذمّه ربّ العالمين. ومَن كان على الفطرة التي فطر الله عليها النَّاسَ أجمعين.
و
الاجتماع على الخير
، مُبْتَغَى كلّ حكيم، يسعى لِبِنَاءِ
مُجْتَمَعٍ فَاضِلٍ
يرتفع من
الدُّونِيَّة
والحقارة الحيوانيّة، إلى
أَعْلَى قِيَمِ الإِنْسَانِيَّة
، الّتي حَثَّ عليها الله سبحانه في
كتابه الكريم
و
سُنّة نبيّه محمّد
المصطفى الأمين (
صلى الله عليه وسلم
)، فَتَابَعَهُ بِـ
اقتفاء آثاره
والعَمَلِ بها، الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ومَن تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدّين.
قال الله تعالى: "
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
ۚ
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
ۗ
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
(103)" [آل عمران].
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية العظيمة:
{ ثم أمرهم تعالى بما
يعينهم
على
التّقوى
وهو
الاجتماع
و
الاعتصام بدين الله
، وكون
دعوى المؤمنين واحدة
، مؤتلفين غير مختلفين، فإنّ في
اجتماع المسلمين على دينهم
، و
ائتلاف قلوبهم
يصلح دينهم وتصلح دنياهم. و
بالاجتماع يتمكّنون من كل أمر من الأمور
، ويحصل لهم من
المصالح
التي تتوقّف على
الائتلاف
ما لا يمكن عدّها، من
التّعاون على البر والتقوى
، كما أنّ بـ
الافتراق
و
التّعادي
يختلّ نظامهم وتنقطع روابطهم، و
يصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه
، ولو أدّى إلى
الضرر العام
، ثم ذكّرهم تعالى نعمته وأمرهم بذكرها فقال: (
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً
) يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض، حتّى إنّ القبيلة يعادي بعضهم بعضا، وأهل البلد الواحد يقع بينهم التّعادي والاقتتال، و
كانوا في شرّ عظيم
، وهذه
حالة العرب قبل بعثة النبي
صلى الله عليه وسلم، فلمّا بعثه الله و
آمنوا به
و
اجتمعوا على الإسلام
و
تآلفت قلوبهم على الإيمان
، كانوا كـ
الشخص الواحد
، من تآلف قلوبهم وموالاة بعضهم لبعض، ولهذا قال: (
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
) أي: قد استحقيتم النار ولم يبق بينكم وبينها إلاّ أن تموتوا فتدخلوها (فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) بما مَنَّ عليكم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، (
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
) أي: يوضّحها ويفسّرها، ويبيّن لكم الحق من الباطل، والهدى من الضلال، (
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
) بمعرفة الحق والعمل به،
و
في هذه الآية ما يدل أنّ الله يحب من عباده أن يذكروا نعمته بقلوبهم وألسنتهم
، ليزدادوا شكرًا له ومحبّة، وليزيدهم من فضله وإحسانه، وإنّ من أعظم ما يذكر من نعمه
نعمة الهداية إلى الإسلام
، و
اتّباع الرسول
صلى الله عليه وسلم و
اجتماع كلمة المسلمين وعدم تفرّقها
.} انتهـ.
فما أجمل ما قال الشيخ الإمام البشير الإبراهيمي حكيم من حكماء الجزائر، من أبناء الحرائر، في
زمن العزّة والكرامة
. قال الشيخ رحمه الله وهو يصف
حال السلف الصالح
من المسلمين،
لماذا
و
كيف
كانت
قوّتهم
و
سيطرتهم
، ليس إلاّ بأساس
القوّة في اجتماع أفراد الأمّة على الحقّ والخير
والحرص على
الائتلاف
الذي هو أساس كلّ عزّ وكرامة، ونبذ
الخلاف
الذي هو الهُوّة والخور والسقوط والانهيار.
سلفٌ
بنى دولة الإسلام على
المصلحة العامّة
التي تنفي كلّ حظٍ من حظوظ النّفس. فكان
النّصر
على أعدائهم، حليفهم، و
مؤازرة الله
تسدّدهم في كلّ مساعيهم.
