منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاس ـ حَولَ التَّحذِيرِ مِن فركُوس وَفِتنَتِه ـ (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24612)

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي 04 Dec 2019 07:11 AM

هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاس ـ حَولَ التَّحذِيرِ مِن فركُوس وَفِتنَتِه ـ
 
هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاس
ـ حَولَ التَّحذِيرِ مِن فركُوس وَفِتنَتِه ـ


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:
فإن الدعوة السلفية قد شهدت فتنة هوجاء وقد ذاع خبرها وشاع عند العام والخاص، فلا داعي لتكرار كل أحداثها، وإنما سأركز في هذا المقال على جزئية معينة اقتضت الحال بيانها، وهي متعلقة ببيان حال رأس الفتنة وعمود الشر في هذا الأمر العظيم وهو الدكتور فركوس، فإنه قد طرح أحد إخواننا ـ جزاه الله خيرا ـ سؤالا نقله عن غيره ملخصه: "أن طريقة الرد على فركوس في هذه الأيام فيها شدة، فينبغي تخفيف الحدة مراعاة لحاله".
فأقول تعليقا على هذا الكلام: إن من كان له إلمام بمعطيات الفتنة ومجريات أحداثها ـ من أولها إلى الآن ـ لا يصدر عنه مثل هذا الكلام حيال توجيه النقد لفركوس والتحذير منه، وذلك لأمرين اثنين:
الأول: أن فركوس قد دُعِيَ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى، فقد توجه إليه شيخنا العلامة ربيع المدخلي بخطاب يدعوه فيه إلى أن يصلح في الأمر وأن يجتنب الإفساد، ومثله فعل شيخنا العلامة عبيد الجابري إذ دعا فركوس إلى الحذر من مخالفة الهدي الصحيح لأن مآله إلى "الضلالة بعد الهدى" ودارت دعوة الشيخين على الكلام نفسه بذكرهما قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾، بل كتب شيخنا العلامة ربيع المدخلي رسالة في بيان فضل الإصلاح بين الناس، فماذا كان جواب فركوس على هذه الدعوة القائمة على الكتاب والسنة؟! كان فعله كمن قال الله عنه: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا﴾، بل قالها في مجلسه: "هذه الصوتيات ـ يقصد صوتيات الشيخين ـ ليس فيها شيء" كل تلك الآيات والأحاديث ليس فيها شيء!.
وقال ردًا على دعوة الشيخ ربيع إلى الاجتماع ومناقشة الأخطاء: "قولوا له اجلس أنت مع الحلبي"، بل اتهم الشيخين بأنهما "مُغلَقٌ عليهما، وأنهما يقولان ما يُملى عليهما، ولا يدريان ما يدور حولهما إلا من خلال بطانتهما الفاسدة!" هذا كله لأن تحذير الشيخين من الفتنة ـ وهو تحذير قائم على الكتاب والسنة ـ قد خالف هواه فانتقم منهما وأَلَّبَ عليهما أتباعه السفهاء!.
الثاني: أن فركوس قد جعل من العلماء والمشايخ مادة للسخرية وإضحاك الناس في مجلسه، فكان في أول الفتنة يهزأ بالسلفيين ويقول لأتباعه "حطوهم في لاتوش"، وأتباعه يضحكون ويسخرون من السلفيين بكلامه، ثم سمعنا فاجعة أحزنت القلوب يوم أن نصح الشيخ عبد الغني عوسات للسلفيين حول ما يدور في الفتنة حتى بكى لما آلت إليه حال الدعوة، فإذا بفركوس في صبيحة مجلسه يتعقب الشيخ عبد الغني بجهل واستهزاء وأضحك عليه الحضور.

