
10 May 2017, 11:10 PM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 241
|
|
الخطوة الرابعة عشرة : كراهة صوم النصف الثاني من شعبان .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا » . صححه الألباني.
فوائد الحديث
1) في الحديث دليل على كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان ، أي ابتداءً من اليوم السادس عشر. و الحكمة من ذلك :
قال القاري في المرقاة : " والنهي للتنزيه رحمة على الأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط . وأما من صام شعبان كله فيتعود بالصوم ويزول عنه الكلفة ولذا قيده بالانتصاف أو نهى عنه ؛ لأنه نوع من التقدم ، والله أعلم " إهـ ؛
قال القاضي : " المقصود استجمام من لا يقوى على تتابع الصيام فاستحب الإفطار كما استحب إفطار عرفة ليتقوى على الدعاء ، فأما من قدر فلا نهي له ، ولذلك جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الشهرين في الصوم " إهـ ؛
2) فيه دليل على النهي في الوصال بين شعبان و رمضان ، و منهم من قال المنع يراد به صوم ليلة الشك احترازا :
قال الشَّوكاني رحمه الله تعالى : " لأنَّ ذلك جائز عند المانعين مِن صوم يوم الشَّكِّ، لما في الحديث الصَّحيح المتَّفق عليه ".
و قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى : " أمَّا الحديث الذي فيه النَّهي عن الصَّوم بعد انتصاف شعبان: فهو صحيح، كما قال الأخ العلاَّمة الشَّيخ ناصر الدِّين الألباني، والمراد به: النَّهي عن ابتداء الصَّوم بعد النِّصف، أمَّا مَن صام أكثر الشَّهر، أو الشَّهر كلَّه: فقد أصاب السُّنة، والله وليُّ التَّوفيق " إهـ.
فصل :
لمن لم يُقدَر له صيام النصف الأول من شعبان مع النهي الوارد في صوم آخره ، يُحتج علينا بسؤال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للرجل عن صومه سرر شعبان ، إلا أن الجمع بينهما ممكن بحمد الله تعالى، وذلك بأن يُحمل سؤاله صلى الله عليه وآله وسلم للرجل عن صومه سرر شعبان أي آخره بأن ذلك عادة لهذا الرجل أن يصوم آخر شعبان.
وبهذا يتبن أن الصواب في هذه المسألة أنه لا يجوز الصوم بعد النصف من شعبان لمن يصوم نفلا مطلقا لحديث أبي هريرة في النهي عن الصيام بعد نصف شعبان والحديث الآخر في النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم، أو يومين.
كما أنه يجوز الصيام بعد نصف شعبان لمن كان يصوم عادة له كالاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم، أو صيام آخر الشهر وكان يصل صيام النصف الثاني من شعبان بالنصف الأول، أو كان يصوم صوما واجبا كقضاء رمضان الماضي، أو صيام نذر، أو كفارة, وبهذا الجمع بين الأحاديث يزول ما يتوهم من التعارض بين الأحاديث، ويعمل بالأحاديث كلها. و الله أعلم.
يتبع...
|