وقد ابتعد المسلمون اليوم، عن
القرون الخيرية الأولى
، التي اتّسمت بـ
القوّة
و
الهيبة
و
الكرامة
، بعدًا جعلهم
لقمة سائغة
في أفواه أعدائهم، الذين تكالبوا عليهم،
تكالب الأكلة على القصعة
، في تنافس
القويّ يأكل الضعيف
، و
الذكيّ يقصم ظهر الغبيّ
. لأنّ
اجتماع المسلمين
اليوم، للأسف، صار، إمّا
اجتماعًا أخويًّا
يُلْغِي كلّ إساءة وقعت بين الأطراف، لِتَرْطِيبِ القُلُوب و
إعادة تَرْمِيم مَا تَصَدَّعَ سالفًا
، تَرْمِيمًا يُعِيدُ
المحبّة
و
التَآالُف
بين المتخاصمين. وإمّا
اجتماعًا على تحصيل مصالح
يرتفع بها
أقوامٌ
إلى مرتبة
السّيطرة
بكلّ معاني الإيجاب والسلب، ويهوي
أقوامٌ
إلى
التّبعيّة
في ذُلٍّ وخُضُوعٍ بأنواعه.
و
النّفسُ تطلب الزّعامة والرّياسة
. و
الإِخْلاَصُ يَخْذُلُهَا
. إِنْ كَانَ له مَكَانٌ في
قلبٍ يُوَحّـِد الله
ويَدْعُو إلى تَوْحِيدِه بين بني قومه والنّاس أجمعين.
فما أحوجنا
أن نعود إلى
الوراء
، إلى حيث
الطّمأنينة
و
السّكينة
، في عهد القرون الخيرية النبويّة،
قرون الآثار الثمينة
، التي لا يستغني عنها
مسلم
، شهد بإخلاص أنّ
الجماعة
تتولّد من الرحمة والتآلف و
نكران الذّات
، وأنّ
الفرقة
تنشأ من الجفاء والغلظة و
الأنانية
والضّغينة.
أليس منكم رجلٌ رشيد في زمن القوم العنيد
!!!
سَــــــآفَرْتُ بِقَلْبِي إِلَى بيتك الحرام، يـآ رَبِّــي
!!!
يـــآربّ! كم أنا
حزينةً
أصير. حينَ أرَى
أسْرَابَ العَصَافِير
، تُرفرف بأجنحتها
تطير
. في أنحاء الدّنيا
بكلّ حرّيّةٍ
تتنقّل وتسير.
تصطفّ في موكبٍ جميل
، في طرق السّماء بـ-
عِزَّةِ التَّوْحِيدِ
- تُسَبّـِحُ
العليّ القدير
.
إلــــهي! أنا
نفسيًّا
جِدُّ مُتْعَبَة. باشتياقٍ،
أتُوقُ
إلى
رؤية البيت الحرام
، وجمال الكعبة!
و
للتّوحيد
في قلب أم وحيد،
لذّة استغاثة لربّ العبيد
، ترسلها للتّعبير عن
كلّ ألم
، ممّا أصاب
أمّةً
، تكاد أن
تُبيد المجد التليد
، لولا
وعد الله
بحفظ
الكتاب
و
السُنّة
على أيادي
رجالٍ
تعمل بـ
السّديد
، رجالٌ
صدقوا ما عاهدوا الله عليه
، فمنهم مَن قضى نحبه، ومنهم مَن ينتظر وما بدّلوا تبديلا.
قد يكون الإنسانُ في بعض الأحيان
مُعْجَبًا بكلامه
. لكن، لايَرَى
سَهْمَ الفرح
يشقُّ أروقة قلبه بسَلاَمِه. لأنّه في الأخير، مَلْهُوفٌ برغبة
الصّمتِ
عن
أشياءٍ كثيرةٍ
تحدث في الدّنيا -
رغمًا عنه
- بكلّ وَلَعِ
الثرثرة
، تذوبُ في
عِزَّةِ الصّمت
، مَرْفُوعَ الجَبِين، تحت
وطأة الشُّجُون
بكلّ آلامه.
دُنْيَا الأحلام
تلُوحُ في أُفُقِ
البريء
، يركُضُ
حزينًا
، برغبة
الاستسلام لواقعٍ مريرٍ
، تقتله
الآثام
، ينسجُ فيه
كلّ دفءٍ جميلٍ
، يغرس في القلب الموجوع، شجرةَ
الأسقام
، من أوبئة
البلاهة
، والسّذاجة و
الغباء
، الملوّث بأنتن الأورام.