هذا هو فركوس الفتنة الذي ينكر أتباعه الشدة في انتقاده، ولقد تعاهده المشايخ وطلبة العلم بالرفق واللين طيلة الفتنة، فانظر رسالة مشايخ الإصلاح إلى فركوس وما فيها من رفق به، وانظر ما كتبه مرابط في سلسلته "حوار هادئ مع الدكتور فركوس" وما فيها من أدب وانتقاء عبارات التلطف، فهل نفع من ذلك الرفق شيء مع فركوس؟!! آ الآن وبعد أن تمادى في الظلم والبغي يأتي من يزعم أن الرد عليه بهذه الطريقة لا ينبغي؟!، ألا فاعلم أن الحكمة هي في استعمال الرفق في موضعه والشدة في موضعها، وقد آن أوان استعمال الشدة مع فركوس، لذلك نقول إن هذا الأمر مشروع بقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ فهذا كلام الله ـ تعالى ـ فيه دلالة واضحة على جواز أخذ المظلوم ممن ظلمه بمثله ما ظلمه به ما لم يكن حراما، ويقول الله تعالى: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وَإِذَا طَلَبَ مِنْ الْمَظْلُومِ الْعَفْوَ بَعْدَ اعْتِرَافِ الظَّالِمِ فَأَجَابَ: كَانَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ أَجْرُهُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِنْ أَبَى إلَّا طَلَبَ حَقِّهِ لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا، لَكِنْ يَكُونُ قَدْ تَرَكَ الْأَفْضَلَ الْأَحْسَنَ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُخْرِجَهُ عَنْ أَهْلِ الطَّرِيقِ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ كَمَا قَدْ يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ". [(المجموع: 11/548)]، هذا مع طلب الظالم للعفو، فكيف وفركوس الظالم مصر على ظلمه وبغيه وعدوانه؟!، فأين الإنصاف؟!
لذلك فإننا ـ إن شاء الله ـ سنواصل على الدرب في بيان ضلالات فركوس وكشف حقيقته أمام الجميع وتحذيرهم منه ومن شره، قياما بالحق وليذوق وبال أمره.
ونقول لهؤلاء الناس الذين أظهروا الحزن على شيخهم، لا داعي للتظاهر بالحكمة والتروي في معالجة الأمور لأنها خدعة مكشوفة.
هذا وقد نقل إليَّ السائل رأي أحد المتابعين لحال الدعوة أنه قال: "ينبغي أن تسلكوا طريق العلم، لأن الأمر قد اتضح فلا تبقوا تدندنون حوله"، فظهر من كلام هذا المسكين ظنه أنه أتى الحكمة من أوسع أبوابها، فأقول له:
إن السلفيين ـ وإن تخلل دعوتَهم فتورٌ أولَ الفتنة ـ إلا أنهم عادوا إلى مجالس العلم والدراسة والمذاكرة، ولم يهملوا هذا الجانب، مع شدة عنايتهم بكشف شبهات أهل الفتنة وحرصهم على إيصال الحق إلى الطرف الآخر، فإن كنت ـ يا أخي ـ قد رأيت من نفسك إعراضا عن طلب العلم وعدمَ الحضور إلى مجالس الذكر وقطعَ التواصل مع أهل العلم فلا تظن بغيرك أنه في نفس ما أنت عليه من حال، فأربع على نفسك.
ثم إن زعمك بأن الردود العلمية مخالفة لطريق العلم هو شبهة قد رد عليها العلماء، قال شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: "كتب الرّدود مُكتَظَّةٌ بالعلم، ولا تجدون العلم الحي النابض الذي يُمَيِّزُ بين الحق والباطل إلا في كتب الردود، والذي لا يعرف كتب الردود ـ ولو حفظ من العلم ما حفظ ـ فإنه في موقف متزلزل ـ بارك الله فيك ـ، وقد رأينا كثيرا ممن يعلم ثم يقع في الضلال" [(أسباب الانحراف، وتوجيهات منهجية)].

• مسألة مهمة:
لماذا نسمع هذا الصوت الآن بالذات؟!، مع أن الردود والتشديد على فركوس بدأت مذ أزيد من سنة.
الجواب واضح لكل ذي بصيرة، إنها العاطفة، فبعد أن اشتد الخناق على فركوس وتوالت فواجعه ( الثمانية ) الفظيعة لجأ إلى استعمال المظلومية، فقام بتمثيلية "مكتبة الهولوكوست" وخرج إلى الرصيف ليجلس عليه ـ في صورة تأنف منها الطبائع السليمة، إذ هي من خوارم المروءة وإهانة العلم ـ، فما كان من بعض الناس ـ أدعياء الحكمة ـ إلا أن انجرفوا وراء عواطفهم تباكيا على فركوس، فأظهروا تعاطفهم معه، وعادوا باللوم على السلفيين الذين كشفوا فواجع فركوس، ولقد ذكرني هذا الصنيع بما عاينته من بعض إخواني السلفيين الذين غابوا عنا مدة من الزمن، فقدر الله اللقاء بهم بعد أحداث "تمثيلية رابعة" في مصر، فرأيت منهم تعاطفا عجيبا مع الإخوان المسلمين، وأن السلطات المصرية منعتهم حقهم!، حتى خفت على هؤلاء السلفيين الانتكاسة، ولكن الله سلم والحمد لله.. هذا ما تفعله العاطفة.
فأقول ـ لصاحب الحكمة المزعومة ـ : إن كان الأمر قد اتضح لك فإن لنا إخوانا قد اختطهم منا فركوس فَهُم أسرى لديه، فلا نزال ـ بإذن الله ـ نقذف بالحق على الباطل حتى يعود من شاء الله إلى الحق وتبقى حجة الله قائمة على الزائغين عن المنهج السلفي، فكم من شخص كان مع المفرقة فهيأ الله له أسباب الرجوع إلى الحق، فلِمَ يُحرَمُها غيره؟!.
وأبشرك أنه ـ وفي هذا الوقت الذي ظهرت حكمتك المزعومة ـ قد رجع فئام من الناس بفضل الله بعد أن وقفوا على فواجع فركوس، فمنهم من هو الآن في المدينة النبوية يزور العلماء، ومنهم يناقش الآن أصحابه الذين كان معهم من المفرقة ليبين لهم ما هم عليه من الباطل ليعودوا إلى الحق.

