![]() |
المقامة الورجلانية
قال الفتى السلمي : قَادَنِي بعْضُ أغْرَاضِي إلَى سُوقٍ عَظيمٍ مِنْ أسْوَاق (وَرْجَلانَ) ، فَبَيْنَا أنََا أطُوفُ لِقَضَاءِ آرَابِي وَلِاقْتِنَاءِ ما يُسيلُ لُعَابي ، خَزَرْتُ فَإِذَا رجُلٌ مُتلفَّعٌ بطَيْلَسانِه ومُتَّكِأٌ عَلَى صَوْلجَانِه ، قَدْ كَدَّتِ الفَاقَةُ ظَهْرَه وأَصَابهُ مِن طُولِ عُمُْرِه ما أضرَّه ، شابٌ في صُورَةِ عَجُوزٍ محْطُومٍ و نَظِرٌ في هيْئَة مَكْلُومٍ ، رافِعاً عَقيرَتَه بأرْجازِهِ يَهُزُّ برَاحَتَيْهِ بعْضَ جَهَازِهِ : إِنِّي أَنَا العَبْــلُ أَبُو العَمَيْثلِ .....صَرَنْدَحٌ عندَ اتِّقاد القَصْطلِ مَاضٍ كَحَدِّ الصَّارِمِ المُجَحْدِل....مَن يَّبْغِ حَرْبِي يَلْقَ طَعْمَ الحَنْظَلِ في أبْياتٍ ....ظاهِرُها فخْرٌ بالغٌ وباطِنُهَا نَفْخٌ فارِغٌ ، لَكِنْ رَاقَني حُسْنُ بَيانِه وجَمَالُ لسانه ، فاقْتَرَبْتُ منْه وقُلْتُ -وقَدْ أخْرَجْتُ دِينَاراً-: لَئِنْ أَحْسَنتَ وصْفَه وَهَبْتَكَهُ فَقَالَ : أَصْفَرُ اللَّوْنِ مِثْلَهَا يَاحَبيبُ....هُوَ شَمْسٌ لَكِنَّهُ لاَ يَغيبُ فَقُلْتُ مُتَعَجِّباً : لا فُضَّ فُوكَ وَلا ثَكِلاَكَ أُمُّكَ وأَبُوكَ زِدْنا وَأَفِدْنا ... فَقَالَ : كُلَّمَا قَلّبْتُ الحَنادِرَ فِيه....هَزَّني مَا يَحْلُو بِهِ وَيَطيبُ مِنْ طَعَامٍ أوْ مَلْبسٍ أقْتَنِيهِ...بِهِ أكْفِي وَجْهاً بَرَاهُ الرَّقيبُ فحَارنيِ لفْظُهُ ومَعْناهُ ومَا اصْطفَى منْ مطْبُوعِه واجْتَباهُ ، فقُلْت : زِدْنـا فتَكعْكَع عَن رَّدّ سُؤالي ، فقُلْت : لِـمَ لَـمْ تجبني ، فقَال : يا هَذا أظَننْتَني صَبيًّا أم شَخْصًا غبيًّا ، هاتِ الدِّينارَ ، ثمَّ مدَّ يدَهُ وأخذَهُ خَطْفاً من يدي ، فسَقط لِثَامُه ، فنَظرْت فَإِذا هُو صَاحِبُنا (الدَّيْلَمِيُّ) ، فقُلْت مُبتَسِماً : لوْ عَرفتُك لأَعْطَيْتَكَهُ دونَ تجْريبٍ فَخُذْه طَيِّبةً نَفْسي بِلا تَثْريبٍ ، وإن شِئتَ زِدّتُك مثْلَه ، فَقالَ : لا علَيْكَ ، حَسبيَ منْهُ أنْ أُنفِقَه في هَذهِ الأيَّام فإنَّ البذْلَ فِيها صَار كالمَوْت الزُّؤامِ ، خاصَّة معَْ غَلاء الأسْعَارِ وقلَّة الغَلّاتِ والثِّمارِ.... فتَركْتُه وافْترَقْنا عَلى أحْسنِ حالةٍ أمْدحُ فِيها لُطْفه وأدَبَه وإِنْ دلَّ هَذا عَلى شيْءٍ فإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى أَنيِّ أُحِبُّه !!!!. |
ما شاء الله لا قوة إلا بالله , مبدع أنت أيّها السلمي - و ربّي - إنّك لأديب اقتباس:
لعلّه ليس ديلميًا و هل كلّ من في ذهنك من أولئك ديلميون و لا بدّ , و لو أنّك قلت : عامريّا , أو , صعصعيا , أو أبعدت , لكنتَ أصبت أحد أجدادهم جزمًا. و لكن كما قلت أنتَ هو التخييل فلا يلزمك فيه تغيير و لا تبديل , محبّك. |
بارك الله بأخي محمد بن الهاشمي وجزاه خيرا
وما حال أبي العميثل إلا كعيسى بن هشام ؛ لا يهم صحة صمخدده إلا تقريبا وتمويها |
الساعة الآن 08:49 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013