القول الأظهر في حوض النبي صلى الله عليه وسلم مربع هو أم مدور
 

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:


فإن من السبل الشرعية غزيرة الفوائد والمناهج الأثرية كثيرة العوائد الاهتمام بعلوم التوحيد والعقائد والحرص على دراستها ومباحثتها بتدبر وفكر زائد.

قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في كتابه الماتع فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق و الأحكام المستنبطة من القرآن ص 23:

النوع الأول من علوم القرآن: علم العقائد و أصول التوحيد

وهذا هو أشرف العلوم على الإطلاق و أفضلها وأكملها، وبه تستقيم القلوب على العقائد الصحيحة، وبه تزكو الأخلاق وتنمو، وبه تصح الأعمال وتكمل.

وموضوع هذا البحث عما يجب لله من صفات الكمال ونعوت الجلال وما يمتنع ويستحيل عليه من صفات النقص والعيب والمثال، وما يجوز عليه من إيجاد الكائنات، وأنه الفعال لما يريد، ما شاء كان ومالم يشأ لم يكن.

وكذلك البحث عما يجب الايمان به من الرسل وصفاتهم، ومايجب لهم ويمتنع في حقهم ويجوز، والايمان بالكتب المنزلة على الرسل، والايمان بما أخبر الله به وما أخبرت به رسله عن الحوادث الماضية والمستقبلة، وعن الايمان باليوم الآخر والجزاء والثواب والعقاب، والجنة والنار، وما يتبع ذلك ويتعلق به.انتهى.

ومن بين المسائل العقدية التي قل من تطرق لها وندر مسألة هل حوض النبي صلى الله عليه وسلم مربع أو مدور؟

وقد اختلف أهل العلم المعاصرون في هذه المسألة على قولين :

القول الأول: أنه مدور.

قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية 152/2:
ثامنًا: مساحة هذا الحوض: يقول المؤلف: "طوله شهر وعرضه شهر": هذا إذًا يقتضي أن يكون مدورًا؛ لأنه لا يكون بهذه المساحة من كل جانب؛ إلا إذا كان مدورًا.

وقال أيضا رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية 483/1:

لكن أخذ بعض العلماء من قوله صلى الله عليه وسلم: طوله شهر وعرضه شهر أن الحوض مدور؛ لأنه لو كان مربعاً لكان ما بين الزاويتين أكثر من الشهر، فإذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن طوله شهر وعرضه شهر فإنه لا يتحقق هذا في جميع جهاته إلا إذا كان مدوراً.

وقال الشيخ أنه قد نص على هذا القول أهل العلم كما في الصوتيتين المرفقتين.
القول الثاني:أنه مربع.
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية 192/1:
[المسألة الثانية] :
أنَّ صفة الحوض التي دل عليها الدليل من صحيح السنة.
1- أولاً: من حيث شكله:
هو مربع زواياه سواء وأضلاعه متساوية، وقد ثبت في الصحيح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم «قال طوله شهر وعرضه شهر زواياه سواء» (مسلم6111) فهذا يدل على أنَّ شكل الحوض مربع، وأنَّ زواياه قائمة، وأنَّ طوله وعرضه واحد وهو شهر.


وسئل الشيخ صالح آل الشيخ رحمه الله كما في إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل 15/9:
س4/ هل إذا قلنا إنَّ شكل الحوض مربع نجزم بذلك وهو من المغيبات التي لا نقول، أم نقول إنَّ زواياه متساوية وأضلاعه مسيرة شهر؟
ج/ زواياه سواء -هذا كلام النبي ؟ وأضلاعه مسيرة شهر؛ يعني كل ضلع مسيرة شهر وهذا يدل على أنه مربع، لذلك صرّح طائفة من علماء السنة بأنه مربع الشكل.

وسئل أيضا:
س1/ ما رأيكم في من يقول بأنَّ الحوض مُدَوَّرْ، ويستدل لذلك بأن طوله وعرضه سواء، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كان مُدَوَّرَاً ؟

ج/ الجواب أنّ طوله وعرضه سواء لا يقتضي أن يكون مُدَوَّرَاً، وقد جاء في الرواية الأخرى "طوله مسيرة شهر وعرضه مسيرة شهر زواياه سواء"، وهذا يدل على أنَّهُ ليس بدائري.

وسئل الشيخ العلامة عبيد الجابري رحمه الله:
السؤال:
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم، يقول السائل: ذكرَ بعضُ أهل العلمِ أنّ الحوضَ مربعٌ بناءً على أنَّ عرضَهُ وطوله سواء، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
هذا يرجع إلى المختصين في الهندسة، هل إذا تساوى العرض والطول يكونُ مربعًا؟
نعم

عندك تخصص في الهندسة؟، ما يسمونه متساوي الأضلاع؟ ولا غيره؟
أنا عامِّي في هذه الأشياء أسألكم
قد يكون معيَّنًا وقد يكون مربعًا.
الله أعلم، على كلِّ حال هذه لا يوقف عندها كثيرًا ، لكن هكذا الحديث((طُولهُ وعَرْضُه شَهر)). نعم.
http://miraath.net/questions.php?cat=15&id=3356

هذا ما تيسر جمعه من أقوال أهل العلم في هذه المسألة ومنه يتبين أن القول الأظهر أن حوض النبي صلى الله عليه وسلم مربع لدلالة النص عليه كما في رواية " زواياه سواء" والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جزاك الله خيرا أخي

جزاك الله خيرا

كذلك لو تأمّلنا قليلا لوجدنا أن لفظي "الطول" و "العرض" انما يختصّان بالمضلّعات دون الدوائر

و من المضلّعات المربع و لا يمتنع ان يُطلق على الطول عرضا أو العكس

و لفظة "زواياه" (عدّة زوايا ) و لا يكون هذا إلا في المضلّعات لأن الدائرة لها زاوية واحدة

و الله أعلم

بارك الله فيك اخي عبد الله.
ذكروا ان احاديث الحوض قد فاق رواتها الخمسين صحابيا كما قال ابن حجر رحمه الله. ومع هذا لم يذكر فيها هل هو مربع او مدور !؟
مع أن النبي ﷺ وصفه بعدة اوصاف ولكن لم يقل هو مدور او مربع ،وزد لم يتطرق السلف لهذه المسالة حسب جهد بحثي ،الا من نقلت عنهم انت من المعاصرين.
فقد تكون هذه من المسائل التي قال فيها العلماء العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر. والله اعلم.
ولمسالة الجديرة بالبحث هي هل الحوض قبل الصراط ام بعده !؟ ان شاء الله توفق للبحث فيها.
على كل جزاك الله خيرا اخي عبد الله على جهدك .