منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   وعيٌ أم غيٌّ!؟ «وعيُ الشَّباب السَّلفي» عند (جمعَة) / مقال لفضيلة الشيخ توفيق عمروني -حفظه الله- (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24445)

التصفية والتربية السلفية 24 Jun 2019 06:44 PM

وعيٌ أم غيٌّ!؟ «وعيُ الشَّباب السَّلفي» عند (جمعَة) / مقال لفضيلة الشيخ توفيق عمروني -حفظه الله-
 
<بسملة 2>


وعيٌ أم غيٌّ!؟

«وعيُ الشَّباب السَّلفي» عند (جمعَة)


الحمدُ لله ربِّ العَالمين، حمْدًا يُوافي نعمَه ويُكافئ مزيدَه، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّه محمَّد وعلى آله وصحبِه أجمَعين؛ وبعد:
لمّا كانت «فتنة جمعَة» بلاءً أصاب عمومَ السَّلفيِّين عندنا، وشِراكًا وقع فيه كثيرٌ ممَّن كانَ يُحسَبُ أنَّه من طلَبَة العِلم، وجبَ بيانُ ما في طيَّات فتنتِه العميَاء وحملتِه الجائرةِ من فسادٍ فكريٍّ، وانحراف منهجيٍّ نُصحًا للشَّباب كي لا ينجرفُوا وراءَ حماقَاته وتحريفاتِه، وحتَّى لا يستَشريَ باطلُه وتلبيساتُه، فيُلصَق بالعِلم والمنهَج ما ليسَ منه؛ وبخاصَّة بعدَ تعنُّته وإصرارِه على المُضيِّ في تشويه الدَّعوة السَّلفيَّة، وتفريق شبابِها، وعدَم اكتراثِه بنصَائح العُلماء الأكابر المتتالية الموجَّهة إليه وإلى مَن معَه، وإيثاره لمسلَك محمَّد بن هادي الحدَّادي التَّفريقي.
فاقتضَى واجبُ النَّصيحَة على مَن وقفَ على شيءٍ من باطله أن ينبِّه عليه، ويحذِّر منه ليُجتنَب، كما هي وصيَّة العلَّامة ربيع المدخَلي حيثُ قَال: «لا تلتَفتُوا إلى تحذيرات (جُمعَة) وامضُوا في الدَّعوة إلى الله ولا يُثبِّطنَّكُم، وحذِّرُوا منهُ وبيِّنُوا للنَّاس ما عندَه مِن أخطَاء» (1)، وهذا حتَّى لا يندَثر العلمُ ويعُمَّ الجهلُ؛ فـ«إنَّه لا يزالُ النَّاس بخَير ما بقيَ مَن يعرفُ العلمَ وحقَّه مِن باطلِه، ولولا ذاك لذهَب العلمُ، وصَار النَّاسُ إلى الجَهل» (2).
فمِن جهَالات (جمعَة) وتلبيساتِه كلمةٌ خرجَت منه في مُناسبَتين ـ فيما وقفتُ عليه ـ:
ـ الأولى: عقبَ نصيحة الشَّيخ ربيع الأولى للسَّلفيِّين في الجزائر وفيها الدَّعوة للاجتماع (3).
ـ الثانية: عقبَ نشر تحذير الشَّيخ عبيد من (أزهَر سنيقرة) وأمثاله (4).
وهي قولُه: «إنَّ الشَّبابَ على وعيٍ كبيرٍ»؛ فهذه العبَارةُ المجمَلة الموهمة استَعمَلها مُتولِّي كبْر فتنَة التَّفريق في الجزائر، للثَّناء على الشَّباب الَّذي لم يرفَع رأسًا بنصَائح العُلماء، ولم يعُد يأبَه بتحذيراتِهم، ولا يلتَفتُ إلى توجيهاتِهم، فهذا الثَّناء منه غشٌّ وخيانةٌ لهم واستخفافٌ بعقُولهم!! لأنَّه يقضي بهذا على كلِّ احترام كان يُكنُّه الشَّبَاب في نفُوسِهم لهؤلاءِ العُلماء، وهذا يعني أنَّه فَرحَ بقَطيعَتهم لعُلمائهم، وابتَهجَ لارتباطِهم به وبصاحبَيْه ومَن شايَعَهُم؛ وهُو بهذَا يتَّفقُ مع الحركيِّين والسُّروريِّين الَّذين يتظاهَرون باحترام العُلماء وتقديرهم؛ لكنَّهم يوصُون الأتباعَ ألَّا يلتفتُوا إلى كلامهم في مسائل الإمامَة والولاية وعلاقة الحاكم بالمحكوم، بزَعم أنَّهم لا يفقهُونَ الواقع!!
