![]() |
قتلى سهام التّسويف و الأمل
بــــسم الله الرحمن الرحيــــم لا ينفكّ المرء إذا أسبغ الله عليه نعمه في بدنه و جوارجه ، يسوِّف في الأوبةِ ، يؤمِّل في الأجل . يُؤمِّل آمالا قد تكون الآجال دونها ، و يؤجِّل أعمالا لا يستقيم في الشرع إرجاؤها كل ذلك لأنه في فُتُوّة الشباب ، و إقبال الدّنيا ، و وفرةٍ من العافية ، مُمَتَّعا بكل نعمة ــ إلاّ التّوفيق و الرّشاد ــ يا عبد الله : اتّق الله ! يا عبد الله : ارجع إلى ربك ، و خف ذنوبك ! ... فيرجع إلى نفسه ، و يُصعِّد النّظرات فيها ، و يصوِّب الفكر إليها فيُنكِّس رأسه ، و قد وكزهُ واعظ الرحمن ، و أنذره طريقة الشيطان ، إنني لمن الضالين ... فتنتشل خطراتُ النّفس من كنانتها ، سهمين لا يُخطئان فؤاد المحروم ، و لا يفوتهما الخاطيء و المشئوم فسهمٌ نُقِّع في عُصارة التّسويف ، و سهمٌ نُحت من شجرة الأمل و الأماني فيشُكّان تلك المضغة التي بها الصّلاح و الفساد ، فينسيانها ما اعتبرت به قبلُ و اعترفت فيولد ذلك الأمر الأبتر ، و النّتاج المخدّج الخداج لا زلتُ في مقتبل العمر ، و الحياة قُدّام بعدُ ، و بيني و بين الأجل أدهُرٌ و فترات باب التوبة مفتوح ، و زمن الشباب مفسوح فلتصب من اللّذات ، و لتتمتّع بالحياة ، و بعد ذلك توبة قبل الممات ، تمحو بها ما فرَط و فات لكن أخي ... و ما يدريك أنك في فسحة من الأجل ، و ما يدريك لعل يومك أقرب مما تؤمّل و قال -عزَّ وجلَّ-: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النِّساء: 18] وقال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} [المؤمنون: 99-100] و لقد أحسن من قال : يا غَافِلَ القَلبَ عن ذِكْرِ المَنيَّات ***** عمَّا قليلٍ سَتَثْوي بين أمواتِ فاذكُر مَحَلَّك من قَبلِ الحُلُول به ***** وتُبْ إلى اللهِ من لهوٍ ولذَّاتٍ لا تطمئنَّ إلى الدُّنيا وزِينتِها ***** قد حان للمَوتِ يَا ذَا اللبِّ أَنْ يَأتِي و قال الآخر : هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ***** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب نشاهد ذا عين اليقين حقيقة ***** عليه مضى طفل وكهل وأشيب نؤمل آمالا ونرجو نتاجها ***** و عل الردى مما نرجيه أقرب ونبني القصور المشجرات في الهوا ***** وفي علمنا أنا نموت وتخرب إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ***** وفي كل يوم واعظا لموت يندب ولله كم غاد حبيب ورائح ***** نشيعه للقبر والدمع يسكب فما نحن في دار المنى غير أننا ***** شغفنا بدنيا تضمحل وتذهب فحثوا مطايا الإرتحال وشمروا ***** إلى الله والدار التي ليس تخرب فما اقرب الاتى وأبعد ما مضى ***** وهذا غراب البين في الدار ينصب أبو عاصم مصطفى بن محمد السُّـــلمي تبـــــلبالة |
فحثوا مطايا الإرتحال وشمروا ***** إلى الله والدار التي ليس تخرب
فما اقرب الاتى وأبعد ما مضى ***** وهذا غراب البين في الدار ينصب أحسن الله اليك أخي .. فالواجب على الواحد منا مراقبة ومراجعة نفسه و إلزامها حتى تتعود على عدم مفارقة التوبة النصوح و ملازمتها خلال لحظات يومه قدر المستطاع و بالمقابل العمل الدؤوب لطرق ما استطاع من ابواب الخير و إرجاع الحقوق إلى أهلها و أن لا ينسى الدعاء بالتوفيق و السداد . قبل أن تبلغ الروح الى الحلقوم و تحين لحظة الغرغرة فلا تقبل توبة و لا ينفع الندم فيصبح جثة هامدة و جنازة تحمل على أكتاف الرجال إلى القبر ، ولا ندم عندها ينفع و لا حسرة تُرجع ، و لا شفاعة تقبل و لا شفيع يُسمع له و لا عدل يؤخذ و لا جزية تدفع و الله المستعان فاللهم لا تمتنا و نحن على غفلة، و لا تأخذنا على غرة و نعوذ بك أن نموت على غير توبة . |
صدقت ! ، جزاك الله خيرا
ما أصبنا بسهم أبلغ فينا من سهم التسويف ! |
أخويّ الفاضلين وليد و مراد
أثابكما الله خيرا و باركما فيكما و أحسن إليكما مرور مشجع طيب |
يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَل ***** وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ الموت يأتي بغتة ً ***** والقبر صندوق العمل |
الساعة الآن 12:56 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013