عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 22 Jun 2012, 08:19 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

فإذا تقرر ما سبق ذكره, فيجب النظر أولا في مصطلح الحسن الذي ورد استعماله في كلام من تقدم الترمذي, ثم المقارنة بينه وبين اصطلاح الترمذي.
ثم لك أخي الكريم أن تنظر في كتب مصطلح الحديث عند كلامهم على الحسن: فإن الغالب عليهم ذكر ما اصطلح عليه الترمذي, ثم يذكرون ما له وما عليه, ويذكرون معه تعريف الخطابي ما له وما عليه, ثم استقر بعد ذلك تقسيمهم الحسن إلى قسمين: الحسن لذاته والحسن لغيره.
فهل وجدت من يذكر معهما اصطلاح من تقدم الترمذي, إن كان المصطلح شائعا عند من قبله من الأئمة؟؟. فلو كان مصطلح الحسن شائعا قبل الترمذي لما غفل عن ذكره الأئمة الحفاظ عند ذكرهم لمبحث(الحسن).

وأما مصطلح (المنكر): فقد كنت أسمع مرارا وتكرارا من شيخنا العلامة عبد المحسن العباد عند شرحه لسنن الترمذي وابن ماجة, وشرحه الآن الذي هو بصدده: شرح صحيح البخاري: ينبه على مسألة إطلاق المنكر عند الإمام أحمد, ويقول:إن أحمد يريد بالمنكر التفرد والغرابة ولو كان المتفرد بالحديث ثقة.
وسمعت هذا كذلك من الشيخ عبد الكريم الخضير من أحد شروحه السمعية, لا أذكر عينها الآن, فعلمت أن مصطلح المنكر يختلف معناه عند الأئمة, ولما طالعت بعض كتب المصطلح علمت ذلك.
يقول ابن الصلاح: (وإطلاق الحكم على التفرد: بالرَّد, أو النكارة, أو الشذوذ, موجود في كلام كثير من أهل الحديث) معرفة علوم الحديث(ص170).
ويقول ابن حجر: (وهذا مما ينبغي التقيظ له, فقد أطلق الإمام أحمد والنسائي وغير واحد من النقاد لفظ(المنكر) على مجرد التفرد...) النكت على ابن الصلاح(ص674).
وما ذكرته أخي الفاضل من تقسيم المنكر إلى قسمين فهذا الذي اصطلح عليه طوائف من المتأخرين, ولأبي عمر عثمان بن الصلاح -رحمه الله- اليد الطولى في تهذيب هذا الفن, وجاء بعده من الأئمة الحفاظ من اعتنوا به أشد اعتناء وعلى رأسهم ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-, فذكروا التقسيمات تسهيلا للمعرفة, وجمعا لشتات العلم, فرحم الله الجميع.
فالمقصود أخي الكريم هو أنك إذا وقفت على مصطلح (المنكر) عند المتقدمين كأحمد وغيره فلا تعجل بالحكم على أنه من المنكر الذي تفرد به الضعيف, فترده, فهذا اصطلاح اصطلح عليه جماعة من المتأخرين, أما على اصطلاح المتقدمين فالمنكر هو الغريب المفرد, وقد يتفرد بذلك الثقة والصدوق ونحوه, فتتريث في الحكم عليه.
فقد ظهر المقصود من إيراد هذه الفائدة, وهو ضرورة الاعتناء بمصطلحات أهل العلم, وليس المقصود تحرير المسائل وتقريرها.
والحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز بوفلجة ; 23 Jun 2012 الساعة 01:18 PM
رد مع اقتباس