خذها مني نصيحة أخي، إن ما أنت عليه من ادعاء الحكمة ما هو إلا نوع من أنواع تلبيس إبليس، يفضي إلى تخذيل المشايخ وطلبة العلم السلفيين القائمين على ثغور السنة، وبيضة المنهج السلفي، ممن حمل على عاتقه واجب النصرة والدفاع وبيان الحق، وكشف المفسدين وفضح أهل الأهواء المفرقين.
ولا أدل على بطلان أمرك من أنه رأي رأيته من كيسك دون الرجوع إلى واحد من أهل العلم، بل هو مجرد ردة فعل جراء استعطاف فركوس لك ولأمثالك من ضعاف النفوس، فلا تُلقِ اللوم على من عصمه الله من هوى العاطفة تجاه تمثيلية فركوس في "مكتبة الهولوكوست"، واذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «اِعمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَه».

والحمد لله رب العالمين.




أبو حـاتم البُلَيْـدِي 07 ربيع الآخر 1441 ه‍

زهير بن صالح معلم 04 Dec 2019 05:21 PM

لله درك وعلى الله أجرك، فقد أرسلت بأنوار الحق على شبهات أهل الباطل فأحرقتها، بإذن الله ، وبمثل هذه الشهب يضمحل باطلهم ويؤول أمرهم إلى خبر كان كما يقال.
جزاك الله خيرا أبا حاتم ونفع الله بكتاباتك التي يظهر منها نور الحق لكل من سلم قلبه من الأهواء والعواطف

أمين المهاجر 04 Dec 2019 05:25 PM

جزاك الله خيرا أخي رضوان و زادك الله حرصًا و توفيقًا

أبو عبد الرحمن التلمساني 04 Dec 2019 05:37 PM

الله أكبر ، مقال رائع جدا يا أخي ابو حاتم وقد وضعت النقاط على الحروف والشكل عليها لمن لم يفهم أو لا يريد الفهم أن الدكتور فركوس ليس بذلك العالم الذي كنا نظنه من قبل بل خدعنا به والحمد لله الذي بصرنا على حقيقة الرجل ، فبارك الله فيك اخي أبو حاتم فهو حقا مقال تشكر عليه فجزاك الله خيرا .

أبو معاذ محمد مرابط 04 Dec 2019 06:09 PM

جزاك الله خيرا أخي العزيز رضوان فقد أوصلت الرسالة بطريقة رائعة موفقة مختصرة

محمد أمين سلاطنية 04 Dec 2019 06:12 PM

جزاك الله خيرا أيها الفاضل

عمر رحلي 04 Dec 2019 06:22 PM

كما دكّ السلفيون حصون الحدادية فلن يعجزهم كشف بريق شبهات المخذلة أدعياء العلم وهم دعاة دعة وكسل،بارك الله في البليدي النبيه على ماخطته أنامله.

علاء الدين محديد الداموسي 04 Dec 2019 06:35 PM

بارك الله فيك يا أبا حاتم وجزاك خيرا على هذه الكتابة الموفقة التي بذلت فيها النصيحة مع البيان الكافي الشافي جعلها الله في ميزان حسناتك.

محمد أمين أبو عاصم الأرهاطي 04 Dec 2019 06:42 PM

جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بما رقمت يمينك،على ما بينت من شبه هذا الصنف الذين بدأوا يكثرون في وسائل التواصل،ممتهنين #التخذيل،في ثوب #الحكمة الدعوية.

كريم بنايرية 04 Dec 2019 07:33 PM

على طلاب العلم الرد على فركوس وبيان انحرافه.. عليهم الرد عليه بدون هوادة.

أبو سّلاف بلال التّمزريتي 04 Dec 2019 07:43 PM

جزاك الله خيرا أبا حاتم، ولعلّ الله يفتح على قلوب المغرّر بهم، نفع الله بما كتبت

فاتح عبدو هزيل 04 Dec 2019 08:06 PM

جزاك الله خيرا أخي رضوان

أبو معاذ صالح الجزائري 04 Dec 2019 08:14 PM

جزاك الله خيرا أبا حاتم، مقال رائع مختصر في محله، جعله الله في ميزان حسناتك.

