![]() |
فائدةٌ في معنَى الاستواءِ إذا وردَ مطلقًا أو مقيَّدا بـِ "إِلى أو عَلى"
فائدةٌ في معنَى الاستواءِ إذا وردَ مطلقًا أو مقيَّدا بـِ "إِلى أو عَلى" وردَ لفظُ الاستواءِ في القرآنِ على ثلاثةِ وجوهٍ : 1 ـ وردَ مطلقًا : كقولِه تعالى {وَ لماَّ بَلغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوَى} (القصص 14) و معناهُ كَمُلَ. 2 ـ وردَ مقيَّدًا بــ "إِلى" : كقولِه تعالى {ثمَ اسْتَوَى إِلى السَّمَاءِ} (البقرة 290) و معناه قصدَ بإرادةٍ تامَّةٍ. 3 ـ وردَ مقيَّدًا بــ "عَلى" : كقولِه تعالى {لتَسْتَوُوا عَلى ظُهورِهِ} (الزخرف 13) و معناه العلوُّ و الاستقرارُ. و قولُ اللهِ تعالى {الرحمنُ عَلى العرشِ اسْتَوَى} (طه 5) فيه استواءُ الله تعالى عَلى عرشِه و معناه : علوُّه عليهِ و استقرارُه عليهِ علوًّا و استقرارًا يليقُ بجلالِه و عَظَمتِه، و هوَ منْ صفاتِه الفعليةِ التي دلَّ عليها الكتابُ و السنةُ و الإجماعُ. نقلتُ الفائدةَ معَ تصرفٍ و زيادةٍ يسيريْنِ منْ كتابِ "فتحِ ربِّ البريةِ بتلخيصِ الحمويةِ" لفضيلةِ الشيخِ العلامةِ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى. |
بارك الله فيك أخي يوسف ،ورحم الله الشيخ الصالح محمد ابن صالح.
|
أحسن الله إليك أخي يوسف، و قد ذكر ابن القيم في نونيته أن السلف فسروا الإستواء بأربع عبارات و هي: الإرتفاع، والعلو، والإستقرار و الصعود فقال رحمه الله :
فلهم عبارات عليها أربع قد حُصِّلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفع الذي ما فيه من نكران و كذلك قد صعد الذي هو أربع ..........................إه(التعليق المختصر على النونية للفوزان) و إن كانت القاعدة السلفية الغالية في ذلك أنه لا يوصف الله جل و علا إلا بما وصف به نفسه أو بما وصفه به نبيه صلى الله عليه و سلم. مشاركاتك قيمة أسأل الله لي و لك التوفيق |
بارك الله فيك أخي حميد على الفائدة جزاك الله خيرا |
أقسام الاستواء و فيه نوع آخر و هو المقرون بواو المعية لفضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى السؤال: بارك الله فيكم هذه الرسالة من المستمع محمد طيب منظور أحمد من الباكستان السؤال الأول في رسالته يقول ما هي أنواع الاستواء في لغة العرب وكيف نثبت لله سبحانه وتعالى صفة الاستواء؟ الشيخ: الاستواء في اللغة العربية يأتي لازماً ويأتي متعديا إلى المعمول بحرف الجر ويأتي مقروناً بواو المعية فهذه ثلاثة وجوه للاستواء : 1 ـ أما الأول : وهو أن يأتي مطلقا غير مقيد بالمعمول ولا واو المعية فإنه يكون بمعنى الكمال ومن قوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) أي كمل ومنه قول الناس في لغتهم العامية استوى الطعام أي كمل نضجه. 2 ـ والقسم الثاني : أو الوجه الثاني أن يأتي مقرونا بواو المعية فيكون بمعنى التساوي كقولهم استوى الماء والخشبة أي تساويا . 3 ـ والثالث : يأتي معدا بحرف الجر فإن عدي بعلى صار معناه العلو والاستقرار وإن عدي بإلى فقد اختلف المفسرون فيه فمنهم من يقول إنه بمعنى الارتفاع والعلو ومنهم من يقول إنه بمعنى القصد والإرادة. أ ـ مثال معدى بعلى : قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقوله بعد ذلك في سبعة مواضع في القرآن الكريم. ب ـ ومثال المعدى بإلى: قوله تعالى( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) وقوله (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) ولذلك اختلف المفسرون في الاستواء استوى هنا فبعضهما قال معناها على إلى السماء ومنهم من قال بمعني معناها قصد وأراد. وعلى كل فاستواء الله على العرش من الصفات الثابتة التي يجب على المؤمن أن يؤمن بها وهو أن الله تعالى استوى على عرشه أي علا عليه علوا خاصا ليس كعلوه على سائر المخلوقات بل هو علو خاص بالعرش كما قال تعالى (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ) ولكن هذا الاستواء ليس معلوما لنا في كيفيته لأنه كيفيته لا يمكن الإحاطة بها ولم يخبرنا الله عنها ولا رسوله ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى فأطرق برأسه حتى علاه العرق