عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 Feb 2014, 07:33 PM
خالد العايب خالد العايب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر/المسيلة
المشاركات: 77
افتراضي

أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه

قال ابن حزم رحمه الله :

أنا الشمس في جو العلوم منيرة . . . و لكن عيبي أن مطلعي الغرب
و لو أنني من جانب الشرق طالع . . . لجد علي ما ضاع من ذكري النهب
و لي نحو أكناف العراق صبابة . . . و لا غرو أن يستوحش الكلف الصب
فإن ينزل الرحمان رحلي بينهم . . . فحينئذ يبدو التأسف و الكرب
فكم قائل أغفلته و هو حاضر . . . و أعلم ما منه تجيء به الكتب
هنالك يدري أن للعبد قصة . . . و أنه كساد العلم آفته القرب

جاء في كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (3/ 156)
كتب أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن الربيب التميمي القيرواني ، إلى أبي المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن حزم يذكر تقصير أهل الأندلس في تخليد أخبار علمائهم ومآثر فضائلهم وسير ملوكهم
فمما كتبه ابن حزم جوابا:

ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته، بأضعافما في سائر البلاد.
إن أجاد قالوا: سارق مغير ومنتحل مدع
وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط،
وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل!
وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفاً بائناً يعليه على نظرائه أو سلوكاً في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس، وصار غرضاً للأقوال وهدفاً للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهباً للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم نقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يفه به ولا اعتقده قلبه، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف،
فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل، فتنكس لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعراً أو يعمل رسالة، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذا النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد.

رد مع اقتباس