أبو عبد الله بوخروبة عبد الرحمن 04 Dec 2019 08:42 PM

جزاك الله خيرا اخي رضوان على هذا المقال الذي كشفت به ما كان مستور نسأل الله العافية والسلآمة

أبو بكر يوسف قديري 04 Dec 2019 09:03 PM

كلام موفق مسدد أخي رضوان
فبعد أن تفاقم شر المفرقين لم يردعهم إلا الردود المقرعة لهم حتى ذلت تلك الرؤوس العاتية التي تجبرت حينًا من الدهر لكن هيهات فما لها بعد الآن إلا الخزي والمهانة والتفرج على فواجعها وهي تمشي بين الناس كأن لها أرجلا.

أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري 04 Dec 2019 09:06 PM

جزاك الله خيرا أبا حاتم، بعدما شعروا بميلان الكفة لأهل الحق أظهروا التباكي والتعاطف ولبسوا لباس الحكمة والتعقل وأظهروا ورعهم البارد، أين كان هذا في بداية الفتنة لما طعنوا وسبوا وشتموا خيرة مشايخ البلد؟!

أبو إسحاق الهلالي المرزوقي 04 Dec 2019 09:07 PM

جزى الله خيرا حبيبنا السلفي الذكي الألمعي
أبا حاتمٍ البليديَّ زاده الله سداداً وصبراً وعلماً وحكمة وتوفيقاً

وجعل ما سطرته أناملُك -بتوفيقٍ عظيمٍ من الله الكريم العظيم- من الذَّبِّ عن دين الله العظيم ونصحاً للمؤمنين الصادقين ودحضاً لشبه المبطلين .. وثقَّل لكم بهذا البيان حسناتِ الموازين .. آمين

لا فُضَّ قلمُك وفُوك .. ولا برَّ أو رفعَ رأَسَهُ مَن يُبغِضُكَ! ويَجفُوك!

فكما أن السلفيين الثابتين الصادقين هم أعرفُ الناس بالأدبِ والحقِّ
وهم أرأَفُ الناس وألينُهم بالمُخطِئِ مِن الخَلقِ


فهم كذلك أصحاب الحكمة والشدة الذين يُخرِجون خُرَّاج! شبهات الضعفاء والمستكبرين بمناقيش السنة من الشدة واللين

ولا مزيد -إن شاء الله- على ما سطَّرتْ يمينُك أدباً وعلماً واستيفاءً للحقِّ ووفاءً به .. وحجةً ونصحاً لأهله المحتاجين إليه والمُشبَّهُ عليهم فيه!

بيض الله وجهك
ورفع قدرك
ونصرك ونصر بك -وبمشايخك وإخوانك..- السُّنَّةَ وأهلَها .. آمين


والحمد لله الذي هدانا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنه سبحانه وإنها لمن أعظم المنن والنعم المستوجبة للشكر الدائم العظيم لربنا العلي العظيم
[

[/quote]

فاتح بن دلاج 04 Dec 2019 09:08 PM

جزاك الله خيرا أبا حاتم على هذا المقال النافع الماتع ، نقول للمخذلين أصحاب الموقف الانبطاحي كما سماه الشيخ عبد الله البخاري الذين أخذتهم الحمية على فركوس أين كنتم لما كان هو و صاحبيه وأبواقهم يحذرون من مشايخ الاصلاح ويفترون عليهم الأكاذيب ويوغظون صدور الأتباع عليهم ويقولون صعافقة و مميعة واحتوائيين ووو... ولازالوا على ذلك. فلما رأيتم ضربات الحق تدك حصون أهل الباطل أخذتكم العاطفة وبدأتم بالتباكي والعويل أما شبهة أن هذه شدة فهذه شنشنة نعرفها من أخزم قالها الحلبيون والمأربيون من ركبوا منهج التمييع حقيقة في الشيخ ربيع حفظه الله فلابد من بيان ماعند القوم من انحرافات وعلى رأسهم فركوس لعل الله يهدي اخواننا المخدوعين بهم للرجوع الى الحق .

أبو أنس فاتح خليل 04 Dec 2019 09:21 PM

بارك الله فيك وجزاك خيرا أخي رضوان مقال جد ماتع فيه النصح وبيان موضع الحكمة من الانسياق والانخداع بتشغيبات وتلبيسات فركوس وزمرته. فلله درك وعليه أجرك.

