منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قتلى سهام التّسويف و الأمل (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=19583)

أبو عاصم مصطفى السُّلمي 02 Oct 2016 06:47 PM

قتلى سهام التّسويف و الأمل
 
بــــسم الله الرحمن الرحيــــم



لا ينفكّ المرء إذا أسبغ الله عليه نعمه في بدنه و جوارجه ، يسوِّف في الأوبةِ ، يؤمِّل في الأجل .
يُؤمِّل آمالا قد تكون الآجال دونها ، و يؤجِّل أعمالا لا يستقيم في الشرع إرجاؤها
كل ذلك لأنه في فُتُوّة الشباب ، و إقبال الدّنيا ، و وفرةٍ من العافية ، مُمَتَّعا بكل نعمة ــ إلاّ التّوفيق و الرّشاد ــ
يا عبد الله : اتّق الله ! يا عبد الله : ارجع إلى ربك ، و خف ذنوبك ! ...
فيرجع إلى نفسه ، و يُصعِّد النّظرات فيها ، و يصوِّب الفكر إليها
فيُنكِّس رأسه ، و قد وكزهُ واعظ الرحمن ، و أنذره طريقة الشيطان ، إنني لمن الضالين ...
فتنتشل خطراتُ النّفس من كنانتها ، سهمين لا يُخطئان فؤاد المحروم ، و لا يفوتهما الخاطيء و المشئوم
فسهمٌ نُقِّع في عُصارة التّسويف ، و سهمٌ نُحت من شجرة الأمل و الأماني
فيشُكّان تلك المضغة التي بها الصّلاح و الفساد ، فينسيانها ما اعتبرت به قبلُ و اعترفت
فيولد ذلك الأمر الأبتر ، و النّتاج المخدّج الخداج
لا زلتُ في مقتبل العمر ، و الحياة قُدّام بعدُ ، و بيني و بين الأجل أدهُرٌ و فترات
باب التوبة مفتوح ، و زمن الشباب مفسوح
فلتصب من اللّذات ، و لتتمتّع بالحياة ، و بعد ذلك توبة قبل الممات ، تمحو بها ما فرَط و فات
لكن أخي ...
و ما يدريك أنك في فسحة من الأجل ، و ما يدريك لعل يومك أقرب مما تؤمّل
و قال -عزَّ وجلَّ-: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النِّساء: 18]
وقال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} [المؤمنون: 99-100]
و لقد أحسن من
قال :
يا غَافِلَ القَلبَ عن ذِكْرِ المَنيَّات ***** عمَّا قليلٍ سَتَثْوي بين أمواتِ
فاذكُر مَحَلَّك من قَبلِ الحُلُول به ***** وتُبْ إلى اللهِ من لهوٍ ولذَّاتٍ
لا تطمئنَّ إلى الدُّنيا وزِينتِها ***** قد حان للمَوتِ يَا ذَا اللبِّ أَنْ يَأتِي

و قال الآخر :
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ***** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة ***** عليه مضى طفل وكهل وأشيب
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها ***** و عل الردى مما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشجرات في الهوا ***** وفي علمنا أنا نموت وتخرب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ***** وفي كل يوم واعظا لموت يندب
ولله كم غاد حبيب ورائح ***** نشيعه للقبر والدمع يسكب
فما نحن في دار المنى غير أننا ***** شغفنا بدنيا تضمحل وتذهب
فحثوا مطايا الإرتحال وشمروا ***** إلى الله والدار التي ليس تخرب
فما اقرب الاتى وأبعد ما مضى ***** وهذا غراب البين في الدار ينصب

أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبـــــلبالة

أبو إكرام وليد فتحون 03 Oct 2016 05:01 PM

فحثوا مطايا الإرتحال وشمروا ***** إلى الله والدار التي ليس تخرب
فما اقرب الاتى وأبعد ما مضى ***** وهذا غراب البين في الدار ينصب

أحسن الله اليك أخي ..
فالواجب على الواحد منا مراقبة ومراجعة نفسه و إلزامها حتى تتعود على عدم مفارقة التوبة النصوح و ملازمتها خلال لحظات يومه قدر المستطاع
و بالمقابل العمل الدؤوب لطرق ما استطاع من ابواب الخير و إرجاع الحقوق إلى أهلها و أن لا ينسى الدعاء بالتوفيق و السداد .
قبل أن تبلغ الروح الى الحلقوم و تحين لحظة الغرغرة فلا تقبل توبة و لا ينفع الندم فيصبح جثة هامدة و جنازة تحمل على أكتاف الرجال إلى القبر ، ولا ندم عندها ينفع و لا حسرة تُرجع ، و لا شفاعة تقبل و لا شفيع يُسمع له و لا عدل يؤخذ و لا جزية تدفع و الله المستعان
فاللهم لا تمتنا و نحن على غفلة، و لا تأخذنا على غرة و نعوذ بك أن نموت على غير توبة .

مراد قرازة 03 Oct 2016 09:20 PM

صدقت ! ، جزاك الله خيرا
ما أصبنا بسهم أبلغ فينا من سهم التسويف !

أبو عاصم مصطفى السُّلمي 04 Oct 2016 10:54 AM

أخويّ الفاضلين وليد و مراد
أثابكما الله خيرا و باركما فيكما و أحسن إليكما
مرور مشجع طيب

أبو عاصم مصطفى السُّلمي 06 Oct 2016 11:23 AM

يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَل ***** وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
الموت يأتي بغتة ً ***** والقبر صندوق العمل


الساعة الآن 12:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013