جزاكم الله خيرًا إخوتي وبارك فيكم.
وشكرًا لك أبا سلمة على ثنائك على المحاضرة، وإن كنت أراك قد رفعتها بالوصف فوق ما هي عليه، فكأني بمن يحمِّلها فيستمع إليها قد وجد الخُبْر دون الخَبر.
ونعم أستاذ عبد القادر: إنَّ الخوارج المارقين ـ لا قرَّت أعينهم ـ ليستوحشون من هذه السُّنن غاية الاستيحاش.

اقتباس:

قد أشار الشيخ حسن آيت علجت -حفظه الله-الى هذه النكتة اللطيفة التى تفضلتم بها في دورة وهران حيث قال حفظه الله (والتحذير من الواقع أولى من التحذير من المتوقع)

بارك الله فيك أخي جمال على الإفادة، فقد أُخبرت ـ بعد رفع المقال ـ أنَّ الشيخ ـ جزاه الله خيرا ـ قد نبَّه على مثل ما نبَّهتُ عليه، وكان له السبق في ذلك، وليس ذلك بغريب منه، فهو الَّذي عهدناه فارسًا في ميدان النِّكات اللَّطيفة، سابقًا في مضمار المناسبات الشَّريفة، وحسبي أوَّلًا أنِّي اجتهدت في أن أقف على من أشار إلى ذلك أو نبَّه إليه فلم يُسعفني ذلك، وثانيًا أن وقع خاطري على خاطر ذاك السَّابق وَفقَ الطَّبَق، ولو أنِّي كنتُ وقفت عليها فنسبتُها أو أصلَها إليه كان آثر عندي وأحبَّ إليَّ من أن أسوقها إلى إخواني منبتَّة النَّسب: من بنات فكري ونتاج خاطري، وقد قال علَّامة تونس الطَّاهر بن عاشور رحمه الله في شبيه بهذا المقام في مقدِّمة "التَّحرير والتَّنوير" (1/ 7-8): "وقد ميَّزت ما يفتح الله لي من فهم معاني كتابه، وما أجلبه من المسائل العلميَّة مما لا يذكره المفسرون، وإنما حسبي في ذلك عدم عثوري عليه فيما بين يديَّ من التَّفاسير في تلك الآية خاصَّة، ولست أدَّعي انفرادي به في نفس الأمر، فكم من كلام تنشؤه تجدك قد سبقك إليه متكلِّم، وكم من فهم تستظهره وقد تقدَّمك إليه متفهِّم، وقديمًا قيل:

هل غادر الشُّعراء من متردَّمِ".

فرحمه الله رحمة واسعة.