عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 04 Nov 2013, 12:16 PM
أبو حفص محمد ضيف الله أبو حفص محمد ضيف الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 435
افتراضي

(وصايا في نصرة إخواننا في دماج) لفضيلة الشيخ عبدالله بن مرعي العدني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العليم الحكيم رب العالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين مجيب دعوة المضطرين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ,

أما بعد:

فقد علم ما وقع لإخواننا أهل السنة في دماج تزامناً مع أحداث بلاد سوريا من الظلم والبغي والإعتداء أياماً متتالية فيها القصف بجميع أنواع الأسلحة لم يُعلم استعمال مثله حتى في حروب دول بمثل هذا الحال ضرب عشواء لم يسلم حتى الأطفال والنساء مع ما سبق من حصار .

وهاهنا وصايا نتواصل للتواصي بها :

١. هذه الأحداث على مسمع ومرأى من الداخل والخارج وسكوت إعلامي غريب أحداث مؤلمة مؤسفة محزنة آلمت كل منصف صادق فضلاً عن مسلم فأين موقف وجهد المنصفين الصادقين فضلاً عن المؤمنين المسلمين .

٢. مثل هذا البغي ليس بغريب عن الرافضة الحاقدين أعداء الإسلام والمسلمين وبه يُعلم حقيقةً خبث الرافضة قاتلهم الله وعمق عداوتهم لأهل السنة بل للمسلمين عموماً إلا من كان على ملتهم وبه يُعلم صدق ما حذر منه علماؤنا قديماً وحديثاً وأنه ليس فيه مبالغات ولا صدر عن ردة فعل أو هوى بل حقائق سطرها العلماء في كتبهم من تاريخ الرافضة المظلم وما يحدث اليوم يتبع مادون بالأمس الماضي وهي ليست بغريبة على من عرف خبث وحقد الرافضة وتاريخهم يشهد بذلك .

ولا يخفى على العارفين مواقفهم وجرائمهم على مرِّ التاريخ حتى مع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , خذلهم للحسين رضي الله عنه وأرضاه .

وما وقع قبل وبعد ذلك خبر ابن العلقمي والطوسي وخبرهم مع المغول واليهود والنصارى ضد المسلمين و منه تاريخ النصيرية والقرامطة الباطنية ما فعلوه بالمسلمين قاتلهم الله.

وهكذا في العصر الحديث تلك الجرائم والفتن التي لم يسلم منها المسلمون في قطر وليس ببعيد عنا أحداث صبرا وحزب الأمل واللات وما فعلوه بالمسلمين وما فعلوه في بلد الله الحرام وفي أيام الله المحرمة في مكة وفي المدينة في مواسم الحج وما فعلوه في العراق وأفغانستان وباكستان حتى استحلوا الدماء بل ودماء العلماء وأحداث دماج وسوريا اليوم خير شاهد .

٣. وهنا وصية وتنبيه فنتعجب أين الهيئات والمؤسسات والحكومات في الداخل أو الخارج الداعية لحقوق وكرامة الإنسان والمنادية بمحاربة الإرهاب فلنتواصى بتصحيح المفاهيم وعدم اللعب بالمكاييل.

٤. وفي هذه الأحداث التي لم يراعى فيها حرمة هذه الأشهر الحرم فالحصار والقتل مستمر من قبل الحج فقد ضاهى هؤلاء الرافضة المشركين في الأحداث وصية وتنبيه لأولئك الذين يدعون إلى دعوة التقريب مع الرافضة أعداء الدين .

٥. وفي هذا المقام أذكّر نفسي وإخواني بكلام مشايخنا وعلمائنا وهذا هو الواجب على كل مسلم عرف معنى الإسلام والسنة والسلفية من وجوب نصرة إخواننا المسلمين المستضعفين الذين ظُلموا ظلماً عظيماً من قبل هؤلاء الرافضة في هذا الحصار فلم يراعوا امرأةً ولا صبياً ولا شيخاً ولا غيرهم ولم يراعوا معنى من معاني الإنسانية فضلاً لمن ينتسب إلى هذا الدين .

فأدعو نفسي وكل من يبلغه هذا الكلام بنصرة إخواننا في دماج بكل معاني النصرة , النصرة بالكلمة والنصرة بالقول والقلم والجاه والمال والنصرة بالنفس بضوابطها التي ذكرها العلماء وكل ما يمكن به نصرة إخواننا ودفع الظلم والسوء عنهم كما أذكّر كل من يستطيع أن يشفع شفاعة حسنة في دفع مثل هذا الشر عن المسلمين وعن أمثال هؤلاء طلبة العلم وأهل السنة أن يبذل ما يستطيع في ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) وفي رواية لمسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين - وفي الحديث الآخر - مثل المسلمين مثل الجسد إذا اشتكى العين اشتكى الجسد كله ) وهكذا ينبغي أن يكون أهل الإسلام يشدُّ بعضهم بعضاً بل ربنا جل وعلا يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} وهذه الولاية تقتضي النصرة والمعاونة خصوصاً في مثل هذه المواقف مواقف الشدة .

