عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09 Feb 2012, 08:57 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

جزاكم الله خيراً أخي العكرمي على هذا النّقل الطيّب
وبارك الله في الشيخ رسلان على هذا الرد القويّ

ومماّ قاله الشيخ رسلان -حفظه الله-:


"
بينما ذلك كذلك، كانت إحدى قنوات التضليل الديني تستضيف (جَهِيزَة التي تقطع قولَ كل خطيب)؛ لتكذبَ ولا تتجمل، وتُلْبِسَ مُخَّ الباطلِ لِحاء الحق؛ فتزيدُ بلايا ( مصر) في هذه الأيام بَلية! وتمدَّ فتن البلاد العواصف بقيح فتنةٍ جديدةٍ يُشعلها في ربوعها (أبو الفتن).
وقول العرب: (قطعت جَهِيزَة قولَ كل خطيب). يُضربُ مثلاً لمَن يقطع على الناس ما هم فيه بحماقةٍ يأتي بها!
و(أبو الفتن): هو رجلٌ لفظته (مصرُ) من عقود؛ فآوى إلى عالمٍ من علماء السنة؛ ليرفعَ به خَسِيسَته، ويُواري بذكره سَوأته؛ فلم ينتفع به في شيءٍ يُذكر! إذ هو مخالفٌ لمنهجه، مُجافٍ لطريقته، حائدٌ عن شِرعته.
وقد ارتدى الرجلُ ثوبَ الواعظين، وتزيّا بزي المصلِحين، وحالُه كما قالت العرب في أمثالها: (لا تَعِظِيني وتَعَظْعَظِي!). أي: لا تُوصيني وأوصِ نفسكِ!
ومال أبو عبيد إلى أنه: (وتُعَظْعِظِي) بضم التاء. أي: لا يكن منكِ أمرٌ بالصلاح وأن تفسدي أنتِ في نفسكِ.
والمعنى: كيف تأمريني بالاستقامة وأنتِ تتعوجين؟!
ومَن تابعَ الرجلَ لا يُخطئ الحُكمَ عليه بأنه موتورٌ ذو ثاراتٍ! وأنه جِيئ به إلى الوَكر لأمرٍ بُيِّتَ بليل؛ فاحتشدَ له وتهيأ وجمع وقَمَّم.
وقد ضربَ العربُ للمُخَلِّط مثلاً: (قِيلَ للبغل: مَن أبوكَ؟ قال: الفرسُ خالي!)، ولو أنّ المسكين استشارني لدللته على ما يوفِّرُ عليه وقته، ويُقَرِّب إليه هدفه، وهو كتابي: (ضوابط الرواية عند المحدِّثين)؛ ففيه فصلٌ ضافٍ -ولله الحمدُ والمنة- في بيان ضوابط الجارِح والمعدِّل، وبيان ضوابط الجرح والتعديل،
ولدللته على كتابي: (ضوابط التبديع)؛ حتى لا يكونَ حاطبَ ليلٍ، يضم إلى الحَطَبَة حيّة، ويجمع مع الدُّرَّة بَعْرَة، وليرحم الناسَ من تخليطه".اهـ

وقال الشيخ رسلان كذلك:

"والرجل لا يتورع عن الكذب على الهواء مباشرةً!! -كما يقول الإعلاميون-.
فمن كذباته: أنه ادّعى أنه سمعَ خطيبًا ممن يتكلم في الناس بغير حق، وهذه كذبةٌ بَلقاء!! .. بغير حق!!
ومن كذباته: أنه زعم أن الخطبة -كلها- كانت في جرحٍ بالخِلقة الإنسانية، وهذه كذبةٌ مركبة!!
فلا الخُطبة المدَّعى سماعُها كانت -كلها- فيما زعم، ولا الخطيبُ كان جارحًا، بل كان واصفًا؛ للدلالة على أمرٍ لا يرقى إلى فهم مثله!! الزاعمُ، البَهّات!
فأصلُ الكلام كان في تقويم أمرٍ سياسيٍّ بالدرجة الأولى، وفي مثل هذه السياسات تُراعى الهيئات، ولأضربُ له مثلاً يُقرِّب إليه ما يصعب عليه فهمه، ويعزُّ عليه إدراكُه.
(أبو الفتن) جِيئ به لكي يكونَ داعيًا للوسطية -بزعمه- بل ممثلاً لها -في وهمه-، وقد تقمَّص الرجل الدَّوْرَ وعاشَه!!
فلو عُرض على الناس -إذ هو ممثلٌ للوسطية- وقد سال مُخاطُه من مَنْخِرَيْهِ على فمه؛ فصار يلعقه بلسانه!! واندفقَ لعابُه على لحيته؛ فصار يغسل به وجهه!!، ثم غافل مُحاوِرَه فانتحى ناحيةً؛ فنصب الشجرة!! وقام على يديه، وتجمّعت ثيابه على الأرض عند رأسه!! وراح يُحدثُ أصواتًا مُنكرَة!! فلما قضى من ذلك وَتَرَه، رجع إلى مقعده، وارتد إلى موضعه، وراح يحدِّث الناس عن الوسطية والغلو! والإفراط والتفريط! إلى آخر هذيانه!!
أفإن وصفَ واصفٌ ما كان من شأن هذا، وما سَلفَ من فعله، يكونُ مُسيئًا؟!!
الجوابُ: لا؛ لأن الوصفَ هنا يُراد به الدلالةُ على ما ورائه من: تمام العقل، وجودة الفهم، وحُسن الإدراك، أو ما يناقض ذلك ويضاده.
ومن كذباته: افتراؤه أن الخطيب ظل يقول: خِلقةُ فلانٍ -هكذا يُعيّن- خِلقة فلانٍ كذا، ورأسه كذا، وأذناه كذا، وهذا كذبٌ أَبْلَق على الهواء مباشرةً!!
فلا الخطيبُ ذَكرَ اسم أحدٍ وعَيَّنه، ولا عابَ خِلقة أحدٍ من خلق الله، وإنما تكلم كلامًا عامًا، ونزّله الناسُ على ما يحلو لهم! واعتقد كلٌّ ما ظنه، ثم رتّب عليه اعتراضًا ومَلامًا! كما فعل (أبو الفتن) الذي ذكّرنا بمُستملي (أبي عبيدة) الذي كان يسمعُ غيرَ ما يُقال! ويفهم غير ما يسمع! ويلفظ غير ما فهم! ويكتب غير ما لفظ! فكان العِلم يُمسخُ على يديه أربعَ مراتٍ!!
والغالبُ أن (أبا الفتن) لم يسمع خطبةَ الخطيب! وإنما سَمِعَ عنها، وقد يكون سمعها؛ فلم يفهمها، فاتَّبَعَ سَمادِيرَه وخيالاته، وشفاؤه من ذلك كله أن يسمعَ الخطبة عشر مراتٍ بانتباهٍ وتركيزٍ، أُولاهنّ (على الريق!!)، وأُخراهنّ (قبل النوم!!)."
اهـ




رد مع اقتباس