عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 Mar 2016, 11:41 AM
أبو عائشة مراد بن معطي أبو عائشة مراد بن معطي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجزائر-برج الكيفان-
المشاركات: 357
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عائشة مراد بن معطي
افتراضي معاوية رضي اللّه عنه / الشيخ الدكتور حمد بن ابراهيم العثمان -حفظه الله-

بسم اللَّه الرحمٰن الرحيم

الحمد لله ،والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه ،وبعد :

معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه من خيار الصحابة ،وهو صهر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ،وخال المؤمنين ،وكاتب الوحي ،أثنىٰ عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم في خلقه ودينه ،وبشّر النبي صلى اللّه بولايته ،وما يجريه اللّه علىٰ يديه من الفتوح ،وشهد له النبي صلى اللّه عليه وسلم بعينه أنه من أهل الجنة .

وأبو سفيان ،والده رضي اللّه عنهما ،حسن إسلامه ،وتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو عنه راضٍ ،فقد جعله علىٰ إمارة نجران ،وتوفي النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو نائبه علىٰ نجران ،والنبي صلى اللّه عليه وسلم لا يُولي إلا القوي الأمين .

معاوية رضي اللّه عنه من علماء الصحابة ،وأذكياء الدنيا ،ذكاؤه فاق الفرس والروم كما شهد له بذلك عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ،وجهاده وفتحه للأمصار ليس له نظير في أيام عز الإسلام ،إلا ماكان في عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم ،فكانت ولا يته من خرسان إلى بلاد إفريقية ،ومن قبرص إلىٰ اليمن .

دلائل الكتاب والسنة والإجماع علىٰ خلافته معلومة ،كان أميرًا علىٰ الشام عشرين عامًا ،وخليفةً للمسلمين مثل ذلك ،اجتمعت كلمة المسلمين عليه بعد الصلح الذي وقع بينه وبين الحسن بن علي رضي اللّه عنهما ،واستوثقت له الممالك شرقًا وغربًا ،وكانت خلافته خلافة ملك ورحمة ،وأمن وأمان .

سياسة معاوية رضي اللّه عنه أبهرت خصومه ومخالفيه قبل محبيه ،فكان من أحلم الناس وأصبرهم علىٰ من يؤذيه ،وأعظم الناس تأليفًا لمن يعاديه ،حتىٰ صارت سياسته مثلاً سائرًا في الناس «شعرة معاوية» .

ومن خير ماكان من سياسة معاوية رضي اللّه عنه دفعه بالأخف فالأخف ،وحرصه علىٰ حقن دماء المسلمين ،ولم يكن ابتدأ قتال عليّ رضي اللّه عنه .وغُلب هو وعليّ رضي اللّه عنه على القتال لقضاء اللّه الكوني الذي جرىٰ به القلم ،وأهل السنة يكفّون عمّا شجر بين الصحابة ،ولا يذكرونهم إلا بالجميل ،ويحملون أمورهم علىٰ أحسن الوجوه .

وإذا نُسبت أيام معاوية رضي اللّه عنه إلٰى من بعده فما كان خيرًا منه ،وعدله كان يُشبّه بالمهدي المنتظر .

معاوية رضي اللّه عنه تناوله بالسب والثلب شرار للخلق الرافضة ،وهؤلاء لم يحسنوا القول في خير هذه الأمة بعد نبيها صلى اللّه عليه وسلم ؛أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما ،فلا يُستغرب ذلك منهم ؛لخبث قلوبهم وفساد دينهم .

معاوية رضي اللّه عنه أثنىٰ عليه سادات آل البيت خيرًا ،ومنهم علي بن أبي طالب وابن عباس رضي اللّه عنهما ،ففرقٌ مابين عقيدة الرافضة وآل البيت معلوم .

وتناول المتعالمون كسيد قطب الطعن في عثمان ،ومعاوية ،وعمرو بن العاص رضي اللّه عنهم ،وقوله فيهم «قبيح» كما قال الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه اللّه-: سيد قطب يتكلم فيهم ومابلغ فيهم ومابلغ مدّهم ولا نصيفهم ،وباعثه الغرور والجهل والتعالم والظلم والاعتساف .

والتعرض لجناب الصحابة علامة الخذلان -كما قال السلف-.

وكتبه :الشيخ الدكتور حمد بن ابراهيم العثمان -حفظه الله-

رد مع اقتباس