جزاك الله خيرا أيه الفاضل
قال الإمام الشافعي رحمه الله في "الأم":
" <عن أبي قِلَابَةَ قال: جَاءَنَا مَالِكُ بن الْحُوَيْرِثِ فَصَلَّى في مَسْجِدِنَا وقال: وَاَللَّهِ إنِّي لأصلى وما أُرِيدُ الصَّلَاةَ وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يُصَلِّي فذكر أَنَّهُ يَقُومُ من الرَّكْعَةِ الْأُولَى وإذا أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ، قُلْت: كَيْفَ؟ قال: مِثْلَ صَلَاتِي هذه .
أخبرنا الرَّبِيعُ قال أخبرنا الشَّافِعِيُّ قال أخبرنا عبد الْوَهَّابِ عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عن أبي قِلَابَةَ مثله غير أَنَّهُ قال وكان مَالِكٌ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من السَّجْدَةِ الْآخِرَةِ في الرَّكْعَةِ الْأُولَى فَاسْتَوَى قَاعِدًا قام وَاعْتَمَدَ على الْأَرْضِ >
( قال الشَّافِعِيُّ ) وَبِهَذَا نَأْخُذُ فَنَأْمُرُ من قام من سُجُودٍ أو جُلُوسٍ في الصَّلَاةِ أَنْ يَعْتَمِدَ على الْأَرْضِ بِيَدَيْهِ مَعًا اتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ فإن ذلك أَشْبَهُ لِلتَّوَاضُعِ وَأَعْوَنُ للمصلى على الصَّلَاةِ وَأَحْرَى أَنْ لَا يَنْقَلِبَ وَلَا يَكَادُ يَنْقَلِبُ وَأَيُّ قِيَامٍ قَامَهُ سِوَى هذا كَرِهْته له وَلَا إعَادَةَ فيه عليه وَلَا سُجُودَ سَهْوٍ لِأَنَّ هذا كُلَّهُ هَيْئَةٌ في الصَّلَاةِ وَهَكَذَا نَقُولُ في كل هَيْئَةٍ في الصَّلَاةِ نَأْمُرُ بها وَنَنْهَى عن خِلَافِهَا وَلَا نُوجِبُ سُجُودَ سَهْوٍ وَلَا إعَادَةً بِمَا نَهَيْنَا عنه منها وَذَلِكَ مِثْلُ الْجُلُوسِ وَالْخُشُوعِ وَالْإِقْبَالِ على الصَّلَاةِ وَالْوَقَارِ فيها وَلَا نَأْمُرُ من تَرَكَ من هذا شيئا بِإِعَادَةٍ وَلَا سُجُودِ سَهْوٍ
" اهـ
وقال -رحمه الله- قبل هذا :
( وَبِهَذَا كُلِّهِ نَقُولُ فَنَأْمُرُ كُلَّ مُصَلٍّ من الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ أَنْ يَكُونَ جُلُوسُهُ في الصَّلَوَاتِ ثَلَاثَ جَلَسَاتٍ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من السُّجُودِ لم يَرْجِعْ على عَقِبِهِ وَثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَجَلَسَ عليها كما يَجْلِسُ في التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ وإذا أَرَادَ الْقِيَامَ من السُّجُودِ أو الْجُلُوسِ اعْتَمَدَ بِيَدَيْهِ مَعًا على الْأَرْضِ وَنَهَضَ وَلَا أُحِبُّ أَنْ يَنْهَضَ بِغَيْرِ اعْتِمَادٍ فإنه يُرْوَى عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم أَنَّهُ كان يَعْتَمِدُ على الْأَرْضَ إذَا أَرَادَ الْقِيَامَ. )اهـ
الحديث الذي ذكره الشافعي عند البخاري.
و في كتاب "التتمات لبعض مسائل الصلاة" للشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله- كلام طيب وتأصيلات في المسألة رجح ما ذهب إليه الألباني رحمه الله.
والله أعلم
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث وليد الجزائري ; 29 Jun 2010 الساعة 11:05 AM
|