ثم قال :(الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) ونحن نعلم معنى الاستواء ونؤمن به ونقره وهو أنه سبحانه وتعالى علا عرشه واستوى عليه علوا واستقرارا يليق به سبحانه وتعالى ولكننا لا نعلم كيفية هذا الاستواء فالواجب علينا أن نمسك عن الكيفية وأن نؤمن بالمعنى. وأما قول من قال أن معنى استوى على العرش أي استولى عليه فهذا قول لا يصح وهو مخالف لما كان عليه السف ولما تدل عليه هذه الكلمة في اللغة العربية فلا يعوض عليه بل هو باطل ولو كان معنى استوى استولى للزم أن يكون الله تعالى مستولي على شئ لأنه سبحانه وتعالى مستولي على كل شئ وللزم أن يكون العرش قبل هذا ليس ملكا لله بل ملكا لغيره ثم استولى عليه من غيره وهذه معان باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى. فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة منقول من موقع الشيخ رحمه الله |
جزاكم الله خيرا على الفوائد الطيبة
|
بارك الله فيك أخي حسام. |
بارك الله فيك أخي "صفصاف" أسأل الله أن يصفي عقيدتي وعقيدتك من كل ما يشوبها ويثبتنا على ذلك، ولكن هناك ملاحظة في ما يخص تفسير قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}.
قال ابن سعدي رحمه الله: "وقوله: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } . { اسْتَوَى } ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } وتارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: { ثم استوى على العرش } (2) { لِـتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ } وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات { فسواهن سبع سماوات } فخلقها وأحكمها، وأتقنها"اهـ. قال "محمد بن جميل زينو" في "التنبيهات على تفسير الإمام العلامة: عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله" : "قلت: جاء في "صحيح البخاري" في تفسير هذه الآية بعينها عن مجاهد وأبي العالية من التابعين: "استوى" أي: علا وارتفع، وهو القول الموافق لتفسير السلف لمعنى الاستواء في سائر آي الكتاب الكريم كلها والله أعلم" اهـ. قلت: وهكذا جاء في "صحيح البخاري": "باب "وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ""وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ "اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ" ارْتَفَعَ "فَسَوَّاهُنَّ" خَلَقَهُنَّ وَقَالَ مُجَاهِدٌ "اسْتَوَى" : عَلاَ عَلَى الْعَرْشِ"اهـ ، والله أعلم. |
جزاك الله خيراً أخي يوسف..
أسجل نفسي في فوائدك ( متابعا ) |
اقتباس:
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح لمعة الاعتقاد (ص 73 دار المنهاج) : "والاستواء معناه في اللغة: العلو؛ استوى بمعنى علا، قال جل وعل: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُل الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} معنى قوله: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْك} يعني عَلَوْتُمْ على الفلك. قال ابن الأعرابي -أحد أئمة اللغة المعروفون-: كنا عند أحد الأعراب فأطلَّ علينا مِن على بيته وقال: استووا إليَّ, يعني ارتفعوا إليَّ، واصعدوا إليَّ. فهذا هو المعروف في لغة العرب؛ لأن استوى بمعنى علا على الشيء، لكن قد يُضمَّن هذا العلو معنىً آخر بحسب الحرف الذي يُعدَّى إليه الفعل، كما قال جل وعلا: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} ترى أنَّه من السلف ومن أهل العلم من فسرها بمعنى قصد وعمد. وهذا مما يسمى التفسير باللازم؛ فإنه مع العلو هناك قصد وعمد، وذلك مستفاد من قوله {إِلَى السَّمَاء} فلمّا عدّى الفعل بـ(إِلَى) قال"اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء" علمنا أنه مُضمَّن معنى القصد والعمد، والتضمين فيه إثبات لأصل المعنى مع زيادة ما دل عليه الحرف الذي عُدِّيَ الفعل به". |
اقتباس:
آمين بارك الله فيك أخي يوسف على الفائدة. اقتباس:
اقتباس:
و إياك أخي أبا حاتم. |
يرفع رفع الله قدر القارئين.
|
الساعة الآن 04:07 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013