ـ المناسَبة الأولى: أخبَرني مَن حدَّثهم (جُمعَة) أنَّه قال: «لمَّا سمعتُ صوتيَّةَ الشَّيخ ربيع زلزلَت قلبي، ولكن ما إنْ بلغَني تعليقُ الشَّيخ فركُوس عليها حتَّى زالَ عنِّي ما أصابَني، وازددتُ تقديرًا لهذَا العالم الَّذي بينَ أظهُرنا، كما أنِّي عرفتُ أنَّ الشَّبابَ على وعيٍ كبيرٍ؛ حيثُ إنَّهم ثبتُوا رغمَ ما سَمعُوا» (5).
فيُسمِّي إصرارَ الشَّباب على متابعَتِه في فتنتِه ووقُوفِهم في صفِّه وعزوفهِم عن سَماع نصيحَة هذا الإمام المشفِق وعيًا وثباتًا!
وللتَّذكير؛ فإنَّ تعليقَ الدُّكتور فركوس على وصيَّة الشَّيخ ربيع كان صبيحَة اليوم التَّالي للوصيَّة، وممَّا نُقل منه قولُه: «على الإنسَان ألا يتعَجَّل، والأمُور ستظهَر شيئًا فشيئًا، وقَد يكونُ ما يوصلُونَه للشَّيخ ليسَ صحيحًا فيحدُث ما يحدُث، اتركُوا هذه المسائل، والتَزموا بما نصحكُم به الشَّيخ، وأنا معَكم».
فهذَا هو التَّعليق الَّذي أزال الهمَّ والغمَّ عن قَلب (جمعَة) المُزلزَل، وبه ازداد تقديرُه لهذَا المعلِّق، فكانَ هذا التَّوجيه مخفِّفًا للصَّدمة الشَّديدَة مِن وقْع كلام الإمام ربيع بن هادي على نفُوس الشَّباب السَّلفي، الَّذي يُقدِّر هذَا الإمام ويعرفُ منزلتَه وصدقَه ونصحَه، فكانَت هذه الكلمات بمثَابة الجُرعَات الأولى لنظريَّة التَّهميش، الَّتي ابتُدئ فيها بتَهميش العُلماء والنَّأي عنهُم، وصرفِ وجوه الشَّبَاب إلى غيرهم ووضْع حائل سميكٍ بينَهما، فنصحَهم بعدَم التَّعجُّل في الاستجابة لكَلام الشَّيخ ربيع، وفي المقَابل ينصَحُهم بالاستجابَة السَّريعَة لمتولِّي فتنَة التَّفريق؛ وبدَأ الحديثُ يومَها عن بطانة الشَّيخ ربيع وأنَّها سيِّئة وغير مأمُونة، وتمادى (جمعَة) ومَن معَه في هذا الاتِّجاه، وتواصَوا بذلكَ تلميحًا وتصريحًا حتَّى بلغَ بهم الأمرُ إلى الطَّعن الصَّريح في ابنه الأخ الفاضِل عُمَر، فوصَفَه (أزهَر) بالمجرم!!
