عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 23 Dec 2014, 08:49 PM
أبو عبد الرحيم الباتني أبو عبد الرحيم الباتني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 13
افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا البيان النافع بإذن الله تعالى، فقد ظهر جليا مجانبة الشيخ ميلود-وفقه الله- للصواب فيما سطره في رده على الشيخ الفاضل محمد علي فركوس-حفظه الله تعالى-، وإن كان ينتسب إلى الحديث ويعد نفسه من أهله، فقد ذكر الخطيب في فاتحة كتابه "الجامع" وصفا مطابقا لحاله حيث قال-رحمه الله-: (وقد رأيت خلقا من أهل الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدَّون أنفسهم من أهله المتخصصين بسماعه ونقله وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر أنه صاحب حديث على الإطلاق) إلى أن قال : (وهم مع قلة كتبهم له، وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة..)
ثمَّ اعلموا إخواني أنَّ حِقده-أصلحه الله- على الشيخ الفاضل أبي عبد المعز هو ليس وليد اليوم، فقد أيَّد من قبل طعونات العنابي في الشيخ فركوس-حفظه الله- ودافع عنها بغير حق.
وممَّا يدلك على عدم إنصافه وإتباعه للهوى موقفه من مسألة الاختلاط، فإنه كان كثير الإنكار والتشنيع على الشيخ فركوس-حفظه الله- في هذه المسألة وكان كثيرا ما يقول في مجالسه بأن الشيخ فركوس تسبب في فتنة عظيمة بسبب فتواه حول الاختلاط وما إلى ذلك، وفي المقابل كان يجيز لبعض مقربيه العمل في أشد حالات الاختلاط كالعمل في المستشفى والتدريس في المتوسطات والتكوين المهني وغير ذلك بل وعرض على أحدهم الوساطة للعمل في المستشفى، ونحن نذكره بقوله تعالى: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [البقرة: 44]، وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) [الصف:2،3] ، وقال تعالى إخباراً عن شُعيب -صلى الله عليه وسلم- : ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ)[هود:88] وقوله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فليقي في النار ، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تك تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت أمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) [البخاري3397، ومسلم 3989].

رد مع اقتباس