عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03 May 2016, 07:19 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً على هذا الانتقاء المتميز..

وأزيدك من الشعر بيتا -كما يقال-:

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
[ وعليه؛ فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور، والتفوق على الأقران، وجعله سلماً لأغراض وأعراض، من جاه، أو مال، أو تعظيم، أو سمعة، أو طلب محمدة، أو صرف وجوه الناس إليك، فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية، أفسدتها، وذهبت بركة العلم، ولهذا يتعين عليك أن تحمى نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى، بل وتحمى الحمى. ]

قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله معلقاً على ذلك:
ما قاله المؤلف من وجوب حـماية النية من هذه المقاصد السيئة فهو صحيح، ويدل لذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ " - نسأل الله العافية -.
ثم إن هذه المحمدة والجاه والتعظيم وصرف وجوه الناس إليك ستجده إن حصَّلت العلم مع سلامة نيتك.

[ وللعلماء في هذا أقوال ومواقف بينت طرفاً منها في المبحث الأول من كتاب ”التعالم”، ويزاد عليه نهى العلماء عن ”الطبوليات”، وهى المسائل التي يراد بها الشهرة.
وقد قيل:”زلة العالم مضروب لها الطبل” .
وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال:
“كنت أوتيت فهم القرآن، فلما قبلت الصرة، سلبته” .
]

(( الطبوليات )) المسائل التي يُرَادُ بها الشهرة، لماذا سُمِّيَت طبوليات؟
لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين، فهذا إذا جاء بمسألة غريبة عن الناس واشتهرت عنه كأنها صوت الطبل، فهذه يسمونها (( الطبوليات )) ولم أسمع بهذا ولكن وجهها واضح.

(( الصُّـرَّة )) يعني من السلطان، لما أعطاه سُلِبَ القرآن، وهؤلاء هم الذين يدركون الأمور، ولهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان، يقولون: إنهم لا يعطوننا إلا ليشتروا ديننا بدنياهم، فتجدهم لا يقبلونه، ثم إنهم - السلاطين فيما سبق - قد تكون أموالهم مأخوذة من غير حلها، فيتورعون عنها أيضا من هذه الناحية.

ومن المعلوم أنه لا يجوز للعالم أن يقبل هدية السلطان إذا كان يريد السلطان أن تكون هذه العطية مطية له يركبها متى يشاء بالنسبة لهذا العلم، إما إذا كانت أموال السلطان نزيهة ولم يكن يقبل الهدية منه لبيع دينه بها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: (( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائله فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك )).
وغرض سفيان - رحمه الله - من ذلك التحذير من هذا وتبكيت نفسه على ما سبق.


انظر ( شرح حلية طالب العلم 19/20)
الإمام العلامة
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
أمين حبيبنا أبو حاتم بارك الله فيك على مرورك
وجزاك الله خيرا على هذه الفائدة ورحم الله الشيخين وغفر لهما
رزقنا الله وإياكم النية الصالحة في العلم والعمل والدعوة

رد مع اقتباس