عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 13 Jul 2015, 12:39 AM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي

كنت أرسلت المقال لبعض إخواني قبل نشره، وكان منهم أخي فريد الميزاني، وقد أرفق به تعليقات مفيدة ودقيقة جهِلتها وعرفها، وأصاب فيها وأخطأت أنا، ولم أطَّلع عليها إلا اليوم، فجزاه الله خيرا ورفع قدره، ومنها:

قوله تعليقا على ما ذكر من كون القوم (لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا إلا ما أشربوا من أهوائهم):

"بل القوم أضعف من أن تكون لهم أهواء وأشد جهلا، بل ما أشربوه من أهواء ساداتهم ومعلميهم من المبشرين والمستعمرين أعداء الإسلام.
مقتبس من تعليق أحمد شاكر على عمدة التفسير بتصرف يسير".

قوله تعليقا على ما قولي: (من الانضباط والأمانة فكما تقدَّم في الجبليِّ، كذلك فإنه تردعهم قوانينهم الصَّارمة، وتحبسهم العقوبات الماليَّة والمعنويَّة)، قال (وفقه الله):

"وحتى هذا غير مسلم به، فصورة الأوروبي الأبيض المنضبط الأمين إنما صنعها الأوروبيون هم لأنفسهم وروجوها عنهم بالأفلام والإعلام ثم أشربها العرب وأعجبوا بها وانبهروا... أما الحقيقة فهي غش وخداع وسرقة وأجرام وقتل وشذوذ وهذا لا يخفى على من خبر القوم أو اطلع على ما كتبه عنهم المنصفون منهم... أما قوانينهم "الصارمة" فهي لا تطبق إلا على الفقراء دون الأغنياء واليهود... وهاهم ساساتهم متورطون في أشنع الفضائح المالية والأخلاقية دون أن يردعهم رادع..."

وهذا أنفسها فيما ظهر لي؛ قوله لما جاء في المقال: (أنَّ أهل الكتابين كانت تحكمهم عقائد فاسدة وتسوقهم كنائس متعسِّفة، ويتسلَّط عليهم أحبار ورهبان يأكلون أموالهم بالباطل، فثاروا عليها وتخلَّصوا من هذا الرقِّ)، قال (وفقه الله):

"هذا التقرير الذي درج عليه أكثر الكتاب المسلمين في شرح أسباب الثورة الصناعية في الغرب –لأن ما يسمى تقدما وتحضرا لا يتعدى أن يكون ثورة صناعية، أما الحضارة فهي أوسع من هذا بكثير والغرب هم من أبعد الناس عنها– لا يثبت على وجه التحقيق التاريخي... فالغرب لم يثر برمته ضد الكنيسة، إنها حصل هذا في فرنسا فقط دون غيرها وهي نتيجة مؤامر علمانية قادتها الحركة التنويرية (فلوتير، ديدرو...) لإسقاط الكنيسة وإبعاد الناس عن الدين –وإن كان باطلا– وفرنسا لم تكن مهد الثورة الصناعية أبدا بل كان مهدها إنجلترا ثم أمريكا وبعدها دول شرق آسيا، اليابان، كوريا والصين وهي كلها دول محافظة جدا لم تثر ضد الكنيسة ولا ضد آلهتهم الأخرى... أما اليهود فلا أدري كيف حشرتهم في زمرة الثائرين وهم أشد الأقوام تعصبا لدينهم وكتابهم المحرف... وما تسلطوا على العالم إلا رغبة في تحقيق وعود أنبياء التوراة... والكلام على هذا يطول وإنما هذه إشارة... والحاصل أن دعوى تقدم الغرب يرجع إلى تخلصه من رق الكنيسة إنما هي من نتاج العلمانيين أنفسهم الذين يريدوننا الآن أن نتخلص من "رق" الإسلام حتى نتقدم... أما الغرب فلم يتحرروا من الرق بعد، بل حالهم ازداد سوء على سوء... فهم في الدين عباد الشهوات والفروج بعدما كانوا عباد الصليب والمسيح... وفي الدنيا عبيد اليهود والبنوك والمرابين بعدما كانوا فلاحين ومزارعين." انتهى

والحمد لله ربِّ العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن صالح البجائي ; 13 Jul 2015 الساعة 12:41 AM
رد مع اقتباس