فصارَ مسلَّمًا عند كثير منَ الشَّباب السَّلفي في الجزائر أنَّ الشَّيخ ربيعًا محاطٌ به، ومغلَقٌ عليه، وأنَّ بطانتَه السَّيِّئة هي الَّتي تُزوِّر عليه الحقَائق، وتُزيِّفُ له الواقع، وأنَّ الدُّخولَ عليه لم يعُد سهلًا؛ وقَد نجحَ (جمعَة) ومَن معَه في ترسيخ هذه الفِرية القَبيحة والدَّعوى الكاذبة في عقُول الشَّباب، حتَّى إنَّ بعضَهم أُتيحَت له الفُرصَة للذَّهاب إلى المدينَة النَّبويَّة لأجل الاعتمار في شَهر رمضَان العام الماضي (سنة 1439)؛ لكنَّه امتنَع من زيارَة بيتِ الشَّيخ ربيع، وقَد سألتُ أحدَهم: ما منعَك أن تَزُورَه؟ فأجابني قائلًا: لأجل البطانَة السَّيِّئة!! فاستَفْهمتُ منه: كيفَ ذلكَ؟ فقَال لي: (لأنَّ محمَّد مرابط هو مَن كان يُشرفُ على إدخَال النَّاس إلى الشَّيخ!!)، فضَحكتُ في وجهه؛ وإنَّ شرَّ البَليَّة ما يُضحِك.
فانظُر إلى النَّجاح الباهر الَّذي حقَّقه (جمعَة) ومَن معَه في هذه الفتنَة مِن تنفير الشَّبَاب منَ الشَّيخ ربيع، حتَّى أضحَوا يتَوهَّمون ما لا حقيقَة له في أرض الواقع؛ إذ كيفَ يُتصوَّر أن يصير محمَّد مرابط هُو حاجب الشَّيخ!! لكنَّها الفتنَة الَّتي تُعمي وتصُم.
ـ المناسبة الثَّانية: بعد نشر كلمَة الشَّيخ عُبَيد الجابري في التَّحذير من أزهَر سنيقرة ـ أصلحَه الله ـ ومَن معَه، ففي الواتسَاب قال السَّائل: «لو تسمع الصَّوتية لشيخ عبيد في الأخير تاريخها؛ لأن الشَّيخ عبيد في الأخير دائمًا يذكر اسمه والتَّاريخ، فهم انتظروا الشَّيخ أزهر حتَّى أخرج البيان، وقاموا بنشرها حتَّى يغطُّون الحقَّ...»، فأجابَ جمعَة قائلًا: «لا تيأس أخي الحبيب، لنا الله هو مولانا، فنِعْم المولى ونعم النَّصير، والحمد لله السَّلفيون بلغوا درجةً كبيرة و(قدموا) خطوات كبيرة في الفَهم والغَيرة على الدَّعوة، وصاروا لا يقبلون كلامًا دون دليل مهما كان مصدره».
لو قيل قبل هذه الفتنَة أنَّه سيَأتي يومٌ يقابلُ فيه (جمعَة) كلامَ الشَّيخ عُبَيد في شَخص، بمثل هذَا الهُراء، لكذَّب النَّاسُ ذلكَ ولعدُّوه منَ أمُور الخيَال؛ لكنَّها الفتنَة لمَّا تلعَبُ بالعُقول، فتَضطربُ عند المرءِ القَواعد والأصُول، ويتحرَّك لسانُه وقلمُه ليكتُب مثل هذَا الخَبل، حيثُ يُثني على أتباعِه بثلاثة أوصافٍ عظيمة، وهي أنَّهم:
1 ـ بلغُوا درجةً كبيرةً ـ أي مِن الوعي ـ.
2 ـ وتقدَّموا خطواتٍ كبيرةٍ في الفَهم والغَيرة على الدَّعوة.
3 ـ وصاروا لا يقبَلون كلامًا دونَ دليل، مهما كانَ مصدره.

