عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21 Jan 2018, 05:42 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي (المتهمون عند أهل السنة).


المتّهمون عند أهل السنَّة
[ مَنْ دَخلَ مَداخلَ السُّوء اتُّهم ]

الحَمْدُ لله والصّلاةُ والسّلامُ على رسول الله وعلى آلهِ وصَحبهِ ومن وَالَاه، أما بعد؛
فيقول الله تعالى: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (الأنعام 68) .
وقال كذلك: { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّم جميعا } (النساء140).

المُنتقصُ لِلْعلمَاء مُتَّهم :
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: "إِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ يَغمِزُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيْداً عَلَى المُبْتَدِعَةِ". [سير أعلام النبلاء للذهبي ص450ج7 – ط الرسالة] .

من فوائد الأثر:
1- من كان يغمزُ اماماً من أئمّة الهدى فيَعِيبُه وينتَقِصُه فهو متَّهمٌ فكيف بمن يطعن فيه .
2- وكيف بمن يطعن في ثلَّة منهم .
3 - قد يقولون ومن مثل حمّاد ؟ والجواب لكلِّ زمان حمّادُه والعبرة بالمنهج لا بالأشخاص.
4- الشدَّة عَلَى المُبْتَدِعَةِ محمودة.
5- من منهج أهل السُنَّة موالاة علماء السُنَّة .
6 - القائلُ أحمدُ بن حنبل يُبيِّن المنهج في الذبِّ عن علماء السنّة والأخذ على أيدي أهل البدعة فلله دَرُّه.
7- عدم حسن الظنِّ بمن يلمز أهل العلم.

المُجالِس لأهل البدع متَّهم :
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَامِرِيُّ رُمِيَ بِالقَدَرِ، وَمَا كَانَ قَدَرِيّاً، لقَدْ كَانَ يَتَّقِي قَوْلَهُم وَيَعِيبُهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رَجُلاً كَرِيْماً، يَجلِسُ إِلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ وَيَغشَاهُ، فَلاَ يَطرُدُهُ، وَلاَ يَقُوْلُ لَهُ شَيْئاً، وَإِنْ مَرِضَ، عَادَهُ، فَكَانُوا يَتَّهِمُونَه بِالقَدَرِ لِهَذَا وَشِبْهِهِ. قال الذهبي :" كَانَ حَقُّهُ أَنْ يَكْفَهِرَّ فِي وُجُوْهِهِم، وَلَعَلَّهُ كَانَ حَسَنَ الظَّنِّ بِالنَّاسِ". [سير أعلام النبلاء للذهبي ص141ج7 – ط الرسالة] .

من فوائد ما ذُكر من الترجمة:
1- من منهج السَّلف تصنيف الرَّجل بجلسائه واتِّهامه بمن يغشاه.
2 - قد لا يكون المتَّهم منهم كابن أبي ذئب رحمه الله ولكنّ القاعدة مطّردة في حق الجميع .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ:" سَأَلْتُ مُصْعَباً عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ قَدَرِيّاً، إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَنِ المَهْدِيِّ قَدْ أَخَذُوا أَهْلَ القَدَرِ، وَضَرَبُوْهُم،وَنَفَوْهُم، فَجَاءَ مِنْهُم قَوْمٌ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ،فَجَلَسُوا إِلَيْهِ، واعْتَصَمُوا بِهِ مِنَ الضَّربِ. فَقِيْلَ: هُوَ قَدَرِيٌّ لأَجْلِ ذَلِكَ". [من السير]
3- ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ عنه أحمد: كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مَالِكٍ، إِلاَّ أَنَّ مَالِكاً -رَحِمَهُ اللهُ- أَشَدُّ تَنْقِيَةً لِلرِّجَالِ مِنْهُ. وقَالَ عنه كذلك : هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالحَقِّ مِنْ مَالِكٍ. وقَالَ عنه كذلك: كان رَجُلاً صَالِحاً، قَوَّالاً بِالحَقِّ، يُشَبَّهُ بِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.وقال عنه الشَّافِعِيَّ : "مَا فَاتَنِي أَحَدٌ فَأَسِفْتُ عَلَيْهِ، مَا أَسِفْتُ عَلَى اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ...اه "[ من السير] ؟. وهذا كله لم يبرِّئه من التُّهمة .
4- أهل البدع لا يأنسون بمن يكشف حالهم ,ولا يندسُّون عند من يكفهرُّ في وجوههم .
5 - كلمة الذهبي درَّة سُنِّية كما في النونية :
ولا تلقَ بدعيًا ولا مُتزندقًا****إلَّا بعبسةِ مالكِ الغضْبان
.
6- من سمات دعوة أهل السنة التمايز عن أهل البدع .

المتَّهم لا يكون إماماً ولا يمكَّن من ذلك :
جاء عند البغوي في تفسيره لسورة التوبة عند ذكر مسجد الضرار: رُوِيَ أَنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ قُبَاءٍ، أَتَوْا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي خِلَافَتِهِ لِيَأْذَنَ لِمُجَمَّعَ بْنَ حَارِثَةَ فَيَؤُمَّهُمْ فِي مَسْجِدِهِمْ، فَقَالَ: لَا وَلَا نِعْمَةُ عَيْنٍ، أَلَيْسَ بِإِمَامِ مَسْجِدِ الضِّرَارِ؟ فَقَالَ لَهُ مُجَمَّعٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ مَا أَضْمَرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ عَلِمْتُ مَا صَلَّيْتُ مَعَهُمْ فِيهِ، كُنْتُ غُلَامًا قَارِئًا لِلْقُرْآنِ، وَكَانُوا شُيُوخًا لَا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ فَصَلَّيْتُ وَلَا أَحْسَبُ إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَلَمْ أَعْلَمْ مَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَعَذَرَهُ عُمَرُ وَصَدَّقَهُ وَأَمَرَهُ بِالصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ.
( لا وَلَا نعْمَة عين ) : أَي لَا تقر عَيْنك بذلك, وَالنَّعْمَة وَالنُّعْمَة بِالْفَتْح وَالضَّم المسرة. مشارق الأنوار للقاضي عياض [3/338]

نسأل الله أن يثبِّتنا على السنَّة حتى نلقاه والحمد لله رب العالمين.
وسبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه أبو همَّام عبد القادر حري
في شهر جمادى الأولى 1438


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 21 Jan 2018 الساعة 09:24 AM
رد مع اقتباس