عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 Nov 2013, 12:32 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي صهيب رضي الله عنه عربي وليس روميًّا!

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

من العبارات التي تتردَّد على ألسنة كثير من الناس خطباء وغيرهم في سياق الكلام على أن النَّسب بغير تقوى لا ينفع، وأن العلم والإيمان يرفع صاحبه ولو كان غير نسيب على حدِّ قول القائل - وشيخنا عبد المحسن العباد يتمثَّل بهما كثيرًا في مجالسه -:
عليك بتقوى الله في كل حالة // فلا تترك التَّقوى اتِّكالا على النسبْ

فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ // وقد وضع الشِّرك النسيب أبا لهبْ

في هذا السياق يقول أحدهم: (وهذا سلمان الفارسي، وصهيب الرُّومي، وبلال الحبشي...)
فهم يعنون أنهم أعاجم من غير العرب، ومع ذلك رفعهم الله بالإسلام والصحبة إلى ما صاروا عليه من نباهة الذكر وشرف الموضع في الدنيا والآخرة.
ولا يتنبهون إلى أن صهيبًا رضي الله عنه ليس روميَّ النسب، ولكنه عربيٌّ صليبة، من بني النِّمر بن قاسط، فهو صهيب بن سنان بن مالك –ويقال خالد- بن عبد عمرو بن عقيل –ويقال طفيل- بن عامر بن جندلة بن سعد بن جديم بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النِّمر بن قاسط.
سبته الروم صغيرا فمكث فيهم إلى أن كبر فقيل له الرُّومي، وقال ابن سعد: إنه صار بذلك ألكن، وروى البغوي (3/343) من طريق يحيى بن عبد الرَّحمن بن حاطب أنَّ عمر قال له: "أراك تنسب عربيًّا ولسانك أعجمي"، فقال صهيب: "سبتني الروم صغيرا فأخذت لسانهم".
ورواه ابن سعد بنحوه (3/169) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه.
توفِّي رضي الله عنه في شوال سنة ثمان وثلاثين وله سبعون سنة (الثِّقات لابن حبان 3/193) وقيل: تسع وثلاثين (الإصابة 3/255).
وبهذا يعلم بطلان الحديث الذي أخرجه الحاكم وغيره أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "السباق أربعة: أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم".

فهذه النسبة أعني الرُّومي هي نسبة على خلاف ظاهرها، والأنساب التي على غير ظاهرها نوع لطيف من علوم الحديث نبَّه عليه المحدثون، وسماه ابن الصلاح في النوع الثامن والخمسين من أنواع علوم الحديث: "معرفة الأنساب التي باطنها على خلاف ظاهرها"، ومن أشهر أمثلته: معاوية بن عبد الكريم الضَّال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضَّعيف، وإنما كان ضعيفا في بدنه لا في حديثه، وفي هذين قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: "رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنَّما ضلَّ في طريق مكَّة، وعبد الله بن محمد الضَّعيف، وإنَّما كان ضعيفًا في جسمه، لا في حديثه".
وفي كتب التَّراجم من ذلك أمثلة كثيرة، والله أعلم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 05 Nov 2013 الساعة 01:19 PM
رد مع اقتباس