فالوعي عند (جمعَة) والتَّقدُّم في الفهم والغَيْرَة على الدَّعوة هو في عدَم قَبول كلام الشَّيخ العلَّامة عُبيد الجابري، وعدم الالتفَات إليه؛ وكأنَّ الشَّيخ عُبَيدًا يتكلَّم مِن غير اعتماد على دَليل، ويحذِّر من (أزهَر) وأمثاله دونَ حجَّة وبُرهان؛ ألا فاتَّق الله يا جمعَة!! ولا تكُن خائنًا ولا لعَّابًا بالعلم والمنهَج؛ فأنتَ الَّذي طار فرحًا بكلام الشَّيخ عُبَيد في (عبد الحميد العَربي)، واحتفيتَ بتجريحه أيّما احتفَاء، وضمَّنتَه في حلقَاتك الثَّلاث في الرَّدِّ عليه، فلا أدري أكنتَ يومَها على درجَة كبيرَةٍ منَ الوعي أم أنَّك اليوم أكثَرُ وعيًا!؟ ولستُ أدري أكنتَ متقدِّمًا في الفَهْم والغَيْرة على الدَّعوة أم كنتَ متأخِّرًا!؟
فممَّا قُلتَه في مقالكَ يومَها: «والشيخ عبيد ـ حفظه الله ـ بصير بأحوال النَّاس، ينطق بالحكمة، وينظر بالفراسة، ويحكم بالعدل، وقد شهد له (العربي المتَّهم) بأنَّه «حكيم الدَّعوة»؛ ولهذا قلَّما تُخطئ سهامُه كَبِدَ المنحرفين، ومَن تكلَّم فيه فتربَّصْ حالَه بعدَ حين، ستكشف لكَ الأيَّام ـ ولو بعد أعوام ـ: هل الشَّيخ عُبَيد يتكلَّم على علم وبصيرة أم يتكلَّم بالهوى ـ وحاشاه ـ؟».
هذا كلام (جمعَة) حرَّره بقلمِه قبلَ سبع سنَوات خلَت(6)، يومَ كان يعرفُ قَدر الشَّيخ عُبيد ويعرفُ قَدر نفسِه؛ لكنَّ الفتنَة صرعتْه هذه الأيَّام فصَار أسير هوَاه، ينقَلب مِن موقفٍ إلى موقف مناقِض، ومِن حُكم إلى حكم مختلِف، دونَ ناقلٍ سائغٍ أو حجَّةٍ بيِّنةٍ؛ دافعُه التَّشفِّي والانتقَام ممَّن جعلَهم خصومًا وأعداءً له، ويظنُّ المسكينُ نفسَه أنَّه على شيءٍ، وليسَ هو على شيء؛ بل هُو يبتَعد يومًا بعد يوم عن حقيقَة الدَّعوة السَّلفيَّة ويُنافِر عُلماءَها الأبرَار وأساتذتِها الكبَار؛ جارًّا معَه الشَّبابَ الَّذي ما زال يثقُ فيه إلى أودية التَّعصُّب والتَّقليد الذَّميم له ولمن معَه، ملبِّسًا عليهم بأنواع من التَّلبيسات، ومُوهمًا إيَّاهم أنَّ العُلماء قَد أحاطَت بهم بطانةٌ سيِّئةٌ أغلقَت عليهم وجعلتهُم يقبَلُون التَّلقين، مع أنَّ (جمعَة) نفسَه لمَّا كان يذبُّ عن الشَّيخ عُبَيد في معرض ردِّه على (العَربي)، قَال في الوجه الثَّاني: «إنَّ هذَا يتضمَّنُ الطَّعنَ في الشَّيخ عُبَيد ـ سلَّمه الله ـ إذ يلزَمُ منه أنَّه يتقَبَّل التَّلقين، وأنَّه يتكَلَّم بما يُنقَل إليه دونَ تثبُّت وترَوٍّ، لا سيَما في مثل هذه المسَائل الخَطيرة، وكلُّ مَن يعرفُ الشَّيخ يقطَع ببُطلان ذلكَ».
بل ذهبَ إلى أبعَد من ذلكَ حينَ أكَّد أنَّ جرحَ الشَّيخ عُبَيد يُقبَل ولو كانَ مبهمًا غير مُفسَّر، فقَال في أحَد الوجُوه: «هَب أنَّ جرحَ الشَّيخ عُبيد ـ سلَّمه الله ـ غيرُ مفَسَّر، فلا شكَّ أنَّه منَ العُلماء الرَّبَّانيِّين الَّذين يتكَلَّمُون في مثل هذه المسائل عن علمٍ وعدلٍ وبصيرةٍ، وقَد شهِدَ له بذلكَ أهلُ العِلم، فمثلُه لا يحتَاجُ في تجريحه إلى تفسير».
