07 Jul 2017, 05:09 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: أم البواقي
المشاركات: 220
|
|
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي
شَواهِدُ الامتِحَانِ تَفضَحُ المُمَيِّعَةَ أَهلَ الخِذلان عنوان رَائعٌ رَائقٌ، وَمَقَالٌ مُسَدَّدٌ مُوفَّق، أولئكَ قومٌ مَنَّ الله عليهم فَقيّضَ لهم من بَيَّنَ لَهُم الحقّ وطريقه بأحسن بيان، فلم ينظروا لِنَقَاءِ الحَقِّ وَصَفَائِهِ، وتَعَلُّقِ نَجَاتِهِم وَفَلَاحِهِم بِه، ولكن نظروا إلى المُبَيِّن وحاله، وَغَرَّهُم حُبُّ العَامَّة لهُ، وَتَقدِيرهِم إِيَّاهُ، فقال الواحد منهم: لِمَ لا نَكُونُ مَكَانَهُ؟، وَقَد غَابَ عَنهُ أنَّهُ مِنَّةٌ بَعدَ مِحنَة، وتَمكِينٌ بَعدَ ابتِلاءٍ، فوضعوا منابرَ لأنفسهم، وَأَجلَسُوا حَولهَم مَن لا شُغلَ لَهُم، فأخذوا يحدّثون ويُقَعِّدُونَ ويُؤَصِّلون، ولا هَمَّ لَهُم إلاّ أنَّهُم يُسْمَعُونَ، فَكَانَ مِمَّن يَسْمَعُ لَهُم فَرِيقَانِ، فَرِيقٌ غَلَبَت عَلَيهِم شَهَوَاتُ دُنيَاهُم، فَأَنكَرُوا حَدِيثَهُم، وَكَرِهُوهُ، فَانفَضُّوا عَنهُم بِدَايَةً، وَفَرِيقٌ دَفَعَتهُم سَلامَةُ فِطَرِهِم إِلى المُكثِ مَعَهُم لَعلَّهُم يَتَعَلَّمُونَ مِنهُم مَا يَنفَعُهُم، وَمَعَ كثرة كلامهم، نَفِدَ جَدِيدُهُم، وملّ جليسهم - إذ لا علم عندهم -، فانصرف عنهم جمعهم. واستوحشوا وَحدَتَهُم، وقد ألِفُوا رُفقَتَهُم. فلم يجدوا إلاّ أن يُعيدُوا لمّ الشَّملِ حَولَهُم، وَعَاهَدُوا هَوَاهُم عَلَى أن لا يُسخِطُوا بَعدَ ذَلِكَ أحداً، وأَن يَكُونَ حَدِيثُهُم لَهُم عَلَى وَزنِ مَا يَطلُبُهُ المُسْتَمِعُون، واتَّخَذُوا ذَلكَ أصلاً ومنهجاً، وحتّى لا يُنكَرَ عَلَيهِم، وحتّى لا يُلامُوا عَلَى ذَلكَ، ولا يُرمَوا بالإحداث في دِينِ الله، ولا يُنعتوا بالتميّع والخذلان، رَمَوا أَهلَ العِلمِ حَقًّا بِكُلِّ نَقِيصَةٍ وَبُهتَانٍ. ولكن هيهات هيهات فقد بانت عُوَارُكُم، وفضحتكم شَوَاهِدُ الامتِحَان.
والله المستعان
|