الموضوع
:
أَيْنَ أَجِد رَاحَتِي!!!
عرض مشاركة واحدة
#
1
21 Oct 2019, 01:42 PM
أم وحيد
عضو
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
أَيْنَ أَجِد رَاحَتِي!!!
أَيْنَ أَجِد رَاحَتِي
!!!
سُئِلْتُ يومًا:
أين تريد أن تُقِيم
؟!! ، فأجبتُ قائلاً:
أين أجد راحتي
!!!
ولابأس أن أتكلّم بالضمير أنا (
هو
)، وليس (
هي
)....
و
الرّاحة
: لفظٌ جامعٌ لكلّ ما ينقل الإنسان من
قلقٍ واضطرابِ نفسٍ
إلى
هدوءٍ
، و
طمأنينةٍ
، و
سكينة
، تشرح
الصّدر
وتنعش
القلب
، وتغذّي
النّفس
بكلّ
سعادةٍ
، يرَى فيها
جمالَ
ما يتعايش معه في
هذا الوجود
والحياة.
و
الشّعور بالرّاحة والطّمأنينة والسّكينة
، يختلف من شخص إلى آخر، من حيث
نسبته
، و
كيفيته
، و
العناصر
التي تميّز الشخص، بما يفكّر فيه وبه، عن غيره.
وكلّ إنسان،
له
، في هذه الدّنيا،
طبائع وخصائص
، خُلِق بِها، تميّزه عن غيره. و تجعله ينفرد بـ
أسلوب التّعبير
،
عمّا يشعر به من حزنٍ أو سعادة
، أو أيّ
شعور
، ينقله من مرحلة إلى أخرى،
تغيّر من سلوكاته
، على حسب
الظّروف
، و
البيئة
، والمعتقد، والمستوى
العلمي المكتسب
، ومستوى
الحكمة
، التي يمنحه الله إيّاها، و
بها
يستطيع، إن شاء الله، أن
يتجاوز
كثير من
العراقيل
التي تعيق
سيره
نحو
التّفاؤل
، وتغيير
ما بداخله
، ثمّ تغيير
ما يمكن تغييره من محيطه
، ومَن هم حوله.
فما
سرّ هذه الرّاحة
التي تستوطن
قلبًا صغيرًا
، ضعيف
البنية
، رقيق
الغشاء
، أحمر
اللّون
، يعلوه
تاجٌ
، من مسالكه، يتدفّق
دمُ الحياة
، ليعيش الحياة، ويعيش
السّكينة
، في دقّاته
المتوازنة
، الهادئة، في
أمنٍٍ وسلام
؟
قالو لأحدهم:
مَابالُ قلبك رغم آلام الحياة، وضيقها، متفائلٌ
؟!! فأجابهم: لي
خالقٌ
فوق السّماء،
يَرَى
و
يسمعُ
حاجتي!!!
هذه الحياة
، المملوءة بـ
المنغّصات
، وتراكم
الذّنوب
، وتعسّر
قضاء الحاجات
، في دنيا، تتطلّب
درعًا قويًّا
، يَقِي صاحبه،
تقلّبات الأيّام
، وتزاحم
مصالح النّاس
، في
لذّات
، تتحقّق بتغليب
قوّات
على
قوّات
، تحمل
ضِعَافُ النّفوس
، على الرّكونِ إلى
الحزنِ
، و
اليأس
، في
تقهقرٍ
للخطوات، و
خورٍ
في الإرادات.
فعلى
مَن، تتكّل ياصاحب الهمّ والغمّ والحَزَن
، لتدرك
سعادةً
، لايجالدك عليها
الملوك
، ولايتخطّفها
الصّعاليك
، وتثبت في بيتٍ،
نُورُه
، يجتاح أطرافه،
فيغشاكَ
، ويتقاسمه
كلّ مَن هم حواليك
؟!!
قال ابن القيم رحمه الله:
"إنّ
غالب الخلق
إنّما يريدون
قضاء حوائجهم منك
، وإن
أضرّ ذلك بدينك ودنياك
، فهم إنّما غرضهم
قضاء حوائجهم
ولو بمضرّتك، و
الربّ
تبارك وتعالى إنّما
يريدك لك
، ويريد
الإحسان إليك لك
، لا لمنفعته، ويريد
دفع الضّرر عنك
،
فكيف تعلّق أملك ورجاءك، وخوفك بغيره
؟"(1)
يُقَال أنّ
الهداية قرينةُ السّعادة
، وأنا أقول أنّ
الهداية أساسُ السّعادة
و
مقرّ سكناها
، و
الهداية إلى مَن يسعدك
، مِنحة
الله
لعبده، الذي
يستحقّ
تلك
الرّاحة
و
الطّمأنينة
و
السّكينة
.