فهَل غابَت هذه الحقيقَة اليومَ عن نظَر (جمعَة)، وما الَّذي عطَّل كلَّ هذه الأوصاف الجليلة، الَّتي كتَبها بنفسِه !؟
فعندَنا أحد أمرَين:
إمَّا أنَّ يكون الشَّيخ عُبَيد قَد تغيَّر فصَار يقبَل التَّلقين ويتكلَّم بما يُنقَل إليه دون تثبُّتٍ أو تروٍّ.
وإمَّا أن يكونَ (جمعَة) هو المتغيِّر والسَّاعي في تحريف منهَج السَّلَف.
ولا يشكُّ عاقلٌ أنَّ (جمعَة) هو مَن تغيَّر وبدَّل، فبَعد أن أيقَن أنَّ العُلماءَ النُّبهاء الَّذين كانَ يطمعُ أن يؤيِّدوه في مشروعِه التَّخريبي لن يفعَلوا بعد أن انكشَف لهُم حقيقَة الرَّجل وما يطمَحُ إليه، وأنَّه داعيةُ خرَاب ومُتولِّي كبْر فُرقَةٍ عظيمَة؛ ـ فبَدَل أن يستَجيبَ لنَصائحهم ووصاياهُم ويتُوبَ إلى ربِّه ويُنيبَ، ويُقلعَ عمَّا دخَل فيه ـ، أعرَضَ عن كلِّ ذلك ومضَى فيما بدَأه، وراح يُنظِّر لسلفيَّة جديدةٍ إقليميَّة يربطُ فيها الشَّبابَ بمَن يصفُه بـ«عالم البَلَد»، ويُعظِّم من شأنِه إلى درجَة التَّقديس، ويحملُهم على قَبول أقوالِه والتَّسليم لأحكامِه في خصومِه ولو لم يُتبِعْها ببُرهان أو دليل؛ ولا يجرؤ أحدٌ على الاعتراض أو مطالبَته بالدَّليل؛ لأنَّه صُوِّر لهم أنَّ في ذلك اعتداءً على مقامه، وتشكيكًا في صدقِه، وحطًّا من شأنه؛ فإن لم تُسلِّم له فأنتَ طاعنٌ فيه؛ فضلًا عن أن تقُولَ: إنَّه أخطأ (7)، وشجَّعهم على الاكتفاء بنصائحه وتوجيهاته وعدم الالتفات إلى كلام العُلماء، وأوصاهُم بتطبيق فتواه في (التَّهميش) على كلِّ مَن لم يُوافق حملتَه الجائرَة أو تردَّد فيها، وبهذا أُغلقَ على الأتباع وصاروا في معزل عن إدراك الحقِّ وحُجبُوا عن الوصول إلى الحقيقَة، ومُنعُوا منَ الاتِّصال بالطَّرفِ الآخَر بأيِّ سَبَب من الأسبَاب، وحيلَ بينَهم وبينَ العُلماء الهُداة، فانطَلَت عليهم خُدعةُ (جمعَة) وخِطَّتُه، الَّذي أَوهمهُم أنَّها الصَّلابةُ في المنهَج، والوقُوفُ في وجه المميِّعة والاحتوائيَّة، وأضحَى مَن ينشُرُ شيئًا من كلام الشَّيخ ربيع أو الشَّيخ عُبَيد المتعلِّق بهذه الفتنَة في المجمُوعات في مواقع التَّواصُل يُرمَى بأنَّه مُثيرُ فتنَة وشَغَب، وأنَّه مُكابرٌ ومُعاند، بل ويُطرَد من المجمُوعة.