محسن سلاطنية 04 Dec 2019 10:22 PM

آلآن تذكرتم الترفق واللين ؟! أين كنتم لما كان فركوس وعصبته الظالمة يطعنون ويفترون على الأبرياء ويلمزون العلماء ؟! ، فالآن استعدوا لضربات أهل الحق كما قال العلامة المجاهد ربيع حفظه الله: "إذا كنت تستجيز ضرب أهل الحق وعلماء الشريعة والسنة والتوحيد بالباطل فاصمد لضربات الحق الدامغة لعدوانك وظلمك ودع التباكي بالباطل ".
جزاك الله خيرا أخي رضوان.

أبو الحارث نجيب زرقي 04 Dec 2019 10:25 PM

بارك الله فيك أخي أبا حاتم، مقال موفّق.

كمال بن سعيد 04 Dec 2019 11:07 PM

جزاك اللّه خيرا أخي رضوان على هذا البيان وأقول لهذا الأخ منذ بداية الفتنة والسلفيون يدفعون بالأسهل فالأسهل والآن المفرّقة تجاوزوا الحدادية بأشواط لقد صاروا معول هدم ويجب إيقافهم عند حدهم فرّقوا الدعوة وشوهوا أهلها وخرجوا علينا بقواعد خطيرة كفانا اللّه شرهم وهذا الاستعطاف الذي نراه ماهو إلاّ خطة لجعل فركوس في مرتبة العلماء الكبار وجعله من أقرانهم بغية إسقاطهم وإسقاط أحكامهم ولهذا الأمر وجب التنبيه على خطورة منهجهم وقد صرحوا بها في بداية الفتنة مرادهم هو إسقاط العلامة ربيع ومن معه نسأل اللّه أن يهديهم أو أن يكفينا شرهم بما شاء

مزراق أحمد 04 Dec 2019 11:50 PM

جزاك الله خيرا أبا حاتم
طالما انتظرنا مقال يتناول هذه النقطة ويرد على هذه الشبه

عبد الله جواج 04 Dec 2019 11:53 PM

هكذا عهدناك هادئ وهادف

أبو العباس عبد الله بن محمد 05 Dec 2019 12:28 AM

أنا أعتذر أخي أبا حاتم

لكن كلما ذكروا صفة لكم إلا وكانت عكسها تماما

وأقول لمتولي هذه الفتنة إن البليدي الرجل الشهم الشجاع الذي وصفته بالبليد لهو عكسه تماما فهو الذّكيّ , النَّبيه , الفَطِن

وأجد أن هذه الصفة تنطبق عليك كونك ما أفلحت وما أصبت في وصف أحد من إخواننا

والله الموفق

محفوظ قبايلي الداموسي 05 Dec 2019 07:54 AM

الله أكبر
هذه الشبه التي نقضتها عالقة في أذهان حتى بعض إخواننا، فها أنت الآن يا أبا حاتم نثرتها نثر الرماد، فجزاك الله خيرا وبارك فيك وتقبل منك
لا تبخل علينا بكتاباتك فقد أطلت هذه المرة

جمال بوعون 05 Dec 2019 08:31 AM

جزاك الله خيرا أبا حاتم على هذا البيان والنصيحة والتذكير،نسأل الله تعالى أن يُبصِر إخواننا بحقيقة هذه الفتنة.

محمد رحمانية 05 Dec 2019 08:33 AM

جزاى الله خيرا أبا حاتم النبيه على ما كتب
فقد صدق القول في رأس المفرقة و أفصحه
و فصل في ذكر سبب و جوب الرد عليه و أوجزه

و لقد أصاب و أجاد في دفع شبهة احترامه و أفاد
فكم تمنينا من الدكتور أن يكون رده علميا و تاسفنا كثيرا لاخذه نصح اخوانه المشايخ و كبار العلماء سخريا
مقالاته لسنا عبيدا لعبيد و راح يبكي و فليجتمع هو بالحلبي و لا يعرف من يزكي لن تمر مرور الكرام الا عند المخاذيل و اللئام.
كذبه الذي ظهر و تملصه مما ثبت عليه من شهادة جنوده الغرنوطي و ابن حجر يمنع عنا التكتم عليه بل يوجب علينا توضيحه و تحذير المغرورين من اتّباعه.
وفق الله القائمين و أعان الله العاملين