أليس منكم رجلٌ رشيد في زمن القوم العنيد
!!!
ومع هذا، سعيدةٌ أنـــآ
بِصَمْتِي
، عن كلّ
هزيمة
وخذلان. أرسمُ به
كلّ نصرٍ
لِـ-
أَهْدَافٍ
، أَبِيتُ اللّيلَ، ألوّنُ جَمَـــالَهُ، بـ
حسن التوكّل
و-
اليقين
- بالمؤازرة من
الكبير الرّحيم الرحمـن
.
طفلٌ صغيرٌ أنــآ بِـ-
غبائي
. أرسمُ
زهرة السّعادة
في كلّ دفترٍ أمرّ به، يذكّرني بـ
حبّ آبَـــااائي
!
جميـــلةٌ هي -
زهرةُ حيــاتي
- بأروع احمرار البَتَـــلاَتِ -بفُستآن
البســآطة
- للتّواضعِ وَلاَئِي!
قلمي الصّغير
، مـــآأجْمَلَك! حين تعبّر عن
أعمق خلجــآتي
، بكلّ صدقٍ، و
حبّ المعرفة
، والإيمانِ بالرّضا بقدر الله والقضآءِ.
مــاااأروعَ
الصّمت
الحبيب. أضحيتُ أتلهّف لسماع
اسمه
من ملازمٍ قريب، وأتشغّف لشمّ
رائحته
من ماهرٍ
فنانٍ
أريب.
هو هكذا أصبح عندي "
الصَّمْتُ
". أجمل و
ألطف وَنِيس
. أتلقَّى منه
دروسَ الحِكمة
في:
كيف أختار لنفسي في حياتي أحبّ الجليس
. يشاركني
همومي
وشجوني. ويرشدني إلى
أحسن قيادة لزمام أموري
، ويفرغ عن قلبي كلّ همٍّ حبيس.
هو
الله
سبحانه -
خالقي
و
رازقي
- أتوكّل عليه في أن يدلّني على
المُرْشِدِ الرَّشِيد
من أهل الوَرَع، يوجّهني إلى
كلّ خيرٍ
، فيه الجوهر النّفيس.
هــآأنا الآن، بعد عمرٍ طويلٍ في
الثرثرة
، أنشد
همسًا صامتًا
، أناجي فيه المولى عزّوجل قبل لحظات الغرغرة. أسأله أن
يرضى عنّي
و
يرضيني
. وأن يحسن
خاتمتي
بالقول
السّديد
عند الموتِ، ودخول المقبرة.
وأسأله أن ينجيني من كلّ
عذابٍ
، في
نارٍ مُسَعَّرَة
. جهنّمُ يُخَلَّد فيها
كُلُّ كافرٍ
، و
مرتدٍ
و
منافقٍ
، عمقُهَا
سبعون خريفا
، سوداءٌ مقعّرة...
بقلم: أم وحيد بهية صابرين غفر الله لها ولوالديها وللمسلمين أجمعين.
الصور المرفقة
جماعة المسلمين.jpg
(108.8 كيلوبايت, المشاهدات 1496)
الحجة المعصومة في الكتاب والسنة.jpg
(106.6 كيلوبايت, المشاهدات 1666)
أقام سلفنا الصالح.PNG
(643.9 كيلوبايت, المشاهدات 1673)
من تأمل أحوال الصحابة.jpg
(111.6 كيلوبايت, المشاهدات 1613)
نعلم علم اليقين.jpg
(126.2 كيلوبايت, المشاهدات 1744)
جماعة الطيور.jpg
(23.4 كيلوبايت, المشاهدات 1559)
العمل بأمر الله.jpg
(41.6 كيلوبايت, المشاهدات 1360)
اصبر فما هي إلاّ ساعة.PNG
(376.2 كيلوبايت, المشاهدات 1776)
دنيا الأحلام تلوح.PNG
(1.04 ميجابايت, المشاهدات 1954)
لاتكلم.png
(289.0 كيلوبايت, المشاهدات 1673)
أم وحيد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم وحيد
البحث عن المشاركات التي كتبها أم وحيد