عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02 Jul 2017, 12:19 AM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

إنك لو علمت أن الأعمال رهينةٌ بمقاصدها ، فهي موكولة بها إما بالصلاح وإما بالفساد ، قبولا ورداً ، مصداقا لقول النبيِّ عليه الصلاة والسلام " إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل إمرىء ما نوى الحديث "[ رواه الشيخان في الصحيحين] لعلمت بما لا مزيد عليه من البيان والجلاء أن أتباع الحلبيِ وزمرته ضلّوا بسوء قصدهم لا بسوء فهمهم ، وإن كان فيهم من ينتسب إليهم غفلة وجهلا والمحكُ البيّنات السواطع ، فهؤلاء قد ضلوا كما أشرنا إلى سوء قصدهم فلم يكونوا طلاب علم ممن يتحرّون الدليل والبينات فإذا استبان لهم الحق التزموه واعتنقوه ، إنما هم طلابُ دنياَ وشهوات يعارضون الحق بفقه المصالح والمفاسد ، وليس في مصالحهم مصلحة ، ولا في ما يرونه فسادا فسادٌ يذكر ، بل على النقيض ، فإن مصالحهم مفسدة ، ومفاسدهم مصلحة ، قد ضرب العناد بأطنابه في صدورهم ، وعظم شعار البدع في نفوسهم ، ويكذبون إذا قالوا إنهم يتبعون الحق ولا يتبعون الرجال ، ويريدون بالمثل السيء أهل السُّنة والجماعة ، قد خبنا وضللنا إذا وما كنا مهتدين إذا فعلنا ذلك ، بل أهل السُّنة والجماعة هم ألزم الخلق للحق وأعلمهم به وأرحمهم بالنّاس ، ولكن رمتني بدائها وإنسلّت ، والنفوس إذا مرضت ترميِ غيرها بما هو كامن فيها من السفه والأمراض والمهلكات ، لا بما هم عليه من الخلائل والأخلاق ، ولطالب الحق نور يعلمه أهل الحق ، ومن علاماته التجرد لمعرفة الحق والعمل به ، والدعوة إليه ، والصبر على الأذى فيه ، مع الإنصاف والإعتدال في القول والعمل ، وما وجدنا خلة ولا خليقة من هذه العلامات عند هؤلاء بل وجدنا خلافها وضدها من إتباع الأهواء وتعظيم الرجال والغلو فيهم ، والوقوع في خيار هذه الأمة من العلماء والصالحين ونبزهم وتحقيرهم ومظاهرة أهل البدع والضلالات على أهل السُّنة ، فلا يرون ولاءً ولا براءً ، ويبغضون أهل السُّنة ويكيدون عليهم المكائد ويحبون أعداءهم ولا يرون في ذلك جرما ولا إنتهاك حرمة ، وأيُّ حرمة أعظم من محاربة أهل السُّنة والجماعة والبغي عليهم ، والكذب والإفتراء عليهم ظلما وعدوانا ، وهم في صدرِ الخميس يذبون عن الدين المحدثات والبدائع ، ويبذلون مهج النفوس لحماية الأوطان من بغيِ الصائلين من الخوارج والكافرين ، على ما هم فيه من قلة الناصر وعظم المطلوب ، وكثرة المخذلين ، وتكالب المخالفين ، وهم صابرون ثابتون على المحجة البيضاء ، مصداقا لقول الله تبارك وتعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين) فقد أمرهم الله عز وجلا بإخلاص العبادة ، وأمرهم بإخلاص الإستعانة ، فلم يكلهم لأنفسهم ولا لغيرهم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم .


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط لهويمل ; 04 Jul 2017 الساعة 06:02 AM
رد مع اقتباس