
09 Feb 2014, 04:08 PM
|
|
إِنِّيَ أَعِظُكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الجَاهِلِين
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في الله..
كاد قلبي يطير فرقاً لما قرأت قول أخي محمد " أين أنتم يا أهل السنة؟! "، ثم جاء الإقرار من باقي المعلقين إلا الأخ الفاضل ( أبا عبد المحسن زهير التلمساني ) فقد أحسن القول..
أيها الأكارم..
لقد مرت ببلدنا الحبيب فتن -وما زالت- كادت تأتي على الأخضر واليابس، فعرف الناس فيها لأهل السنة السلفيين مواقف ثابتة لم تتغير مع مرور الزمن، فمن فتنة المدمر الفرنسي ومعها العدو الطرقي الصوفي إلى فتنة التحزيب ثم التخريب ثم التقتيل، فتن وفتن وفتن، منها ما شهدناه ومنها ما سمعنا عنه..
وقبل سنوات جاءت فتنة التضليل والتنصير، فأرادت أن تعصف بمدينة تيزي وزو وما جاورها، فقام أهل السنة بواجبهم تجاه التوحيد أحسن قيام، وقد كنت شاهداً على بعض جهود علمائنا وسهرهم في الرد على هذه الريح النتنة، جزاهم الله خيراً..
سألت في تلك الأيام شيخنا الفاضل حسن آيت علجت عن الخطر -العظيم- الذي قد يعصف بمدينة القبائل، فقال: نحن أهل السنة ( لا نهول، ولا نهون )، كما أننا لا ننكر وجود حملة تنصير في المنطقة، كذلك لا نعطيها أكثر من حجمها.
جزاه الله خيراً فقد أوجز وكفى، -وأشهد لله أنه يقول كلمة الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم-.
وقبل نحو سبع سنوات -لا أدري إن كان البعض يذكر ذلك- جاءت حركة صفوية حاقدة حاولت اجتياح المدارس العمومية، فتفطن لهذه المحاولة الجبانة فرسان أهل السنة فقادوا هجوما شرساً ضد الرافضة المجوس ألزموا به أعداء الله على الانحباس والانخناس كما ينخنس الشيطان، وقد كنت شاهداً -أيضا- على بعض من ذلك.
واليوم...
يهول بعض إخواننا علينا بمثل هذا الأمر، وكأن القوم -قبحهم الله- ينازعون أهل السنة مساجدهم!!
فلا أقول إلا ما قاله شيخنا الفاضل حسن آيت علجت حفظه الله: نحن لا نهول، ولا نهون.
ولكن...
كيف يتجرء الصغير على مخاطبة كبار أهل السنة بمثل هذا الكلام؟!!
كيف نتنكر لجهود كبار الشيوخ -وفيهم الشيخ عبد الحكيم دهاس- ونظهرهم للناس في صورة المقَصِّرين ؟؟!!! ما هذا؟!
لقد صدق الشيخ بشير صاري -حفظه الله- عندما امتنع عن إلقاء محاضرة عن الرافضة في ولاية تبسة شرق البلاد، وقال: ينبغي أن نعرف قدر العلماء ثم نتوجه إلى أمور أخرى...
أجل صدق الشيخ -حفظه الله- فإن صاحب العلم يصيب كبد الحق، كيف لا وبعضنا تحمله الحمية على الإساءة إلى أهل العلم؟!!
هل نفهم من هذا أنكم قد بلغتم في النصح -لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم- مبلغا لم يدركه غيركم؟!!!
أشهد -والله- أن من أهل السنة من يبذل في سبيل صد شر هؤلاء الأنجاس الغالي والنفيس ودون طلب مقابل -مجانا-، فلا ينبغي أن ننكر فضلهم..
بل قد خصص شيوخ في مجلة الإصلاح عددا خاصاً بهؤلاء الأنجاس، فهل نضرب جهودهم عرض الحائط؟!
تحكموا إخوتي في الله في العاطفة فإنها قد تنقلب عاصفة فتكونون أول من تقتلعه قبل غيركم..
أنتم مرابطون على ثغر عظيم فلا تفسدوه بسوء الصنيع وسيء الأدب مع الفضلاء..
ولا تكونوا كمن قيل عنهم
فعين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا
أقول قولي هذا وأستغفر الله...
مُـحِـبُّـكُـم
|