وبهذَا فرَّق (جمعَة) السَّلفيِّين وأحدَثَ شرخًا كبيرًا في صفوفِهم، وصدَّع تماسُكهم، وأضعَفَ شوكتَهم، وهوَّنَ في نفُوس أتباعِه مخالفَةَ الكبَار، وضيَّع عليهم ميزانَ تَرتيبِ العُلماء ومعرفَة منازلهم، فاهتزَّت مَرتبةُ الشَّيخ ربيع عند الكَثيرين وحسِبُوا أنَّ الدُّكتُور فركُوس يقَع في نفس الرُّتبة معَه، وهذَا خلْطٌ عجيبٌ وتنظيرٌ غريبٌ؛ فالشَّيخُ ربيع رُتبتُه عاليةٌ، ومنزلتُه سابقةٌ، فهُو «حامل راية الجرح والتَّعديل في هذا العَصر» -كما وصفَه الإمام الألباني رحمه الله- وشهد له أئمَّةُ وعلماء زماننَا الكبَار كالشَّيخ ابن باز والشَّيخ ابن عثَيمين والشَّيخ مُقبل الوادعي وغيرهم بالفَضْل والعلم والسَّبْق، بخاصَّة في باب كشْف المذاهب الهدَّامة والأفكَار المنحَرفة، والرَّدِّ على أهل الزَّيغ، وبيان أصول المنهَج السَّلفي وتوضيح قواعدِه، وهذا أمرٌ لا يخالفُ فيه إلَّا جاحدٌ؛ بل إنَّ الدُّكتور فركوس لا يبلُغ درجةَ مَن هُم دونَ الشَّيخ ربيع في هذا البَاب فضلًا عن الرَّبيع نفسِه؛ وهذا أمرٌ لا يمكنُ أن ينكرَه حتَّى فركوس نفسه، وإلَّا: لماذَا فرحَ بما ظنَّه تأييدًا من الشَّيخ ربيع لـ(جمعَة) يومَ قال له: «بارك الله فيك» بعد قراءة ورقاتِه في الرَّدِّ على خالد حمُّودة، حيثُ قال في مجلسه الصَّباحي يومَها: «انتَهى الأمر لقَد تكلَّم الشَّيخ ربيع»!؟
الجواب: لأنَّه كان يعلَم يقينًا أنَّ حملةَ (جمعَة) الظَّالمة على إخوانه لا يقوَى عودُها ولا يُضمَن نجاحُها إلَّا إذا حظيَت بتأييد منَ الشَّيخ ربيع وتزكيتِه؛ ثمَّ لمَّا علمَ أنَّ الشَّيخ ربيعًا لم يكن مُقتَنعًا بصَنيع (جمعَة) بادر إلى توجيه رسالةٍ إليه موقَّعَة بأسماء الأربعَة (فركوس، جمعة، أزهر، جلواح) تضمَّنت المؤاخذَات والتُّهَم الَّتي يرمُون بها إخوانَهم، وفي هذَا اعترافٌ من الدُّكتور بأنَّ منزلةَ الشَّيخ ربيع أرفَع وأسمَى، وكلمتُه عند السَّلفيِّين أعظمُ وقعًا في نفوسهم وأشدُّ أثرًا، لهذا حرصَ أوَّل الأمر على كسب تأييدِه ومواقفتِه.
ثمَّ لو تأمَّل متأمِّلٌ في تداعيَات هذه الفتنَة الواقعَة لوجدَ أنَّ الشيخَ ربيعًا ضربَ أروَعَ الأمثلة في الثَّبات على المنهَج السَّلفي، ولزوم الحكمَة والتَّعقُّل، والتَّحاكم إلى الشَّرع المطهَّر، والاستدلال بنُصوص الوحي، والبُعد عن الهوى والعاطفة؛ ذلك بأن دعَا إلى الاجتماع ونبْذ الافترَاق، مع بذْل النُّصح، وفتَحَ بابَ بيتِه لكلِّ مَن جاءَه مستفهمًا أو مجادلًا ومدافعًا عن أهل الظُّلم والتَّفريق، فنصَح وبيَّن وناقشَهم مناقشَةَ العالم الرَّحيم، ونصَر المظلُوم في كلِّ مكان، ووقَف في وجه الظَّالم ـ وإن كانَ قريبًا ـ ولم يُحابه، وأصَرَّ على أنَّه لا يُقبَل طعنٌ في أحدٍ إلَّا بدَليل؛ وانتظَر مِن المدَّعي إثبات ما ادَّعاه، وأمهَله ليُحضِر أدلَّتَه ويأتيَه بحُجَجه؛ فلمَّا لم يكن شيءٌ من ذلك وتمادى في ظلمِه وعناده، وصفَه بأنَّه «أخسُّ منَ الحدَّاديَّة».
