![]() |
حال الأمة الإسلامية و السبيل الصحيح لصلاحها (الشيخ علي فركوس)
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد
فهذه إحدى كلمات الشيخ والوالد أبي عبد المعز علي فركوس -حفظه الحفيظ- مستخرج من مقدمةكتاب- مجالس تذكيرية على مسائل منهجية - 1424هـ حال الأمة الإسلامية و السبيل الصحيح لصلاحها بسم الله والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، أما بعد : إنّ أعلام السلف فاقوا غيرهم من أصحاب الفرق والطوائف في مختلف الميادين سواء في التصورات المتجسّدة في القضايا الكبرى الخاصّة بالله سبحانه وتعالى وكذا مخلوقاته في الحياة والكون، أو في المبادئ الإسلامية والقيم المنبثقة منها التي سلكوها في مواجهة التحديّات العلمية والعقدية التي أثيرت في عصورهم، أو في المنطلقات التأصيلية التي بنوا عليها فهم الإسلام و العمل به نصّا وروحـا، أو في التفاعل مع الأحداث والوقائع المستجدّة التي واجهوها وتصدّوا لها، كلّ ذلك ينبّئ عن تكامل هذا المنهج الربّاني القويم في التصوّر والقيم والمبادئ وفي العمل والإصلاح والتربية، وفي السلوك والتزكية، فكان أنْ أنار الله به طريق المهتدين وأضاء به صدور العالمين، شرقا وغربا، وصان به دينه وحفظ به كتابه عن طريق الالتزام به من قبل أعلام السلفية جيلا بعد جيل من صدر الإسلام إلى زماننا الحاضر، ذلك لأنّ هذا المنهج السلفي هو منهج الإسلام المصفّى نفسه، البيّنة معالمه، المأمونة عواقبه، يسير على قواعد واضحة، ويتحلّى بخصائص جامعة، فمن قواعده: الاستدلال بالكتاب والسنّة، والاسترشاد بفهم سلف هذه الأمّة، ورفض التأويل الكلامي، وعدم معارضة النقل برأي أو قياس ونحوهما، وتقديمه على العقل مع نفي التعارض بينهما، كما ينفي التعارض بين النصوص الشرعية في ذاتهما، وجعل الكتاب والسنّة ميزانا للقبول والرفض دون ما سواهما. ومن خصائصه الجامعة: شموله، وتوسطه بين المناهج الأخرى، ومحاربته للبدع والتحذير منها، واجتناب الجدل المذموم في الدين والتنفير منه، ونبذ الجمود الفكري والتعصّب المذهبي، ومسايرته للفطرة والاعتقاد القويم والعقل السليم. فمثل هذه المناسبات الهامة في حياة أمّتنا وحياة رجالها تمثّل - بصدق- فرصا للتقويم والتقدير والمراجعة، كما تفتح مجالا واسعا للتفكير في كيفية نشر هذا الدين المصفّى في أرضنا وعلى ربوعها وعلى نطاق واسع بتربية الناس على دينهم الحقّ ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلّي بآدابه، وإبعادهم عن أنماط الضلالات الشركية وأنواع الانحرافات الفكرية، ومختلف الأباطيل البدعية التي شوّهت جمال الإسلام وكدّرت صفاءه، وحالت دون تقدم المسلمين، وكانت سببا لهذا البلاء الذي يعيشه المسلمون اليوم. إنّ هذا المنهج بمبتغاه الدعوي لا يوجد له صدى واسع إلاّ بانتهاج أسلوب اللّين والموعظة الحسنة بعيدا عن التبكيت والغلظة والفجاجة، فإنّ اللّين _ في مجال التعليم والإعلام والنصح والدعوة والموعظة الحسنة لهو من أهم الأسباب في انتفاع الناس بدعوة الدعاة ومن أهمّ البواعث في تقبّل توجيهاتهم وإرشاداتهم قال تعالى:﴿ ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبّكَ بِالحِكْمَةِ و المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَجَادِلهُمْ بِالَتي هِيَ أَحْسَن﴾(النحل:١٢٥)، فليس من الحكمة الدعوة بالجهل لأنّه يضرّ ولا ينفع، و ليس من الموعظة الحسنة والجدال بالحسنى الدعوة بالعنف والشدّة لأنّ ضرره أشد وأعظم، ذلك لأن الأسلوب العنيف المؤذي الضارّ يشقّ على النّاس و ينفّرهم من الدّين، بل الواجب الصبر والحلم والرفق في الدعوة إلى الله إلاّ إذا ظهر من المدعو العناد والظلم فلا مانع من الإغلاظ عليه لقوله تعالى:﴿يَا أيّهاَ النّبيّ جَاهِد الكُفّارَ والمُنَافِقِينَ وَاْغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾(التحريم:٩)، وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تجَـادِلُوا أَهْلَ الكِتَابَ إلاّ بالّتي هِيَ أَحْسَن إلاّ الذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ...