عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03 Aug 2011, 04:06 PM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

المَطلبُ الثّانِي:
الـدِّراسةُ البَلاغيَّـةُ لِلآيةِ

لقد جاء الَقُرْآن الكَرِيم على سُنن العرب في كلامها في فنونه البديعة، وأفانينه البلاغية البيانية، فمن ذلك ما ورد في هذه الآية من أنواع البلاغة ما يحسُن الوُقوف عند بعضه تجلية للَّفظ وإيضاحا للمعنى:
1-التفسير: وهو التصريح بعد الإبهام(*)، ففي قوله تعالى { تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } تفسير للموالاة أو لاتخاذها(1).
2-الاستئناف: وهو الإتيان بعد تمام الكلام بقول يفهم منه جواب سؤال مقدر(*).
وذلك في قوله { تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } كـأنهم لما استشعروا العتاب ما تقدم سألوا ما صدر عنا حتى عوتبنا ؟ فقيل { تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ }.
وكذلك في قوله تعالى { تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } وفي قوله{ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ } كالتفسير لمكفرهم، كأنه قيل: كيف كفروا؟ وأجيب بأنهم كفروا أشد الكفر بإخراج الرسول والمؤمنين لإيمانهم خاصة لا لغرض آخر(2).
3- الالتفات: وهو العدول عن الغيبة إلى الخطاب أو على العكس(*).
وذلك في قوله تعالى { أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ } حيث لم يقل أن تؤمنوا بي، للإشعار بما يوجب الإيمان من الألوهية والربوبية(3)، وترى العرب أن الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في القبول عند السماع وأحسن تطرية لنشاطه وأملأ لاستلذاذ إصغائه(4).
4-التغليب: وهو إعطاء الشيء حكم غيره(*)، تغليب المخاطب على الغائب أي: على الرسول في قوله { أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ }(5).
5-البدل: وهو إقامة الشيء مكان الشيء(*)، قال تعالى { تُسِرُّونَ } بدلا من { تُلْقُونَ } بدل كل من كل إن أريد بالإلقاء الإلقاء خفية، أو بدل بعض إن أريد الأعم لأن منه السر والجهر(6).
6-الطباق: وهو الجمع بين معنيين متقابلين(*)، في قوله تعالى { بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ }، أَخْفَيْتُمْ وأَعْلَنْتُمْ بينهما طباق، فالإخفاء يقابل الإعلان(7).

ــــــــــــــــــــــ

(*) المعجم المفصل في علوم البلاغة، د.آنعام فوال عكاوي (403،66،209،397) على التوالي.
(1) روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني، الألوسي (28/66).
(2) نفس المصدر (28/67).
(3) حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، محمد الأمين الهرري (29/216).
(4) تفسير النسفى، أبو البركات عبد الله النسفي (1/36).
(5) حدائق الروح والريحان (29/216).
(*) المعجم المفصل، عكاوي(255،597) على التوالي.
(6) روح المعاني (28/67).
(7) التفسير المنير، الزحيلي (28/118).

رد مع اقتباس