عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07 Aug 2019, 08:30 AM
أبو أيوب مصطفى قنديل أبو أيوب مصطفى قنديل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2019
المشاركات: 11
افتراضي [[ الـتَّـكْــبِـيـرُ الـمُـطْـلَـقُ وَالـمُـقَــيَّـدُ ]] الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

[[ الـتَّـكْــبِـيـرُ الـمُـطْـلَـقُ وَالـمُـقَــيَّـدُ ]]

إلىٰ حضرةِ فضيلةِ الشيخِ المكرَّمِ/ عبد العزيز بن عبد اللهِ بن باز المحترم - حفظه اللهُ تعالىٰ - بعد التَّحِيَّةِ والاحترام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، على الدَّوَامِ أدَامَ البَارِي علينا وعليكم نعمة الإسلام، مع السؤال عن صحتكم، أحوالنا من فَضْلِ اللهِ علىٰ ما تحب وبعد:
أَدَامَ اللهُ بَقَاءَكَ علىٰ طَاعَتِهِ؛ أَفْتِنَا في التكبيرِ المُطْلَقِ في عيدِ الأضحىٰ، هل التكبيرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ دَاخِلٌ في المطلقِ أم لا؟ وهل هو سُّنَّةٌ أم مُسْتَحَبٌّ أم بِدْعَةٌ؟ لِأَجْـلِ أنَّهُ حَصَلَ فيها جِدَالٌ، هذا والبَارِي يحفظك، والسلام.

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلىٰ حضرة الأخ المكرم م. ع. م. وَفَقَّهُ اللهُ آمين.
سلامٌ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، بعده: يا محب كتابكم المكرم المؤرخ في ٢٤\٢\١٣٨٧ هـ وَصَلَ، وَصَلَكُمُ اللهُ بِهُدَاهُ، وما تَضَمَّنَهُ من الأسئلة كان معلومًا.
وَالجَوَابُ: الحمدُ للهِ، وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ علىٰ رسول الله، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ، ومن اهتدَىٰ بهداه.
*أمَّا التَّكْبِيرُ في الأضحىٰ فَمَشْرُوعٌ، من أَوَّلِ الشهرِ إلىٰ نهايةِ اليومِ الثالثِ عَشَرَ من شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ.*
لقولِ اللهِ سُبْحَانَهُ:﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّٰهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ الآية، وَهِيَ أيَّامُ العَشْرِ.
وقولِهِ عَـزَّ وَجَلَّ:﴿وَاذْكُرُوا اللَّٰهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ الآية، وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
ولقولِ النَّبِيِّ ﷺ:«أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ» رواه مسلمٌ في صحيحِهِ، وذكر البُخَارِيُّ في صحيحِهِ تعليقًا عن ابنِ عمرَ وأبي هريرةَ رضي الله عنهما:(أنَّهُمَا كَانَا يَخْرُجَانِ إلى السُّوقِ أيَّامَ العَشْرِ، فَيُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا) وكان عمرُ بنُ الخَطَّابِ وابنُهُ عبدُ اللهِ رضي الله عنهما، يُكَبِّرَانِ في أيَّامِ مِنى في المسجدِ وفي الخيمةِ، وَيَرفَعَانِ أَصْوَاتَهُمَا بذلك حتَّىٰ تَـرْتَـجّ مِنى تَـكْـبِـيرًا.

*وَرُوِيَ عن النَّبِيِّ ﷺ وعن جماعةٍ من الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم، التَّكْبِيرُ فِي أدْبَـارِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، مِنْ صَلَاةِ الفَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ إلىٰ صَلَاةِ العَصْرِ من يومِ الثالِثِ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وهذا في حَقِّ غيرِ الحَاجِّ،* أمَّا الحَاجُّ فيشتغل في حَـالِ إحْـرَامِـهِ بِالتَّلْبِيَةِ حتَّىٰ يَرْمِيَ جَمْرَةَ العقبةِ يوم النَّحرِ، وبعد ذلك يشتغل بِالتكبيرِ، وَيَبْدَأُ التَّكْبِيرُ عندَ أوَّلِ حَصَاةٍ من رمي الجمرَةِ المذكورَةِ، وإنْ كَـبَّـرَ مع التَّلْبِيَةِ فلا بأس، لقول أنَسٍ رضي الله عنه:(كَانَ يُلَبِّي المُلَبِّي يَوْمَ عَـرَفَـةَ، فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ المُكَبِّرُ، فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ).

*ولكن الأفْضَل فِي حَقِّ المُحْرِمِ هُـوَ: الـتَّـلْـبِـيَةُ، وَفِي حَقِّ الحَلَالِ هُـوَ: التَّـكْـبِيرُ فِي الأَيَّامِ المَذْكُورَةِ.*

*وَبِهَذَا تعلم أنَّ التَّـكْـبِيرَ المُطْلَق وَالمُقَيَّد يَجْتَمِعَانِ فِي أصَحِّ أَقْوَالِ العُلَمَاءِ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَهِيَ: يوم عَـرَفَـة، ويوم النَّـحْـرِ، وأيَّام التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ.*

*وأمَّا اليومُ الثامن وما قبلَهُ إلىٰ أوَّلِ الشهرِ؛ فالتكبيرُ فيهِ مُطْلَقٌ، لا مُقَيَّدٌ، لِمَا تَقَدَّمَ من الآيَةِ وَالآثَـارِ.*

*وَفِي المُسْنَدِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَـالَ:«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّٰهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»* أو كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
-------------------------------------
[ المصدر : المجموع للإمام ابن باز
رحمه الله : جــ ١٣ / صــ / ١٧ - ١٩ ]
_________________

رد مع اقتباس