![]() |
لا تكن طمّاعا (من أدب الطلب)
بسم الله الرحمن الرحيم لا تكن طمّاعا (من أدب الطلب) بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.(حلية طالب العلم) وإن مما نتلبّس به من التقصير في الأدب مع الشيخ: الإلحاح في الجواب والإكثار من السؤال، بل واختراع الأسئلة عند لقاء الشيخ لمجرد السؤال، حتى أن أحدهم لم يكن بجعبته سؤال فطلب من صاحبه سؤالا ليطرحه، وهذا سبيل حرمان للطالب، وعنوان طمع فيه، ينبغي ويليق تجنبه وخلع حلية الاتصاف به، والتحلي بغيره من البحث ودرس العلم على أصوله ومنهجيته. وحضرت مرة عند الشيخ على بن ناصر فقيهي –حفظه الله- وسأله أحد الحاضرين عن مسألة وكان غيره ينتظر، وأراد السائل أن يزيد من المسائل فقال له الشيخ :" لا تكن طمّاعا". وقال الشيخ صالح آل الشيخ في أحد دروسه:" وقد حضرتُ مرة عند الشيخ عبد الرزاق عفيفي العلامة المعروف رحمه الله تعالى، وكان عنده من يسأله عن المسائل في الحج، فإذا أتى مستفتٍ يستفتي فيأتي هذا السائل ويقول له: فإن كان كذا. يحاول تعلم العلم بطرح مسائل أخر غير المسألة التي استفتى فيها السائل، فقال له الشيخ رحمه الله: العلم لا يؤتى هكذا، وإنما يؤتى العلم بدراسته". فلنعرف للمشايخ حقّهم ونراعي أحوالهم، فإن هذا العلم ليس أنظمة وقوانين لا روح فيها تسير عليها مؤسسة إدارية، هذا العلم مبناه على الرحمة والتراحم، والتخلق بأخلاق النبوّة، وأخلاق الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الدين، ولا يكن ديدن الطالب الإكثار على الشيخ والإجهاز عليه بالأسئلة والإيرادات كلما تحيّنت له الفرصة، وأيّنا اتصل يوما بأحد المشايخ أو زاره يسأله عن حاله ويطمئن على صحته لا غير، والله المستعان وعليه التكلان. |
كما عهدناك دائماً!
إطلالات عزيزة، وإشراقات بجميل التذكير متميّزة. |
جزاك الله خيرا أخي كمال.
كما عهدناك كذلك: تعليقات بليغة، وتشجيعات كريمة. |
جزاك الله خير أخي مهدي وبارك في قولك وعملك وجعلك من الناصحين المصلحين.
آمين |
بارك الله فيك أخي جابر، وجزاك خيرا على دعائك الطيّب.
|
الساعة الآن 05:45 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013