
08 Jul 2014, 06:49 PM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله مهدي البجائي
أولا: بارك الله فيك على تعليقك وحسن ثنائك الذي لست بأهل لشيء منه أسأل الله الصلاح والسداد في القول والعمل والنية.
أما بالنسبة لتعليقك فأقول لك أخي الكريم أن كل ما ذكرتَه من الفوائد التي وجدتها أنت وبعض إخوانك، واستفدت منها أنت وبعض من كان معك من خلانك، فهي داخلة في المنافع التي لم أنكرها، ولم أجحد وجودها، وإنما الذي دندنتُ حوله وأردتُ أن أُذكر به إخواني محذرا لهم منه؛ هو الشر العظيم الذي يوجد في هذه الجامعات، والذي يربو بكثير على ما فيها من منافع قليلات، ومن المعلوم عند كل من درس شيئا من القواعد الفقهية أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكما قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في منظومته:
الدين جاء لسعادة البشر***ولانتفاء الشر عنهم والضرر
فكل أمر نافع قد شرعه***وكل ما يضرنا قد منعه
ومع تساوي ضرر ومنفعة*** يكون ممنوعا لدرء المفسدة
هذا مع التساوي يمنع منه فما بالك إذا ربت المفسدة على المنفعة؟ ومما لا شك فيه أن مفسدة الدراسة في الجامعات أعظم من المصلحة المرجوة من ورائها وهذا الذي قال به كبار العلماء والأئمة في هذا الزمن وعلى رأسهم الإمام الألباني رحمه الله.
أما بالنسبة لموضوع الاستعانة بالشهادة على الدعوة إلى الله فأنا أسأل أخانا كم عدد الجامعيين المتخرجين بالشهادات العليا استعانوا بالشهادة على الدعوة إلى الله؟ لاشك أن العدد قليل وقليل جدا، وأنا أعتبر ذلك بمن أعرف من الجامعيين الذين تخرجوا من الجامعة وهم الآن على أصناف منها:
صنف تخرج من الجامعة واتجه إلى التجارة أو الأعمال الحرة كما يسمونها لأنه لم يجد عملا بشهادته الجامعية يبيحه له الشرع وهؤلاء كثر في مدينتنا وغيرها.
وصنف تخرج من الجامعة واتجه للعمل بشهادته في الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة وفيها ما فيها من الاختلاط والخلوة وغير ذلك مما أفتى كثير من علمائنا بعدم جوازه.
وأفضل الأصناف من تخرج من الجامعة ثم بعد شق الأنفس توظف إماما، أو معلم قرآن، أو مدرسا في معهد لتخريج الأئمة، وهذا الصنف هو الذي يمكن أن يقال فيه أنه استعان بشهادته على الدعوة إلى الله، إذا كان صادعا بالحق لم يصبح بسبب الوظيفة التي احتلها، مداهنا لمن بيده عزله عنها، حتى يصل إلى درجة السكوت عن الحق إن لم ينطق بالباطل لأجل بقائه فيها، وهذا الصنف - مع ما فيه - قليل وقليل جدا، فهل نسوغ للناس أن يدخلوا الجامعة التي فيها من الشر ما فيها؛ من أجل مصلحة لا نتحقق وقوعها؟، وحتى لو تحققنا وقوعها فهي قليلة لا يغامر العاقل بدينه من أجلها، والله أعلم.
ثم أبادر وأقول أنا لا أنكر أهمية الشهادة في هذا الزمن ولكنني أنكر أن تصير غاية في ذاتها نركب الصعب والذلول من أجلها.
ثم إن الشهادة ليست شرطا في الدعوة إلى الله فكم من عالم لا شهادة له ملأت دعوته الأفاق، ونفع الله به خلقا كثيرا، كما أرغم به أنوف أصحاب الشهادات ممن يخالف دعوة الحق التي جاء النبي صلى الله عليه وسلم بها، كأمثال الإمام الألباني رحمه الله.
دعنا ممن صارت لهم دعوة ومراكز علمية يأوي إليها الطلبة من كل حدب وصوب لتلقي العلم النافع وقد نفع الله بهم غاية النفع وهم ليسوا من أصحاب الشهادات ولا ممن درسوا في الجامعات.
وأخيرا الغاية لا تبرر الوسيلة كما هو مقرر عند علماء الدعوة السلفية حفظ الله الأحياء منهم ورحم الله أمواتهم وأعلى درجتهم في عليين.
وأخيرا أقول إن غالب ما ذكرتَ في تعليقك لو أنك رجعت أخي في الله بارك الله فيك للمقالة لوجدت جوابه واضحا بينا والحمد لله.
ثم اعلم رحمك الله أن هذا الذي قلته في المقالة ما هو إلا رأي كونته من كلام العلماء الذين اقتنعت بقولهم، وأقنعتني أقوالهم ودلائلهم وبراهينهم، والله أعلم.
أخوك في الله: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان.
|