عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 Jun 2017, 06:50 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي الرّباط على الثّغور والدّفاع عن جناب التّوحيد من خصائص أتباع السّلفيّة

بـــسم الله الرحمن الرحيـــم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ﷺ و على آله و صحبه و من والاه ، و بعد :
فإذا انتهك التوحيد ، هبّ السّلفيون ، و إذا عوديت السنة ، هبّ السّلفيون ، و إذا انتُقص الأنبياء و الأصحاب ، هبّ السّلفيون ، و إذا اقتحمت المحارم ، هبّ السّلفيون ، و إذا أميتت الأخلاق ، هبّ السّلفيون ، و إذا استبيحت الأعراض ، هبّ السّلفيون ، و إذا رُميت الأوطان ، هبّ السّلفيون ...
و هكذا تراهم - و لله الحمد - في كلّ مجال للشرف و موطنٍ للعلياء ، و ذاك أمرٌ يشهد به العقلاء ، حتى من الأعداء .
و ترميهم كلُّ الملل و الطوائف ، عن قوسٍ واحدة ، و يبغونهم الفتنة و النّكوص على الأعقاب ، و ينتظرون منهم بصبرٍ منقطع النّظير ، سهوة الجَنان أو طرفة العين أو سِنةً تأخذهم على حين غرّة ، و هم على أفواه الثّغور ، ليميلوا على الإسلام الصّحيح ميلة رجلٍ واحد . و الله تعالى الموفق . قال ﷺ : « لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل أخرهم المسيح الدجال » (رواه أحمد و أبو داود و صححه الألباني 4/602)
دعا السّلفيون إلى عقيدة التوحيد و هي عقيدة الإمام مالك و أصحابه ، فقامت قائمة المتصوفة و الضلال ، و دعا السّلفيون إلى إخراج زكاة الفطر طعاما ، و هي السنّة و هو المذهب ، فرمي السّلفيون بافتعال الفتن ، و دعا السّلفيون إلى نبذ البدع و سدّ الذّرائع ، و هو من خصائص المذهب ، فاتّهم السّلفيون بأنّهم أحدثوا دينا جديدا ، جاءوا به من الحجاز . و كأنّهم ما علموا أنّ الدّين أصلا جاء من هناك !!
و بعد هذا كلّه لا يزال بعض الأغبياء ، يدندن حول حتمية المرجعية إلى المذهب و نبذ ما سواه - و لو كان نصا - ، و لو حوكموا إلى المذهب لخوصموا و لأُفحموا ، و لكنّها الأهواء عندما تتجارى بأربابها .
و رحم الله رائد الإصلاح في المغرب العربي عموما و القطر الجزائري خصوصا ، العلامة بن باديس إذ يقول -رحمه الله - : « و ياليت النّاس كانوا مالكية حقيقة إذا لطرحوا كلّ بدعة و ضلالة ، فقد كان مالك رحمه الله كثيرا ما ينشد :
وخير أمور الدّين ماكان سنة......وشرّ الأمور المحدثات البدائع » [آثار ابن باديس 5/283]

و المقصود معشر الأحباب أن السّلفيين هم الحصون المنيعة و الخنادق العميقة ، الحائلة بين حياض الإسلام الصّافية و بين من يرومون تكدير صفوها و تغوير ماءها .
فهم الذين يقفون في وجه الروافض ، و هم الذين يقفون في وجه الخوارج ، و هم الذين يقفون في وجه الملحدين و الحداثيين ، و هم الذين يقفون في وجه المحدِثين و المبتدعين ، و هم الذين يقفون في وجه التحرريين و الإباحيين ، و هم الذين يقفون في وجه المخربين و الخائنين .
و لن تجدهم في صفٍّ خليٍّ من الدّين و مصالح أوطانهم و شعوبهم ، و كفاهم بهذا شرفا و فخرا .
و لبُّ القول و صريح الزبد : أنّ الدّفاع عن جناب العقيدة و الغيرة على التوحيد ، يبقى من خصائص أتباع المنهج السلفي .
و هذا ما أبانت عنه حملتهم و هبّتهم ضدّ دفن فلان في ساحة مسجد عين مران ، و هو ذريعة إلى الشّرك كما لا يخفى ، و سبيل إلى حرمة الصلاة في ذاك المسجد و تعطيل له . قال تعالى : ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ﴾ [البقرة 114] فلا حول و لا قوة إلا بالله .
و إذا كنت في ريبٍ من أنّهم وحدهم في هذا المضمار ، فأين دفاع غيرهم عن العقيدة و جناب التوحيد ، و أين دفاع غيرهم عن الوطن و الوقوف ضد الفتن ، و أين دفاع غيرهم عن أعراض الصحابة و الصّالحين ، و أين دعوة غيرهم إلى السنة و تحقيقها ، و متى وقف غيرهم في وجه الروافض و الخوارج و الزنادقة و الملاحدة - اللهم إلا بعض المنصفين من الكتاب و العقلاء -
و للسّلفيين أيادٍ بيضاء على الجزائر في زمن الاستعمار بأن حفظت عليها هويتها و دينها و لغتها و صلتها بالعالم العربي و الإسلامي ، و السعي للتعريف بقضيتها في أقطار العالم ، لمّا كان الصوفيون هم القلب و الساقة في الجيش الفرنسي . و للسّلفيين أيادٍ بيضاء على الجزائر في زمن الفتنة و الهرج ، و اليوم بأن بقيت مُحصّنة من عدوى الرّبيع العبري .
و أقول لمن قد يشرق بهذه الكلمة المقتضبة ، لِما استكنّ في جنانه من العداوة لهذه الشّرذمة الصّابرة المرابطة ، إن كنتَ تتميّز غيظا من دعوتنا ، و هجر النّوم محاجر مقلتيك ، و ضاق صدرك بما نقول . فاعلم أننا على الحقّ ماضون و علينا السّكينة و الوقار ، و ننام إذا جاءت الرؤوس على المخادِّ ملئ الجفون ، كنوم العروس ، بصدور منشرحة ، ملؤها اليقين بالعاقبة ، و الرّضى بالمقدّر . و الحمد لله رب العالمين .

أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبلـــبالة يوم الجمعة 05 شوال 1438 هـ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 05 Jul 2017 الساعة 07:14 PM
رد مع اقتباس