عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08 Mar 2019, 07:33 AM
أم عكرمة أم عكرمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 234
افتراضي

قال حفظه الله:
"وكل العباد سيسألون عن أمرين اثنين، الكل سيسأل: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟.
فالأول منهما جوابه: ماذا كنتم تعبدون؟، هو بتحقيق التوحيد والعبودية لله جل في علاه؛ جوابه: تحقيق العبودية لله.
والثاني جوابه: تحقيق تجريد الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وهذا الذي ذكرته قد نص عليه الإمام ابن القيم رحمه الله في مواضع من كتبه كما في مقدمة زاد المعاد، واجتماع الجيوش الإسلامية وغيرها، وهو حق" انتهى.



نصائح لابد منها:

1- يجب على من بانَ له الحق وظهر له بدلائله أن يرجع عن خطئه، ولا يعاند العلماء، ولا يسلك مسلك التأويل والتسويغ لنفسه.


2- السلفي لا يحب ابن هادي لأنه تغير كما قال شيخنا الربيع، ولكنه لا يظلمه كما يفعل هو مع خيار من السلفيين علمًا ودعوة؛ ظلمهم وشهّر فيهم فقال فيه الإمام الربيع: "ما فيه إلا الظلم"، ولما أصرَّ وعاند وما رجع للحق قال فيه الإمام الربيع: "أخسّ من الحداديّة"، والسلفي الصادق لا يُخطِّئُ ابن هادي وينتقده فيما لم يخطئ - ولم يخالف العلماء فيه -، لأن السلفي الحق يتميّز بالعدل والإنصاف مع المخالف والمؤالف، والله تعالى يقول: (ولا يجْرِمَنّكُمْ شَنآنُ قومٍ على أنْ لا تَعْدِلوا اعْدِلوا هو أقربُ للتَّقوى).

3- الرد على المخالفين للسنة كابن هادي وغيره لا يجوز أن يكون لذات الرد أو للتشفي والتشهي، الرد غايته إظهار الحق ونصرته، وقمع الباطل، ومن مقاصده أن يعرف المردود عليه خطأَه فإن كان صادقًا منصفًا تراجع وشكر منتقده.
وليتأمل السلفيّ ردود المشايخ الفضلاء الذين تكلم فيهم ابن هادي ظلمًا كأخينا الشيخ الفاضل صاحب الجهود الطيبة في نشر السلفية والدفاع عنها في حفر الباطن وغيرها؛ الشيخ عبد الله الظفيري حفظه الله، وردود أخينا الشيخ الفاضل داعية السودان الكبير نزار بن هاشم العباس، وردود الأخ الشيخ الفاضل عبد الإله الجهني الرفاعي في حلقات الإبانة، وغيرها من الردود، فإنّها اشتملت على العلم والعدل والإنصاف، فيما خالف فيه ابن هادي الحق مخالفة بيّنة، بحيث لا تدع مجالًا لمتعقب بالحق أو صاحب هوًى يقصد تقوية شأن ابن هادي في الباطل الذي هو عليه أن يقول: إنك أخذتم عليه شيئًا محتملًا غير واضح (!)، وأنتم تفترون عليه (!)، ونحو ذلك.

4- يجب على الذي يتصدى للردود أن يكون مؤهلًا لذلك بالعلم النافع والتأصيل الصحيح، وأن يلم بالقضية التي يريد تفنيدها ودحضها من كلّ جوانبها إلمامًا جيدًا، ولا يتسرع ويكون همه الاستكثار من الردود، فالرجل إذا كتب جعل عقله ومقدار علمه بين يدي الرجال الفحول من طلبة العلم العارفين بالفروع والأصول، والمميزين بين المعقول والمنقول، فيُحكم عليه بالعلم أو الجهل.

5- لا يجوز لطالب العلم خاصة الذي يحتاج إلى كثير من التعلم والتأصيل، لا يجوز أن يجعل همه الأكبر وشغله الشاغل في بداياته العلمية علم الردود، ويفرّط في علوم الدين التأصيليّة الأخرى فلا يحصّل منها إلا الشيء اليسير، فهذا خلاف منهج التفقّه السلفي، بل إن الردود أحيانا - لقوة الشبهات وكثرتها - تحتاج إلى علم تأصيلي في الحديث والتفسير والفقه واللغة والعقيدة وأصول الفقه والجرح والتعديل، وتحتاج إلى أن يُفهم كلام العلماء فهمًا صحيحًا بلغة العلم، فلكل فن لغته، ولكل علم اصطلاحه.
ولله درّ إمامنا الربيع تراه في ردوده إمامًا في الجرح والتعديل والحديث والفقه والرجال والسنة واللغة وغيرها.


٦- لا يجوز لطالب العلم أن يستقل بفهمه عن العلماء، فهذا من التعالم المذموم، ولابد وأن يتعاهد طالب العلم نفسه دومًا بالتزكية، فيعرف قدر نفسه، ولا يدخل نفسه في مضايق لا قبل له بها، وطالب العلم الصادق يقرّب منه من يعينه على نفسه لا من يعظم فيه نفسه ويرفعه أكثر من قدره و(ينفخ فيه) (!)، فيسوقه بذلك إلى حتفه العلمي والديني.
والله تعالى الموفق لا رب سواه.

كتبه

رائد بن عبد الجبار بن خضر المهداوي.
٢٢ ذو القعدة ١٤٣٩
رام الله، فلسطين حرسها الله.

رد مع اقتباس