عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09 May 2019, 01:05 AM
أبو بكر يوسف قديري أبو بكر يوسف قديري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 286
افتراضي أصل قرآني متين في محاجّة المبطلين وأشباههم من المفرّقين الظالمين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فيقول الله تعالى
ï´؟يَسأَلونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فيهِ قُل قِتالٌ فيهِ كَبيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبيلِ اللّه وَكُفرٌ بِهِ وَالمَسجِدِ الحَرامِ وَإِخراجُ أَهلِهِ مِنهُ أَكبَرُ عِندَ الله وَالفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتلِï´¾ [البقرة: ظ¢ظ،ظ§]

قال العلامة السعدي:

(ولما كانت هذه الآية نازلة بسبب ما حصل لسرية عبد الله بن جحش وقتلهم عمرَو بنَ الحضرمي وأخذهم أموالهم وكان ذلك - على ما قيل - في شهر رجب، عيّرهم المشركون بالقتال بالأشهر الحرم، *وكانوا في تعييرهم ظالمين،* *إذ فيهم من القبائح ما بعضه أعظم مما عيروا به المسلمين*
قال تعالى في بيان ما فيهم: { وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ الله} أي: صد المشركين من يريد الإيمان بالله وبرسوله، وفتنتهم من آمن به، وسعيهم في ردهم عن دينهم، وكفرهم الحاصل في الشهر الحرام والبلد الحرام الذي هو بمجرده كاف في الشر، فكيف وقد كان في شهر حرام وبلد حرام؟! { وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ } أي: أهل المسجد الحرام وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم أحق به من المشركين، وهم عماره على الحقيقة، فأخرجوهم { مِنْهُ } ولم يمكنوهم من الوصول إليه، مع أنّ هذا البيت سواءٌ العاكفُ فيه والبادِ، فهذه الأمور كل واحد منها { أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ } في الشهر الحرام، فكيف وقد اجتمعت فيهم؟! فعلم أنهم فسقة ظلمة في تعييرهم المؤمنين.)

التعليق:
إن الناظر في هذه الفتنة الأخيرة ليبصر جليا هذا المنكر في المفرقين وهو تعييرهم للسلفيين بما هو فيهم أعظمَ وأقبحَ،
فما عيّروا إخوانهم بشيء إلا رأيناه فيهم رأي العين وكأنهم -حينَ يقعون في أعراض السلفيين- ينظرون إلى نفوسهم وأمراضها.
والأمثلة على ذلك كثيرة بكثرة شرور أنفسهم والعياذ بالله.
فمِن ذلك:
1- مجلس الرمضاني مع المشايخ الذي استغله المفرقة شرارةً لإشعال هذه الفتنة حيث قالوا: هؤلاء رضوا بطعن الرمضاني في الشيخين ربيع وعبيد،
فلما خالفاهم في فتنتهم كانوا أول الطاعنين فيهما بأقذر ألفاظ الطعن حتى قال بوقهم الآخَر: الشيخ ربيع ناصر الكذب الصريح.!
2- نُصح بعض المشايخ بكتاب العجالة لابن حنفية الذي بنى عليه المفرّقون قصورًا من الاتهامات بالتمييع والاحتواء،
في حين نجد ريحانتهم وجمعتهم يثنيان على رؤوس البدع والزندقة، وما تحرّكوا للإنكار عليهما. بل أثنى سنيقرة على الشخص نفسه ابن حنفية ثناءً عطرا مطلقا غير مقيد، فانخرسوا صامتين.
3- الفرية العظمى والطامة الدهياء وهي فرية المتاجرة بالدعوة، وهذه نابعة من كبيرهم لعُقدة يجدها في نفسه ولم أجد بعدُ مَن يشخّص لنا حالته من أطباء النفوس.
وكأني بالسامع لهذه الفرية يظن أن ثلاثي التفريق يعيشون في زهد عظيم، قد بذلوا أموالهم في سبيل الدعوة وما ربحوا منها شيئا، ولا يعلم المسكين أنهم تجار كتب يبيعونها بأثمانها ويتكسّبون بها، فهل هذا الأمر حلال لهم حرام على غيرهم؟
4- ومن ذلك تهكّم جمعة بجملة قالها الشيخ عوسات مرتجلا، فسخر منه وكأنه أمير البيان في هذا العصر،
ومن قرأ ردّ الشيخ خالد حمودة على جمعة في "التعليق المرصّع على مائة موضع" =علم حجم الجهالات التي يعيش فيها جمعة
وأما مَن سمت همته لمطالعة ردّ الشيخين رضا بوشامة وخالد حمودة عليه في تحقيق وتخريج كتاب رياضة المتعلمين لابن السني =فما يرضى إلا أن يشيع جمعة إلى مقبرة الكسالى ويحثو تراب العي عليه.

وغير ذلك من الأمثلة التي يصعب حصرها.
وقد تفطن لذلك طبيب هذا الفنّ العلامة ربيع فقال لجمعة كما في صوتية منشورة:
المآخذ عليكم أقوى من التي على إخوانكم.
وكذلك هي ردود أخينا المرابط جارية على هذا الأصل القرآني الكبير.

والحمد لله رب العالمين

كتبه يوسف قديري
في مغنية
ليلة الخميس 04 رمضان 1440

رد مع اقتباس