٦. وها هنا كذلك وصية وتنبيه لبعض من لم يفقه حقيقة هذا الدين فجعل بعض الخلافات التي قد يبتلى بها بعض المسلمين لمعنى من المعاني سبب لتضييع مثل هذه النصرة وهذا خطأ فما يكتبه بعض الكتّاب في بعض المواقع يسخرون من العلماء السلفيين وما كان من موقفهم تجاه الثورات ويجعلون أن هذا الذي ابتلي به أهل السنة أنه من جرّاء ما وقع من مواقف فهذا خطأ لا يجوز بل حتى ولو ظننت يا أخي أن هذا السلفي أخطأ في حقك مع إنه إن شاء الله مصيب وقد يبتلى الصالح بذنب غيره ولنا عبرة وعظة بيوم أحد ومع هذا فلا يقتضي ذلك من أحد مثل هذه الإساءة لأن الجميع الآن في مواجهة من هو عدو للإسلام والمسلمين فللننتبه لهذا بارك الله فيكم .

٧. ولنحذر من التهاون بأسباب الهزيمة من الوقوع في المعاصي ومنها الخروج عن العدل وعن طاعة العلماء الربانيين فكيف الطعن فيهم ولنا بيوم أحد عبرة وفي حديث ابن عمر الصحيح ( وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ) رواه أحمد وغيره بل قال تعالى عند ذكر أصحاب العجل {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول لأمرائه حين يرسل الجيوش نحن لذنوبنا أخوف من عدونا ولنبادر بالتوبة الصادقة الشاملة قال الله تعالى بعد الآية السابقة في أصحاب العجل {وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } وفي الحديث الصحيح (التوبة تجب ما قبلها) .

٨. وندعوا الجميع بالتعاون العاجل صفاً واحداً لدفع هذا البغي والظلم من قبل أن نعاجل بعقوبة عامة ونحن نرى مسابقة هؤلاء الرافضة للوقت وحرصهم على الإبادة الجماعية ولا تختلط الأمور فالرد على الخطأ والمخطئ باب ونصرة المسلم باب آخر فليفقه هذا الذين سودوا الشبكة بالسب والتفريق .

قال تعالى { ولينصُرَنَّ الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيز . الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} وفي الحديث (والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) [رواه أبو داود]. وغيره وله طرق .

٩. كما ننصح أنفسنا وجميع المسلمين بلزوم غرز ووصايا ونصائح العلماء الربانيين العاملين وفي حديث ابن عباس ( البركة مع أكابركم ) والآيات كثيرة .

١٠. وهنا أيضا وصية وتنبيه وتحذير فعلينا الحذر من خفافيش الفتن المكرة تجار الحروب والحذر من ذباب الطمع في الفتن من يصطاد ويتعيش بالفتن والحذر من فراش النار أهل الغباء في الفتن فالنصرة واجبة لكن بديانة وذكاء لا بحماقة وغباء حتى لا يرمى أهل الحق في فوهة الحروب أو يتخذون سلماً للوصول لأغراض أو أعراض والله يحفظنا وديننا ولهذا يكرر لابد من ملازمة غرز العلماء الربانيين .

١١. ونتواصل ونتواصى بالصبر مع البلاء فلله حكمة من ذلك وهو العليم الحكيم وأجر الصبر وحسن عاقبته كثيرة في الكتاب والسنة .

وأسأل الله الحي القيوم الرحمن الرحيم رب العالمين عز وجل أن يدفع عن إخواننا في دماج وسوريا وسائر بلاد المسلمين المضطريين وهو سبحانه مجيب دعوة المضطرين أن يدفع كل سوء ومكروه وأن يحفظهم بحفظه وأن ييسر بالنصر العاجل على الرافضة البغاة المعتدين وأن يزلزل الأرض من تحتهتم ويجعل بأسهم بينهم ويجعل تدبيرهم تدميراً عليهم آمين يا إله الأولين والآخرين يا قوي يا متين إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

منقول من منتديات الوحيين السلفية.
http://download.dar-sh.com/books/shaikh/book/006.pdf

رد مع اقتباس