أبو عبد الرحمن صلاح عابد 05 Dec 2019 10:19 AM

جزاك الله خيرا أخي رضوان على هذا المقال الماتع
ثم أين كانت حكمتهم عندما كانت أعراض مشايخهم وإخوانهم تداس بالنعال لأكثر من سنتين لماذا لم ينكروا شدة فركوس و أصحابه على مشايخ الإصلاح عدوانا و ظلما ؟
أم أن الرفق يستعمل مع الريحانة فقط ؟
أين حكمتهم لما كان يقذف إخوانهم في مساجد رب العالمين ؟
أين حكمتهم لما كان يضحك الأوغاد على بكاء الشيخ عبد الغني حزنا على دعوة رب العالمين ؟
أين حكمتهم لما كان المشايخ و طلاب العلم يُرمون بأبشع الأوصاف الهابط و العياب و الكلاب العاوية و المميعة و العجوز الشمطاء و البليد و غيرها مما يندى له الجبين ؟

أبو أويس موسوني 05 Dec 2019 03:53 PM

جزى الله خيراً أبا حاتم على بيانه، لماذا لم نكن في بداية الفتنة هذه العواطف على مشايخ الإصلاح، لم يرحموا شيبتهم ولا غفروا زلتهم ولا عرفوا لهم سابقتهم،،نسأل الله أن يهدهم إلى صراطه المستقيم فإن باب التوبة مفتوح..

أبو محمد وليد حميدة 06 Dec 2019 01:17 AM

‏جزاك الله خيرا أخي رضوان
إن المشايخ وطلبة العلم المظلومين في هذه الفتنة سايروا الأحداث بحكمة وتأن، فبادئ الأمر حين ظهرت بوادر الخلاف لزم المشايخ الصمت وراسلوا العلماء ورجعوا إليهم، فنصح العلماء بالصلح والإجتماع فسعى المشايخ بكل اجتهاد لتحقيق الصلح مع صبرهم على ظلم المفرقة المستمر، فلما ألهب المفرقة نار الفتنة لجأ المشايخ إلى البيانات والردود على من ظلمهم بكل أدب وعلم ونصيحة ورحمة حتى يقف المنصفون على الحقائق المغيبة والحمد لله رجع بعض المخدوعين لكن بقي أكثرهم يتبع المفرقة وأبواقهم الذين زاد شرهم وظلمهم طيلة الفتنة التي جاوزت العامين وعليه لن نستحي من قوم لا يستحون

أبو نافع عز الدين علي حيمود 06 Dec 2019 08:26 AM

‏الله أكبر ...جزاك الله عنا كل خير أيها الرجل.
إن ليل الظلم لن يستمر، وثوب الزور سوف يتمزق، وشمس الحق سوف تشرق، وأعداء الحق مهما مكروا فإن الله سيستدرجهم من حيث لا يعلمون، وإن أول من يتخلى عن الظالم شيطانه، ومن حفر بئرا لإخوانه تدلى فيه هو وأعوانه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

صالح أيت أمقران 07 Dec 2019 04:49 PM

قال ابن القيِّم: (الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي)
جزاك الله خيرا أخي أبا حاتم على هذا البيان الذي جاء في وقته .

عبد الرؤوف حوحو 10 Dec 2019 03:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي (المشاركة 95723)
هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاس
ـ حَولَ التَّحذِيرِ مِن فركُوس وَفِتنَتِه ـ


