و قال الشيخ الدكتور محمد غالب العمري
حفظه الله

رحم الله شيخنا المحدث،طبيب العلل. مفلحا الرشيدي.
كم كان محبا للأشياخ السلفيين، مقدرا لهم، مبغضا للبدع، مفيدا للطلاب، فتح بيته لطلابه ونثر عليهم درر علم الرجال والمصطلح، مع كريم طبع، وبشاشة نفس.
فاللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه.

من نظمه رحمه الله
الحمد لله الذي قد اصطفى==أهل الحديث لاتباع المصطفى
يروون عنه كل قول مسند==وكل فعل باتصال السند
وكل تقرير وكل صفة==بنقل عدل ثقة عن ثقة
ثم الصلاة مع سلام دائم==على النبي العربي الهاشمي
محمد وآله والمهتدي==بهديه حتى لقاء المورد
وهذه منظومة عصماء==كأنها من حسنها الزهراء
سميتها بالدرة الثمينة==في نظم صحب عالم المدينة
وهو الإمام ابن شهاب الزهري==الثقة الثبت الشهير الذكر
نسبه:
نسبه محمد بن مسلم==ابن عبيد الله، فاعلم واغنم
وانسب أبا بكر لعبد الله==ابن شهاب ابن عبد الله
وقل: هو ابن الحارث بن زهرة==ابن كلاب وهو ابن مرة
شيوخه:
ومن شيوخ ابن شهاب السائب==وأنس سهل وكل صاحب
أبو الطفيل وكذا ابن ازهر==كل رأى المختار خير البشري
وابن الربيع وهو محمود==حديثه في (المجة) مشهود
وابن الحسين الزين وابن عتبة==وطلحة وحمزة وعقبة
كذا سعيد سالم سلمان==وهو الأغر، جعفر صفوان
وقل: حميد وأخوه المكثر==أبوهما المدعو له المبشَّر
ثم أمير المؤمنين الأموي==ذو السبق في جمع الحيث النبوي
وعامر وعروة وعَمرة==وغيرهم جمع وفيهم كثرة
أصحابه:
وقد روى عنه عقيل معمر==ومالك ويونس وجعفر
لكنه فيه ضعيف فانتبه==ومن يكن ذا يقظة لا يشتبه
وقل: شعيب صالح سفيان==كذا: زياد، كلهم أعيان
وابن الوليد وابن سعد الفهمي==والزهري العوفي، فاحفظ نظمي
ثم ابن عمرو وهو الأوزاعي==الثقة اثبت الفقيه الواعي
أما الذين ضُعّفوا في الزهري==فابن معين خصهم بالذكر
وهم: هُشَيم وابن برقان مضى==وابن جريج عندهم لا يرتضى
وابن حسين فيه ربما يخالف==وربما يتابع يا عارف
حديثه ألفان ألف مسند==مع مئتين نصفها لا يجحد
طبقا لقول الحافظ المحدث==أعني سليمان هو ابن الأشعث
〰〰〰 〰〰〰

🔹قال الشيخ هاني بن علي بن بريك حفظه الله :
كنت مع شيخي وأستاذي المحدث مفلح بن سليمان الرشيدي في مكتبته نقرأ كتابا في اﻷدب ومرت بنا أبيات جميلة تشحذ الهمة في طلب العلم فقال لي : همتك نحفظها اﻵن.
فتبادلت معه اﻷبيات وهو يردد وأنا معه ثم يختبرني ويطلب مني أختبره حتى حفظناها.
ثم قال لي : هذا اﻷدب يسلي ويعيد النشاط لطالب العلم.
وكان نظاما له نظم جميل في بعض مهمات الفنون وباﻷخص الحديث.

- سمعت شيخنا المحدث مفلحا الرشيدي - رحمه الله - وهو من قدامى تلامذة شيخنا مقبل يقول : انتهت رئاسة الحديث بعد اﻷلباني للشيخين: شيخنا مقبل والشيخ ربيع ، وبعد ذهاب شيخنا مقبل انفرد الشيخ ربيع بها. انتهى كلامه.