﴾(العنكبوت:٤٦)، ومثل هذه الأساليب التي دعا إليها الشرع الحكيم إنّما تقرّرت لتحقيق المقصود من الدعوة إلى الله تعالى وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: ﴿الله وَليّ الَذِينَ آمَنوُا يٌخْرِجُهُمْ مِنَ الظٌّلّمَاتِ إِلَى النٌّور﴾(البقرة:٢٥٧)، وتحقيق هذه الغاية كان من وراء بعثة الرسل، والدعاة إلى الله يقصدون هذه الغاية نفسها وينشطون لها لإخراج الناس من ظلمة الكفر إلى النور والهدى، ومن ظلمة المعصية إلى نور الطاعة، ومن ظلمة الجهل إلى نور العلم، ذلك العلم الذي لا بدّ منه للدعوة إلى الله ﴿ قٌلْ هَذِهِ سَبيِلي أَدْعٌو إِلىَ اللهِ عَلىَ بَصِيرَةٍ﴾(يوسف:١۰٨). لذلك كان خير ما سعى إليه المسلم ، وبذل فيه النفس والمال هو العلم بالكتاب والسنّة، إذ عليهما مدار السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة، فليحرص المرء على تحقيق الغـاية من الدعوة إلى الله بتحقيق وسيلتها بإخلاص وصدق فلا يثبطه العجز والكسل فهما خلقان ذميمان، ولا يمنعه العجب والغرور في ترك الاستزادة وعدم الاستفادة، فإن العجب والغرور من أكبر العوائق عن الكمال، ومن أعظم المهالك في الحال والمآل. وفي رحاب هذا المنظور التربوي وعلى محكّ الفتن، وما لقيته الدعوة السلفية في هذه البلاد من ألوان التهم وأعاصير المحن، استطاعت الأخوّة في السنّة أن تجمع أعيانها في مجالس ملؤها التوجيه والتذكير على الاعتدال بين المغالاة والمجافاة واستقامة بين الإفراط والتفريط، وسط لا تفريط ولا شطط، في كلّ الأحوال وفي كلّ مجال، ويكفي صاحب الاستقامة شرفا و فخرا قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَوْ اسْتَقَامُوا عَلىَ الطَّرِيقَةِ لأَسْقَينَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾(الجن:١٦)، وقوله تعالى: ﴿إِنّ َ الذِينَ قَالُوا رَبنّاَ الله ُ ثمّ اسْتقَامُوا فَلاَ خَوْفَ عَلَيهِمْ وَ لاَ هُمْ يحزَنونَ﴾(الأحقاف:١٣). سائلا المولى عزّ وجلّ أن ينصر دينه ، ويعلي كلمتـه ، ويوفّق القائمين على الدعوة إلى الله لما فيه خير دينهم وصلاح أمّتهم، كما لا يفوتني أن أسجّل شكري الجزيل لإخواني طلبة العلم نسأل الله أن يكافئهم ويجزيهم أحسن الجزاء. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. مستخرج من مقدمةكتاب - مجالس تذكيرية على مسائل منهجية - 1424هـ / 2003م |
يرفع بارك الله فيكم للفائدة العظيمة
|
يرفع بارك الله فيكم للفائدة العظيمة
|
السلام عليكم ايها الاخوة هل هنالك روايط لفتاوي الشيخ فركوس حفظه الله في حلق اللحية المرجوا تزويدي بها اذا امكن بارك الله فيكم
|
تفضل هذه بعض فتاوى في حكم حلق اللحية للشيخ محمد علي فركوس
- في حكم اعفاء اللحية - ... 201 الصنف: فتاوى متنوعة في حكم اعفاء اللحية السؤال: ذكر لي بعض الأئمة أنه ... - في حلق اللحية لمتطلبات جراحية - ... 442 الصنف: فتاوى متنوعة في حلق اللحية لمتطلبات جراحية ... - في حلق اللحية لاستخراج جواز السفر - ... رقم: 269 الصنف: فتاوى متنوعة في حلق اللحية لاستخراج جواز السفر السؤال: هل يجو ... - في حكم تقصير اللحية بأمر اداري من ولاة الأمر - ... رقم: 857 الصنف: فتاوى منهجية في حكم تقصير اللحية بأمر اداري من ولاة الأمر ... - في حُكم تعداد حلقِ اللِحية من الكبائر - ... السؤال: هل حـلقُ اللحية من الكبائر؟ الجواب: الحمد لله ربِ ا ... - رسالة في حكم اعفاء اللحى - ... مد لله أولاً وآخراً. أما بعد : فلا يخفى أن توفير اللحية من سنن الفطرة التي واظب رسول الله صلى الله عليه ... |
يرفع لفائدة الأمة إليه .....
|
الساعة الآن 12:23 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013