عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21 Dec 2018, 11:39 PM
أبو سهيل كمال زيادي أبو سهيل كمال زيادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: قسنطينة
المشاركات: 147
افتراضي ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين )

من حقق ( التوحيد ) دخل الجنة بغير حساب



--------------------------------------------------------------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم



الشرح



قوله :( باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ) أي : ولا عذاب . قلت : تحقيقه :

تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي . قال الله تعالى :( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ) ـ النحل ـ 120

وصف إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات التي هي الغاية في تحقيق التوحيد .



الأولى : أنه كان أمة , أي قدوة وإماما معلما للخير , وما ذاك إلا لتكميله مقام الصبر واليقين اللذين تنال بهما الإمامة في الدين .



الثانية : قوله " قانتا " قال شيخ الإسلام :" القنوت دوام الطاعة , والمصلي إذا طال قيامه أو ركوعه أو سجوده فهو قانت . قال تعالى :( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) ـ الزمر ـ 9 ـ .



الثالثة : أنه كان حنيفا .

قلت : قال العلامة ابن القيم :" الحنيف : المقبل على الله , المعرض عن كل ما سواه .



الرابعة : أنه ما كان من المشركين , أي لصحة إخلاصه و كمال صدقه , وبعده عن الشرك .



قلت : يوضح هذا قوله تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) ـ الممتحنة ـ 4 ـ أي على دينه من إخوانه المرسلين , قاله ابن جرير رحمه الله تعالى : ( إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ) الممتحنة ـ 4 ـ وذكر تعالى عن خليله عليه السلام أنه قال لأبيه آزر ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا , فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ) ـ مريم 48 ـ 49 ـ فهذا هو تحقيق التوحيد . وهو البراءة من الشرك وأهله واعتزالهم , والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم . فالله المستعان .

قال المصنف رحمه الله في هذه الآية : ( إن إبراهيم كان أمة ) لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين ( قانتا لله ) لا للملوك ولا للتجار المترفين ( حنيفا ) لا يميل يمينا ولا شمالا , كفعل العلماء المفتونين ( ولم يك من المشركين ) خلافا لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين .



وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :( إن إبراهيم كان أمة ) على الإسلام . ولم يك في زمانه أحد على الإسلام غيره .

قلت : ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم : من أنه كان إماما يقتدى به في الخير .



ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

المصدر : فتح المجيد ( شرح كتاب التوحيد )

للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب النجدي الحنبلي ـ ص ـ 76 ـ

رد مع اقتباس