
07 Nov 2010, 05:34 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
|
|
من صفات الزوجة الزوجة الصالحة
و أول ما أبدأُ به ما جاء في سورة النساء في ذكر صفات الزوجة الصالحة:
قال الله- تبارك و تعالى- :"فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ " [النساء : 34]
لقد أتى هذا الجزء من الآية على مجامع الأمور في هذا الباب، و استوعب بدلالته و جمعه كل صفة فاضلة و نعتِِ كريم للمرأة الصالحة هي من جمعت بين صفتين:
الصفة الأولى: تتعلق بصلتها بربها
و الصفة الثانية: تتعلق بصلتها ببعلها- زوجها-
- أما صلتها بربها، ففي قوله -سبحانه- :" قانتات" ، و القنوت هو المداومة على طاعة الله،و المحافظة على عبادة الله، و الإلتزام بطاعة الله ، و العناية بفرائض الإسلام و واجبات الدين، و عدم إهمالها و إضاعتها ، فكل ذلك داخل تحت قوله - سبحانه و تعالى:" قَانِتَاتْ"
- الجانب الآخر في قوله- سبحانه و تعالى- :" حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ" أي : حافظة لحق زرجها و بعلها في الغيب، و كذلك في الشهادة، تحفظه في ماله ، تحفظه في فراشه،تحفظه في حقوقه،تحفظه في واجباته،"حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ"
ثم إن هذا الذي وقع منها من حفظ هو بتوفيق الله - سبحانه و تعالى- و تيسيره و عونه و تسديده، لهذا قال :" حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ" أي : أن الأمر ليس بجدارتها و لا بحذقها و لا بفطنتها و لا بكياستها، و إنما هو بتوفيق الله- سبحانه و تعالى- و تسديده لها و تيسيره
و هذا يذكرنا بما أشرت إليه قبل قليل أن الصلاح و السداد كله بتوفيق الله و تيسيره و عونه و تسهيله.
يدخل في قوله- سبحانه و تعالى- :" قَانِتَاتْ" حفظ المرأة لفرائض الإسلام و واجبات الدين
و قد جاء في هذا المعنى أحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ، منها : ما رواه ابن حبان في (صحيحه) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها، و حصنت فرجها، و أطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت "
و روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ
فهنيئا للمرأة المسلمة بهذا الموعود الكريم و الفضل العميم و الخير الذي وعدها الله - سبحانه و تعالى- به، أعمال اربعة تعدها المرأة على أصابع اليد الواحدة،و ليس على أصابع اليدين، أعمال أربعة إذا حافظت عليها يُقال لها يوم القيامة :" أدخلي الجنة من أي أبوابها شِئتِ"
أليس حقيقا يالمرأة الناصحة لنفسها أن تُعنى بهذه الأوصاف، و أن تهتم بهذه الخلال، و أن تواظب على أداء هذه الأعمال؟ : حفظها لصلاتها، و حفظها لصيامها، و حفظها لفرجها، و حفظها لحقوق زوجها ، لتنال هذا الوعد المبارك و الخير العميم فيُقال لها يوم القيامة :"أدخلي الجنة من أي أبوابها شِئتِ"
منقول من كتاب صفات الزوجة الصالحة للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
|