عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Feb 2013, 10:32 AM
كبير عبدالقادر كبير عبدالقادر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 4
افتراضي منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد :

أقدم لإخواني في الله لؤلؤة من لآلئ الشيخ العلامة ربيع بن هادي حفظه الله الموجودة في كتابه القيم " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل "
يقول الشيخ حفظه الله تعالى :
4 ـ رابعهم موسى عليه السلام : كليم الله ، القوي الأمين ، نرى دعوته تتجه إلى التوحيد وتحمل في طياتها أنوار الهداية والحكمة .
لقد تربى موسى عليه السلام ودرج في قصور أعظم طاغية متأله ، وعرف من ألوان الفساد والكفر والطغيان والظلم والاستبداد في قصور الحكم عن مشاهدة واطلاع ما يصعب تصوره واحتماله ، ورأى ما نزل لقومه بني إسرائيل من استعباد واستذلال واستحياء من الناس ، وقتل الأبناء ما فاق كل ظلم عرفته البشرية .
قال تعالى : ﴿إِنّ فِرْعوْن علا فِي الْأرْضِ وجعل أهْلها شِيعًا يسْتضْعِف طائِفةً مِنْهمْ يذبِّح أبْناءهمْ ويسْتحْيِي نِساءهمْ ۚ إِنّه كان مِن الْمفْسِدِين﴾[ القصص:4] وكان قوم فرعون أهل شرك ووثنية دون شك .
فكيف كان بدء دعوة موسى ، هل اتجهت إلى إصلاح عقيدة هذه الأمة الوثنية ، أو بدأت بالمطالبة بحقوق بني إسرائيل ، والمصارعة على الحكم ، والسعي الجاد في إقامة الدولة الإسلامية ، وانتزاع السلطة من أيدي الطغاة وعلى رأسهم فرعون المتأله ؟
لقد كانت دعوة موسى كغيرها من دعوات آبائه وإخوانه من الأنبياء ، لقد لقنه ربه أصل التوحيد واصطفاه لحمل رسالته والقيام بعبادته .
قال تعالى : ﴿وهلْ أتاك حدِيث موسىٰ 9 إِذْ رأىٰ نارًا فقال لِأهْلِهِ امْكثوا إِنِّي آنسْت نارًا لعلِّي آتِيكمْ مِنْها بِقبسٍ أوْ أجِد على النّارِ هدًى 10 فلمّا أتاها نودِي يا موسى11 إِنِّي أنا ربّك فاخْلعْ نعْليْك ۖ إِنّك بِالْوادِ الْمقدّسِ طوًى12 وأنا اخْترْتك فاسْتمِعْ لِما يوحى13 إِنّنِي أنا اللّه لا إِلٰه إِلّا أنا فاعْبدْنِي وأقِمِ الصّلاة لِذِكْرِي14 إِنّ السّاعة آتِيةٌ أكاد أخْفِيها لِتجْزىٰ كلّ نفْسٍ بِما تسْعىٰ15﴾ طه 9 ـ 15
هكذا في مفتتح رسالته تملى عليه عقيدة التوحيد ، ويكلف شخصيا أن يقوم بها في واقع نفسه ، ويتمثلها في حياته .
ثم يكلفه بالدعوة لهذا المبدأ العظيم ، فيرسله إلى فرعون ويبين له طريق الدعوة وأسلوبها الحكيم الذي يواجه به فرعون ، قال تعالى : ﴿اذْهبْ إِلىٰ فِرْعوْن إِنّه طغى 17 فقلْ هلْ لك إِلىٰ أنْ تزكّىٰ 18 وأهْدِيك إِلىٰ ربِّك فتخْشىٰ19﴾[ النازعات17-19
ويشد عضده بأخيه هارون مبالغة في إقامة الحجة ، ويعلمهما الرفق واللين في الدعوة ؛ فإن ذلك أقرب الطرق إلى هداية من يريد الله هدا يته ﴿اذْهبا إِلىٰ فِرْعوْن إِنّه طغى 43 فقولا له قوْلًا ليِّنًا لعلّه يتذكّر أوْ يخْشىٰ44﴾[ طه:43 -44
فنفذا أمر ربهما ودعياه إلى الله قاصدين هدايته وتزكيته ؛ ليكون ممن يخشى الله ويتقي عواقب الشرك والظلم ، فلم يستجب لهذه الدعوة الهادئة الحكيمة ؛ فبرهن موسى على نبوته وصدق رسالته بآيات كبرى ، لكن الطاغية فرعون زاد طغيانا وتكذيبا ﴿فكذّب وعصىٰ 21 ثمّ أدْبر يسْعى22 فحشر فنادى 23 فقال أنا ربّكم الْأعْلىٰ 24 فأخذه اللّه نكال الْآخِرةِ والْأولى 25ٰ﴾[ النازعات:21- 25







كتاب " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل"
تأليف : الشيخ العلامة ربيع بن هادي
تقديم : صاحب الفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
دار مجالس الهدى للنشر والتوزيع
ص 54-55


التعديل الأخير تم بواسطة كبير عبدالقادر ; 15 Feb 2013 الساعة 10:56 AM سبب آخر: خطا في نوعية الخط
رد مع اقتباس