قال ابن القيم رحمه الله:
"وأكمل الخلق
متابعةً له ﷺ
، أكملهم
انشراحاً
و
لذّةً
، وقرّة عين. وعلى
حسب متابعته
، ينال العبد من
انشراح صدره وقرّة عينه ولذّة روحه
ما ينال، فهو
ﷺ
في
ذروة الكمال
من
شرح الصّدر ورفع الذكر ووضع الوزر
، ولأتباعه من ذلك
بحسب نصيبهم من اتّباعه
، والله المستعان".
وكما قـالوا:
{
السّعادة قرينة الهداية
الهداية
و
السَّعادة
أمران متلازمان وقرينان لا ينفكَّان، و
الشَّقاء قرين الضَّلال
الذي لا ينفكُّ عنه. فمتى وُجدت
الهداية وُجدت السَّعادة
، ومتى وُجِدَ
الضَّلال
وُجِدَ
الشَّقاء
.
ومَن كان في
بُعدٍ عن الله وطاعته
ثم
استقام
، يجد في قلبه
لذَّةً
كانت
مفتقدة
، و
حلاوةً
كانت
معدومة
و
طعمًا
كان
لا يشعر به
، وصدق الله: {
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
}.} (3).
يـا مَن
توحّد الله
، ثِق أنّه
لن يتركك
حبيس الهموم،
فتحٌ من الله وفرجٌ قريب
. وقد قِيلَ:
إنَّ
الأُمُورَ
إِذَا مَا اللهُ
يَسَّرَهَا
**أَتَتْكَ مِن حَيْثُ
لاَتَرْجُو
وَتَحْتَسِبُ
وَكُلُّ
مَالَمْ
يُقَدِّرْهُ
الإِلَـهُ
فَمَـا**يُفِيدُ
حِرْصُ الفَتَى
فيه ولاَ
النَّصَبُ
ثِقْ
بِالإِلَهِ وَ
لاَتَرْكَن
إِلَى أَحَدٍ**
فَـاللهُ
أكْـرَمُ مَـن
يُرْجَـى
وَيُرْتَقَـبُ
فـ
توكّل
على
الحيّ
الذي لايموت، يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
"..من أسباب تيسير الأمور:
التّوكّل على الله
.
قوله تعالى: "
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ
"(4)، وهو
الله
عزّوجلّ.
اعتمد عليه
في
أمورك
كلّها،
دقيقها وجليلها
، لأنّ
الله
عزّوجلّ، إذا
لم ييسّر
لك الأمر،
لم يتيسّر
لك.
ومن
أسباب
تيسيره، أن
تتوكّل عليه
، لاسيما إذا
داهمتك
الأمور، وكثرت
الهموم
، وازدادت
الخطوب
، فإنّه
لاملجأ لك إلاّ الله
عزّوجلّ، فعليك بـ
التّوكّل عليه
و
الاعتماد عليه
، حتّى
يكفيك
"(5).
فهل
يستمرّ
العبدُ، بعد
الإيمان
، أنّ اللهَ
كَافِيه
، وهو الكافِي المعين. وهل
يصرّ
على اعتقاد أنّ
الله يتركه فريسة الهموم
، إذا ما
داهمته
، وكادت أن تقضي على معنوياته وراحة باله؟
يقول أحدهم في بطاقة متداولة: "
ربّ إنّي أحتاج إليك، فلاتتركني
!!!"
فهذا
الدّعاء
شائع بين بعض النّاس، ويحتاج إلى
تصحيح
في رأيي، إذ أنّ
الله
سبحانه،
لايترك
عبده في
السرّاء
و
الضرّاء
. وإنّما على العبد أن
يطلب العَوْنَ
، من اللهِ، و
المَدَد
، و
لايطلبه
من غير اللهِ
الأحد
، اللهِ
الصَّمد
، الّذِي
لم يَلِد
وَ
لَمْ يُولَد
، و
لم
يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا
أَحَد.
بقلم: أم وحيد بهية صابرين
الإثنين 22 صفر 1441 هـ الموافق لـ 21 أكتوبر 2019 م
------------------------------------------------
(1)- 📚 إغاثة اللهفان٢٤/١
(2)- 📚 زاد المعاد٢/٢٦
(3) فوائد مختصرة من موقع الشيخ عبدالرزّاق البدر.
(4) سورة الفرقان، الآية 58.
(5) شرح رياض الصّالحين/المجلد الأول/باب اليقين والتّوكّل.
الصور المرفقة
مابالُ قلبك.png
(232.5 كيلوبايت, المشاهدات 1979)
إنّ الأمور إذا الله يسّرها.jpg
(37.6 كيلوبايت, المشاهدات 1456)
التوكل على الله.jpg
(59.6 كيلوبايت, المشاهدات 1732)
راحة البال.png
(492.5 كيلوبايت, المشاهدات 1483)
ربنا عليك توكلنا.jpg
(81.6 كيلوبايت, المشاهدات 1392)
القلب.jpg
(33.6 كيلوبايت, المشاهدات 1147)
أسباب انشراح الصدر.jpg
(57.5 كيلوبايت, المشاهدات 1089)
أم وحيد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم وحيد
البحث عن المشاركات التي كتبها أم وحيد