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:
فإن الدعوة السلفية قد شهدت فتنة هوجاء وقد ذاع خبرها وشاع عند العام والخاص، فلا داعي لتكرار كل أحداثها، وإنما سأركز في هذا المقال على جزئية معينة اقتضت الحال بيانها، وهي متعلقة ببيان حال رأس الفتنة وعمود الشر في هذا الأمر العظيم وهو الدكتور فركوس، فإنه قد طرح أحد إخواننا ـ جزاه الله خيرا ـ سؤالا نقله عن غيره ملخصه: "أن طريقة الرد على فركوس في هذه الأيام فيها شدة، فينبغي تخفيف الحدة مراعاة لحاله".
فأقول تعليقا على هذا الكلام: إن من كان له إلمام بمعطيات الفتنة ومجريات أحداثها ـ من أولها إلى الآن ـ لا يصدر عنه مثل هذا الكلام حيال توجيه النقد لفركوس والتحذير منه، وذلك لأمرين اثنين:
الأول: أن فركوس قد دُعِيَ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى، فقد توجه إليه شيخنا العلامة ربيع المدخلي بخطاب يدعوه فيه إلى أن يصلح في الأمر وأن يجتنب الإفساد، ومثله فعل شيخنا العلامة عبيد الجابري إذ دعا فركوس إلى الحذر من مخالفة الهدي الصحيح لأن مآله إلى "الضلالة بعد الهدى" ودارت دعوة الشيخين على الكلام نفسه بذكرهما قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾، بل كتب شيخنا العلامة ربيع المدخلي رسالة في بيان فضل الإصلاح بين الناس، فماذا كان جواب فركوس على هذه الدعوة القائمة على الكتاب والسنة؟! كان فعله كمن قال الله عنه: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا﴾، بل قالها في مجلسه: "هذه الصوتيات ـ يقصد صوتيات الشيخين ـ ليس فيها شيء" كل تلك الآيات والأحاديث ليس فيها شيء!.
وقال ردًا على دعوة الشيخ ربيع إلى الاجتماع ومناقشة الأخطاء: "قولوا له اجلس أنت مع الحلبي"، بل اتهم الشيخين بأنهما "مُغلَقٌ عليهما، وأنهما يقولان ما يُملى عليهما، ولا يدريان ما يدور حولهما إلا من خلال بطانتهما الفاسدة!" هذا كله لأن تحذير الشيخين من الفتنة ـ وهو تحذير قائم على الكتاب والسنة ـ قد خالف هواه فانتقم منهما وأَلَّبَ عليهما أتباعه السفهاء!.
الثاني: أن فركوس قد جعل من العلماء والمشايخ مادة للسخرية وإضحاك الناس في مجلسه، فكان في أول الفتنة يهزأ بالسلفيين ويقول لأتباعه "حطوهم في لاتوش"، وأتباعه يضحكون ويسخرون من السلفيين بكلامه، ثم سمعنا فاجعة أحزنت القلوب يوم أن نصح الشيخ عبد الغني عوسات للسلفيين حول ما يدور في الفتنة حتى بكى لما آلت إليه حال الدعوة، فإذا بفركوس في صبيحة مجلسه يتعقب الشيخ عبد الغني بجهل واستهزاء وأضحك عليه الحضور.

هذا هو فركوس الفتنة الذي ينكر أتباعه الشدة في انتقاده، ولقد تعاهده المشايخ وطلبة العلم بالرفق واللين طيلة الفتنة، فانظر رسالة مشايخ الإصلاح إلى فركوس وما فيها من رفق به، وانظر ما كتبه مرابط في سلسلته "حوار هادئ مع الدكتور فركوس" وما فيها من أدب وانتقاء عبارات التلطف، فهل نفع من ذلك الرفق شيء مع فركوس؟!! آ الآن وبعد أن تمادى في الظلم والبغي يأتي من يزعم أن الرد عليه بهذه الطريقة لا ينبغي؟!، ألا فاعلم أن الحكمة هي في استعمال الرفق في موضعه والشدة في موضعها، وقد آن أوان استعمال الشدة مع فركوس، لذلك نقول إن هذا الأمر مشروع بقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ فهذا كلام الله ـ تعالى ـ فيه دلالة واضحة على جواز أخذ المظلوم ممن ظلمه بمثله ما ظلمه به ما لم يكن حراما، ويقول الله تعالى: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وَإِذَا طَلَبَ مِنْ الْمَظْلُومِ الْعَفْوَ بَعْدَ اعْتِرَافِ الظَّالِمِ فَأَجَابَ: كَانَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ أَجْرُهُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِنْ أَبَى إلَّا طَلَبَ حَقِّهِ لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا، لَكِنْ يَكُونُ قَدْ تَرَكَ الْأَفْضَلَ الْأَحْسَنَ، فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُخْرِجَهُ عَنْ أَهْلِ الطَّرِيقِ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ كَمَا قَدْ يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ". [(المجموع: 11/548)]، هذا مع طلب الظالم للعفو، فكيف وفركوس الظالم مصر على ظلمه وبغيه وعدوانه؟!، فأين الإنصاف؟!
لذلك فإننا ـ إن شاء الله ـ سنواصل على الدرب في بيان ضلالات فركوس وكشف حقيقته أمام الجميع وتحذيرهم منه ومن شره، قياما بالحق وليذوق وبال أمره.
ونقول لهؤلاء الناس الذين أظهروا الحزن على شيخهم، لا داعي للتظاهر بالحكمة والتروي في معالجة الأمور لأنها خدعة مكشوفة.
هذا وقد نقل إليَّ السائل رأي أحد المتابعين لحال الدعوة أنه قال: "ينبغي أن تسلكوا طريق العلم، لأن الأمر قد اتضح فلا تبقوا تدندنون حوله"، فظهر من كلام هذا المسكين ظنه أنه أتى الحكمة من أوسع أبوابها، فأقول له:
إن السلفيين ـ وإن تخلل دعوتَهم فتورٌ أولَ الفتنة ـ إلا أنهم عادوا إلى مجالس العلم والدراسة والمذاكرة، ولم يهملوا هذا الجانب، مع شدة عنايتهم بكشف شبهات أهل الفتنة وحرصهم على إيصال الحق إلى الطرف الآخر، فإن كنت ـ يا أخي ـ قد رأيت من نفسك إعراضا عن طلب العلم وعدمَ الحضور إلى مجالس الذكر وقطعَ التواصل مع أهل العلم فلا تظن بغيرك أنه في نفس ما أنت عليه من حال، فأربع على نفسك.
ثم إن زعمك بأن الردود العلمية مخالفة لطريق العلم هو شبهة قد رد عليها العلماء، قال شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: "كتب الرّدود مُكتَظَّةٌ بالعلم، ولا تجدون العلم الحي النابض الذي يُمَيِّزُ بين الحق والباطل إلا في كتب الردود، والذي لا يعرف كتب الردود ـ ولو حفظ من العلم ما حفظ ـ فإنه في موقف متزلزل ـ بارك الله فيك ـ، وقد رأينا كثيرا ممن يعلم ثم يقع في الضلال" [(أسباب الانحراف، وتوجيهات منهجية)].

