عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08 Mar 2018, 08:36 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


تفريغ التعليق على السؤال السابع
الحكم على الجماعات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
معنا اليوم السؤال السابع من أسئلة الأجوبة المفيدة للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان.
جاء في السؤال قال صاحبه : ما رأيكم في الجماعات كحكم عام ؟
فأجاب الشيخ قال : كل من خالف جماعة السنة فهو ضال ، إلى آخر ما ذكر .
أقول بارك الله فيكم :
نحن علمنا مما سبق أن جماعة الحق واحدة وأن الطريق المستقيم طريق واحد، وقد بين هذا ربنا في كتابه الكريم تبارك وتعالى وبينه نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سنته وشرحه ووضحه بشكل لا يبقى معه أي لبس، فخط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما ثم خط على جانبيه خطوطا،وقال : "هذا صراط الله " إذن هو طريق واحد قال : " وهذه طرق على كل طريق منها شيطان يدعو إليها ، قال واقرأوا إن شئتم {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }" فأفرد الله الطريق ، قال صراطي ، الطريق طريق واحد ، وجمع سبل الضلال ،طرق الضلال فقال {ولا تتلعوا السبل } .
وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في الحديث الآخر الذي قال فيه : " وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقةكلها في النار إلا واحدة " قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : " الجماعة " او " ما أنا عليه وأصحابي " .
إذن تبين بهذه النصوص وغيرها من نصوص أن طريق الحق واحد، والجماعة الناجية عند الله سبحانه وتعالى والطائفة المنصورة هي واحدة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "لا تزال طائفة من أمتي على الحق " واحدة .
هذا أمر ظاهر لا خفاء فيه فمن أخذ بأصول هذه الفرقة ، هذه الطائفة فهو من أهلها ،كما ذكر الإمام أحمد ونعيم بن حماد فيما تقدم من الكلام .
ومن خالف أصلا واحدا من هذه الأصول فهو مبتدع ضال مخالف لهذه الطائفة ومفرق لجماعة المسلمين ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نجتمع على هذا الطريق، لم يأمرنا أن نجتمع فقط ، لاحظ الفرق بين فهم كثير من عامة الناس وفهم الحزبيين ، وما بين ما أراده الله سبحانه وتعالى من الاجتماع ، أراد الله منا أن نجتمع لكن على الحق ليس أي اجتماع ، قال : {واعتصموا بحبل الله جميعاولاتفرقوا } ولا تفرقوا عن ماذا ؟ عن حبل الله ، تمسكوا بحبل الله الذي هو كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، شريعته التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم،تمسكوا بها ولا تتفرقوا عنها اجتمعوا عليها ، هذا هو الاجتماع المطلوب .
أما الاجتماع على الحق والباطل ؛ لا هذا اجتماع مرفوض ، وعندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش كانوا مجتمعين ففرقهم على الحق ، فرق بين الحق والباطل .
عمر سمي الفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل .
فالتفريق بين الحق والباطل مطلوب وواجب شرعي .
القرآن سمي فرقانا ؛ لأنه فرق بين الحق والباطل .
التفريق بين الحق والباطل مطلوب ، والتمييز بين الحق والباطل وأهل الحق والباطل مطلوب وواجب شرعي ؛ { ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة } ، بخلاف طريقة المميعة وغيرهم ممن يحاولون جمع الناس سواء كان على الطريق المستقيم أو على طرق الضلال ، نعوذ بالله .
إذن الواجب بارك الله فيكم أن يكون الشخص على منهج السلف الصالح رضي الله عنهم وأن يكون مع هذه الطائفة المنصورة والفرقة الناجية على أصولهم وعلى طريقهم ، فمن خالفهم في أصل واحد ؛ فليس هو منهم .
وأي جماعة تجتمع على أصل مخالف لأصول أهل السنة والجماعة ؛ فهي فرقة من الفرق الضالة ، لا يجوز للمسلم أن ينتمي إليها ، ومن انتمى إليها ؛ فهو من أهلها ويأخذ حكمها ؛ إن كان هذا الأصل كفريا يكفر ، وإن كان الأصل بدعيا يبدع ويكون مبتدعا .
هكذا الحكم على الجماعات وعلى الأفراد ؛ ننظر إلى أصولهم ؛ فإن وافقت أصول أهل السنة والجماعة كانوا من أهلها ، وإن خالفت اصول أهل السنة والجماعة لم يكونوا من أهلها حتى ولو في أصل واحد ، القضية ليست قضية عدد ؛ واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة كما يقول بعض رؤوس الفرق المعاصرين ؛ لا يخرج الشخص من السلفية حتى يخالف اصلين ثلاثة أربعة ما أدري إلى أين ينتهي العدد معهم ، لكن هكذا .
والإمام أحمد يرد على هذا القول ؛ أصل واحد خالفوا أهل السنة والجماعة فهم مبتدعة.
فكما ذكرنا ؛ إن كان أصلهم هذا دلت أدلة الشرع على أنه كفر ؛ فتكفر الجماعة ويحكم عليها بأنها جماعة كافرة .
أما إذا كان هذا الأصل بدعة ؛ فيحكم على الجماعة بأنها مبتدعة ومن انتمى إليهم فإنه مبتدع، كجماعة الإخوان وجماعة وجماعة التبليغ وجماعة القطبية وجماعة السرورية وما شابه .
ومن أراد التفصيل في معرفة أصول هذه الجماعات وما الذي خالفت فيه أهل السنة والجماعة ؛ فليرجع إلى كتب أهل السنة التي صنفت في هذا الجانب ، من أهمها كتاب المورد العذب الزلال للشيخ النجمي ، بين أصول هذه الجماعات التي فارقت بها أهل السنة والجماعة .
هذا ما عندي في التعليق على هذه المسألة .والله أعلم .

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 السؤال 7 الحكم على الجماعات .mp3‏ (1.74 ميجابايت, المشاهدات 1077)
رد مع اقتباس