![]() |
لو نِمتَ ليلَك وأفطرتَ نهارَك لكان خيرا لك من ...
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذا كلام نفيسٌ من علم من أعلام أهل السنة والجماعة، بيّن فيه عظم قدر الصحابة رضي الله عنهم، ورفيع مكانتهم عند الله تعالى، مبرزا خطورة الطعن في واحد منهم، وأن الواقع في أعراضهم مسيء غاية الإساءة. قال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك رحمه الله:" علمتُ أن اليهود لا يسبّون أصحابَ موسى عليه السلام، وأن النصارى لا يسبّون أصحابَ عيسى عليه السلام، فما بالك يا جاهل سَبَبْتَ أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم، وقد علمتُ من أين أُتيت، لم يشغلك ذنبك، أما لو شَغَلَكَ ذنبُك لخفتَ ربك، لقد كان في ذنبك شغلٌ عن المسيئين، فكيف لم يشغلك عن المحسنين، أمَا لو كنتَ من المحسنين لما تناولت المسيئين، ولرَجَوتَ لهم أرحم الراحمين، ولكنك من المسيئين، فمن ثَّم عِبتَ الشهداءَ والصالحين، أيها العائب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لو نِمتَ ليلَك وأفطرتَ نهارَك لكان خيرا لك من قيامِ ليلك وصومِ نهارِك مع سوء قولك في أصحاب محمد، فويحك ! لا قيامَ ليلٍ ولا صومَ نهارٍ وأنت تتناول الأخيار، فأبشرْ بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمعُ وترى ويحك ! هؤلاء شَرُفُوا في أُحُد، وهؤلاء جاء العفو عن الله تعالى فيهم فقال: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إنَّ اللهَ غَفُورٌ حَليمٌ } [آل عمران: 155] فما تقول فيمن عفا الله عنه ؟ وبمَ تحتج يا جاهلُ إلا بالجاهلين، شرُّ الخلفِ خلفُ شتمَ السلف، والله لواحد من السلف خير من ألف من الخلف ". [ من كتاب: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي رحمه الله ] |
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على مثل هذه النقول المهمّة عن سلفنا الصالح، حقا لقد فُضّلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سُئلت اليهود: من خير أهل ملّتكم؟ قالوا: أصحاب موسى. وسُئلت النصارى: من خير ملّتكم؟ قالوا: حواريّ عيسى. وسُئلت الرافضة: من شرّ ملّتكم؟ قالوا: أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم.( ذُكر هذا القول عن الإمام الشعبي ، أورده القرطبي في تفسيره 20/375 وشيخ الإسلام ابن تيميّة في منهاج السنّة النبويّة في نقض كلام الشيعة القدريّة 1/ 33 وينظر : شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص 470 ).
|
آمين وإياك.
|
الساعة الآن 10:50 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013