عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23 Jul 2017, 09:18 PM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا أستاذ على هذا الجهد المفيد ؛ قد قرأت منشوركم الطيّب إن شاء الله تعالى ،وسعدت به ما شاء الله ، غير أن لي بعض التعليقات التي قد تخالف ما ذهبتم إليه ، فأرجو أن يتسع صدركم لذلك ، والقصد المذاكرة والمناصحة ولا يخلو الناس في العلم من مصيب ومخطىء ، ومستأنف في باب من أبواب العلم ، ومستدرك عليه
أولا فإني بحثت فوجدت أن المفسرين لم يختلفوا في معنى الآية فذبحوها وماكادوا يفعلون ، بل كلهم كانوا على إتفاق أنهم قاربوا أن يدعوا ذبح البقرة التي فرضت عليهم ، ولكن اختلفوا في الأسباب التي كادت أن تمنعهم من ذلك ، والإختلاف لم يخرج عن قولين ، إما لغلاء قيمتها ، أو مخافة الفضيحة من أن يكشف موسى عليه السلام القاتل ، والقولين ذكرهما ابن جرير الطبري وتابعه ابن الجوزي في زاد المسير ، الأول منسوب لمحمد بن كعب القرظي والثاني لوهب ، أما الإختلاف الذي سقته في منشورك فهو إختلاف اللغويين والنحويين في فعل كاد ، وانقسموا إلى أربعة أقوال ، وأنت رحمك الله كأنك خلطت بين أقوال المفسرين وأقوال اللغويين وجمعتهما في ورقة واحدة ، أما ترجيحك لقول الأول من أقوال أهل اللغة والنحو فإنه ليس مسلم ، بل ترد عليه إشكالات كثيرة ، "يشكل على هذا القول: قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)،
فإن قوله: (فذبحوها) إثبات للذبح، وقوله: (وما كادوا يفعلون) نفي للفعل – الذي هو الذبح، وعدم تكراره تفنن في البيان كما قال ابن عاشور
فيلزم التناقض بنفي الشيء وإثباته في آن. وانفصل أصحاب هذا القول عن هذا الإشكال بقولهم: إن ذلك باعتبار وقتين،
والمعنى: فذبحوها الآن، وما كادوا يفعلون قبل ذلك.
ونظمه ابن مالك في الكافية بقوله:
وغيرَ ذا على كَلامَين يرِدْ ***كوَلَدَت هند ولم تكدْ تلِد
ويرد على هذا الجواب إشكال ثان وهو:
أن جملة (وما كادوا يفعلون) في موضع الحال، والمعنى: (فذبحوها في حال تقرب من حال من لا يفعل)،
وهذا يفيد أنهم ذبحوها مكرهين أو كالمكرهين لما أظهروا من المماطلة في الفعل. وعلى هذا يكون وقت الذبح متحدا بوقت مقاربة انتفائه، إشارة إلى أن المماطلة قاربتأول أزمنة الذبح.
والجواب عن الإيراد الثاني: أن تجعل الجملة استئنافية لا حالية.
وعليه يصح اختلاف الوقتين، أي فذبحوها وكانوا قبل ذلك في حال من لم يقارب الفعل.
لكن هذا الحمل خلاف الأصل، وهو يفضي إلى تفكيك الجملة، وعدم ترابط أجزائها " أهـ منقول من الشَبكة
وأما القول الذي اعتمده شيخ الإسلام فهو الأرجح وهو قول ابن عباس ، وقد ذكره ابن جرير في تفسيره حدثت عن المنجاب قال ، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( فذبحوها وما كادوا يفعلون ) ، يقول : كادوا لا يفعلون ، ولم يكن الذي أرادوا ، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها : وكل شيء في القرآن " كاد " أو " كادوا " أو " لو " ، فإنه لا يكون . وهو مثل قوله : ( أكاد أخفيها)) [ طه : 20
] والله أعلم


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط لهويمل ; 23 Jul 2017 الساعة 09:23 PM
رد مع اقتباس