جزاك الله خيراً أخي أبا عبد البصير على هذا النقل المبارك..
وحفظ الله شيخنا العلامة الموسوعة -بحق- أبا عبد المعز فركوس وبارك للأمة فيه..
تلخيص بعض النقاط المستفادة من المقال:
1/- مَهَمَّة الداعي إلى الله امتدادٌ لوظيفة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
2/- مَهَمَّة الداعي إلى الله تتطلَّب -عمليًّا- تجسيدَ دعائمَ إيمانيةٍ يمكن حصرُها في:
أوَّلاً: فهم المنهج الدعويِّ وما يصحبه من ركيزتين أساسيَّتين.
فهماً دقيقاً قائماً على علمٍ بطريق الآخرة، يميز به بين الحق والباطل بمعرفة العقيدة الصحيحة ومعرفة أحكام الشريعة والوقوف عندها تدبُّرًا وتفكُّرًا وإمعانًا وعملاً.
ولايتحقَّق للداعية إلى الله تعالى التمييزُ بين الحقِّ والباطل لِيَخْلُصَ إلى عقيدةٍ صحيحةٍ يعتمد عليها إلاَّ إذا طلب العلم بالمطالب الإلهية عن طريق الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
الركيزة الأولى: أن يُدرك الداعية حقيقةَ وجوده في الحياة والغايةَ منها، فمَنْصِبُ الداعي إلى الله بين الناس هو الإمامةُ بالحقِّ وهدايةُ الخلق، وحملُ الناس على إصلاح عقيدتهم وعباداتِهم وسلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتِهم.
الركيزة الثانية: أن يعمل الداعية على تَرْكِ تعلُّقه بالحياة الدنيا وملذَّاتها ويفرِّغ قلبه من سمومها ويتجافى عنها؛ لأنها دارُ غرورٍ.
فوائد أخرى:
أ/- الاسترشادِ بفهم الصحابة والتابعين ومن الْتزم بمنهجهم من العلماء مِن أعظمِ ما يتميَّز به أهلُ السنَّة والجماعة عن أهل الأهواء والفُرقة، ومن مميِّزاتهم الكبرى:
- عدمُ معارَضتهم الوحيَ بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ، وتقديمُهم الشرعَ على العقل.
- ورفضُهم التأويلَ الكلاميَّ للنصوص الشرعية بأنواع المجازات، واتِّخاذُهم الكتابَ والسنَّة ميزانًا للقبول والرفض.
ب/- إنَّ من أسوإ المساعي طَلَبَ الإمامةِ لأجل الترؤُّس على الناس والتقدُّم عليهم، فإنَّ السعي في تحصيله مذمومٌ، لأنه مسعى المتكبِّرين لا مِن عملِ المتَّقين.
ج/- الفهم الدقيق لمنهج الداعي إلى الله في الحياة والدعوة هو لبُّ العلم وغايتُه، وبه يتميَّز المنهج الدعويُّ الذي يسلكه مع إخلاص القصد فيه، وبدونه لا يُعَدُّ العالم عالمًا ربَّانيًّا وإن حفظ المتونَ وردَّدها بلسانه، واستوعب شروحَها وملأ بها صدْرَه، واستحكم الأحكامَ بأصولها وسوَّد بها صحائفَ وأوراقًا.