• مسألة مهمة:
لماذا نسمع هذا الصوت الآن بالذات؟!، مع أن الردود والتشديد على فركوس بدأت مذ أزيد من سنة.
الجواب واضح لكل ذي بصيرة، إنها العاطفة، فبعد أن اشتد الخناق على فركوس وتوالت فواجعه ( الثمانية ) الفظيعة لجأ إلى استعمال المظلومية، فقام بتمثيلية "مكتبة الهولوكوست" وخرج إلى الرصيف ليجلس عليه ـ في صورة تأنف منها الطبائع السليمة، إذ هي من خوارم المروءة وإهانة العلم ـ، فما كان من بعض الناس ـ أدعياء الحكمة ـ إلا أن انجرفوا وراء عواطفهم تباكيا على فركوس، فأظهروا تعاطفهم معه، وعادوا باللوم على السلفيين الذين كشفوا فواجع فركوس، ولقد ذكرني هذا الصنيع بما عاينته من بعض إخواني السلفيين الذين غابوا عنا مدة من الزمن، فقدر الله اللقاء بهم بعد أحداث "تمثيلية رابعة" في مصر، فرأيت منهم تعاطفا عجيبا مع الإخوان المسلمين، وأن السلطات المصرية منعتهم حقهم!، حتى خفت على هؤلاء السلفيين الانتكاسة، ولكن الله سلم والحمد لله.. هذا ما تفعله العاطفة.
فأقول ـ لصاحب الحكمة المزعومة ـ : إن كان الأمر قد اتضح لك فإن لنا إخوانا قد اختطهم منا فركوس فَهُم أسرى لديه، فلا نزال ـ بإذن الله ـ نقذف بالحق على الباطل حتى يعود من شاء الله إلى الحق وتبقى حجة الله قائمة على الزائغين عن المنهج السلفي، فكم من شخص كان مع المفرقة فهيأ الله له أسباب الرجوع إلى الحق، فلِمَ يُحرَمُها غيره؟!.
وأبشرك أنه ـ وفي هذا الوقت الذي ظهرت حكمتك المزعومة ـ قد رجع فئام من الناس بفضل الله بعد أن وقفوا على فواجع فركوس، فمنهم من هو الآن في المدينة النبوية يزور العلماء، ومنهم يناقش الآن أصحابه الذين كان معهم من المفرقة ليبين لهم ما هم عليه من الباطل ليعودوا إلى الحق.

خذها مني نصيحة أخي، إن ما أنت عليه من ادعاء الحكمة ما هو إلا نوع من أنواع تلبيس إبليس، يفضي إلى تخذيل المشايخ وطلبة العلم السلفيين القائمين على ثغور السنة، وبيضة المنهج السلفي، ممن حمل على عاتقه واجب النصرة والدفاع وبيان الحق، وكشف المفسدين وفضح أهل الأهواء المفرقين.
ولا أدل على بطلان أمرك من أنه رأي رأيته من كيسك دون الرجوع إلى واحد من أهل العلم، بل هو مجرد ردة فعل جراء استعطاف فركوس لك ولأمثالك من ضعاف النفوس، فلا تُلقِ اللوم على من عصمه الله من هوى العاطفة تجاه تمثيلية فركوس في "مكتبة الهولوكوست"، واذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «اِعمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَه».

والحمد لله رب العالمين.




أبو حـاتم البُلَيْـدِي 07 ربيع الآخر 1441 ه‍

بارك الله فيك

أبو أميمة لياس عفافسة 02 Jan 2021 10:09 AM

جزاك الله خيرا أخي الفاضل رضوان مقال موفق ومسدد و مفحم لهؤلاء المشوشين


الساعة الآن 04:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013