- دببت للمجد والساعون قد بذلوا ::::: جهد النفوس وألقوا دونه اﻷزرا
فكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ::::: وعانق المجد من وفى ومن صبرا
ﻻتحسب المجد تمرا أنت آكله :::::لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

حفظني هذه اﻷبيات شيخي المحدث مفلح بن سليمان الرشيدي المدني - رحمه الله - وقال لي : جميلة في شحذ الهمة وحفظها معي .



🔸قال الشيخ عبدالرحمن بن محمد العميسان حفظه الله :
سمعتُ شيخنا المحدث مفلح الرشيدي يقول:
تأثرت بالشيخ مقبل الوادعي في الحديث وكنتُ ألتقي به كثيرا -وهو في المدينة-، وله فضل علي في معرفة الحديث وعلومه بعد الله - رحمهما الله تعالى -


📌 المصدر : مجموعة سلسلة سمعت من شيخي

●| عزيمة عالم:




إن من يصاحب شيخنا المحدث مفلح بن سليمان الرشيدي رحمه الله يقف على ما يعجز عن وصفه مما يشاهده ويلمسه من عزيمة الشيخ وقوته وجلده في التحصيل، وأنا ذاكر لك بعض الشواهد على ذلك مما عايشته وسمعته من شيخنا:
- حدثني شيخنا أنه تعلم الحروف والكتابة من أخيه الأكبر؛ وقد كان ذلك برسم الحروف على التراب بعود، يقول شيخنا: (فكنت ألصق وجهي بالأرض حتى أراه وأتبعه أصبحي)، وكان شيخنا قد كف بصره إلا يسيرا جدا في إحدى العينين وهو صغير، وبهذه الطريقة تعلم الحروف والكتابة.
- كان شيخنا في صغره يمتلك مكتبة صغيرة هي نواة مكتبته العامرة؛ وتحوي: رياض الصالحين -وقد حفظه الشيخ في صغره-، ومجلدا من تفسير ابن كثير، وآخر من صحيح البخاري، قال لي شيخنا: (وكنا إذا انتقلنا وتحولنا عن سكننا، وشرعوا في تحميل العفش، قالوا: احملوا أولا مكتبة مفلح، وكنت أفرح بذلك كثيرا).
- كنت أدخل على شيخنا مرارا في مكتبته فأجده واقفا على قدميه، وهو موجه للكتاب إلى ضوء المصباح في السقف، وملصق وجهه بالكتاب ليلتقط بعض الكلمات التي يريد قراءتها، وكنت إذا دخلت عليه يقول: (جئت في وقتك، خذ نفسا وابدأ القراءة).
- كنت أجلس مع شيخنا إلى ما بعد الساعة (12) ليلا في نهاية الأسبوع، وقبلها بساعة أو أكثر في بقية الأيام، وقد حصل لي موقف لا أنساه بإذن الله ما حييت:
تأخرت ليلة عند شيخنا كثيرا وعند استعدادي للخروج سألني قائلاً: كيف سترجع إلى سكنك، وأنت لا تملك سيارة؟
فقلت له: يفرجها الله عز وجل.
فقال: هل معك ما تركب به؟
قلت: لا.
فدخل بيته، ورجع بعد دقائق، ووضع في يدي (50) ريالا، وقال: والله عندي (100) ريال، ولا أملك غيرها، وقد اقتسمتها معك، فسامحني.
فبكيت بكاء شديدا، كما هو حاصل الآن مني وأنا أخط هذه الحادثة، فرحمه الله وغفر له وأسكنه الجنة من غير حساب ولا عذاب.
- كان لشيخنا عدة دروس يومية بعضها عبر الهاتف لإخواننا في الكويت، ثم بعدها يقرأ من حضر من الطلاب، وقد كنت أحضر الدرسين جميعا ولله الحمد، وهذا من شدة حرصة على الإفادة.
شيخنا مفلح قد لا يعرفه الكثيرون، ولا يعرف حرصه وقوة عزيمة إلا القليل، ولعل قريبا بإذن الله أكتب كل ما أعرفه عن شيخنا برا به ووفاء.
ولعل من إخلاص شيخنا -نحسبه والله حسيبه-؛ أن يعيش (مغمورا) فيموت (مشهوراً).
كتب ذلك تلميذه: أمير بن أحمد قروي
بعد ظهر يوم الثلاثاء 19 من شهر جمادى الأولى 1436هـ