وأمَّا الدُّكتور فركوس فسَار في الاتِّجاه المعاكس، حيث نصَر محمَّد بن هادي ولم يكتَرث بقضيَّة القَذف، ولا بظُلمه لطَلبة العلم الَّذين لقَّبهم بالصَّعافقَة، وردَّ تجريحَ الشَّيخ ربيع له، ونصَر عبدَ المجيد جمعَة وقال عنه: «إنَّه في جهَاد»، ولم يستَجب لدعوَة إخوانه للجُلوس معَهم والاجتماع بهم للمناقشَة، ولا رحَّب بنصَائح العُلماء في ذلك، ولا أبدى ما عندَه من الحُجج والأدلَّة الَّتي تَدين إخوانَه بما رماهُم به منَ التَّميُّع والاحتواء والتَّأكُّل بالدَّعوة ونحوها، بل راحَ يُشارك (جمعَة) في طعونه فيهم والتَّحذير منهم، وتَشويههم وتنفير النَّاس عنهم، وسَنَّ لأتباعه قاعدة التَّهميش إيغالًا في التَّفريق، وتمزيق الصَّفِّ السَّلفي، وهروبًا من مقارعَة الحجَّة بالحجَّة، وردَّد عليهم عبارَة «الوقت جزءٌ منَ العلاج» لإقناع الأتباع بظُهور الأدلَّة مع مرور الوقت؛ إلَّا أنَّ الَّذي ظهَر وانكشَف جملةٌ من خزايا (جمعَة وأزهَر) منَ كذبهما الصَّريح وتناقُضهما القَبيح، ومع ذلكَ مضَى مشاركًا لهما في هذه الحملة التَّفريقيَّة الجائرة، دونَ إنكار صَريح لما ظهَر منهُما، ولا بيانٍ واضح مفصَّل لما يُنكرُه على إخوانه المشايخ، والاكتفاء بالمجمَلات والإطلاقات، وزعَم بأنَّه بعدَ هذَا التَّفرُّق ستَعرف الدَّعوةُ السَّلفيَّة في الجزائر أيَّامًا زاهيةً، إلَّا أنَّ الواقعَ كذَّبَ هذا التَّوقُّع، وخلفَت أيَّامَ الاجتماع والالتئام أيَّامُ التَّنافُر والتَّباغُض والتَّدابر، وتقطَّعت فيها أواصرُ الأخوَّة وتمزَّقت، وتشتَّتَ شملُ السَّلفيِّين وضعُفَت شوكتُهم وتقلَّصَ نشاطُهم؛ فهل يُقالُ بعد هذه الثِّمار المَريرة: إنَّ الدُّكتور فركوس في مرتبَة واحدَة مع الإمام ربيع ابن هادي!؟(8)
كلَّا؛ فالشَّيخُ ربيع إمامٌ من أئمَّة هذه الدَّعوة المباركة في هذا العَصر، فهُو بها أعلَم وأقعَد، وعلى سلامتِها وسلامَة أبنائها أحرَص، ومنزلتُه في تخصُّصِه لا تُجارى ولا تُدانى، فليسَ لأحدٍ أن يجعلَهما في رتبة واحدَة؛ لأنَّ العبرةَ بالواقع والحقيقَة والمعاني، وليسَ بالتَّشهِّي والأماني، وإنَّ مِن أعظَم الظُّلم تسويةَ غير المتسَاويَيْن في العِلم، وعدمَ مُراعاة ترتيب أهلِه فيه؛ والله يقول: {نرفع درجات من نشاء، إنّ ربّك حكيم عليم}
إنَّ (جمعَة) لا يخفَى عنه هذا الأمرُ قطعًا؛ لكن لأجل تمرير مشروعِه التَّفريقي يريدُ التَّعميَةَ على هذه الحقيقَة، ويُشيعُ في الأتباع أنَّ الشَّيخ ربيعًا منزلتُه محفوظَةٌ، وكرامتُه مصونَةٌ لكنَّه لم يعُد كما كانَ، وأنَّ البطانةَ السَّيِّئةَ أثَّرت فيه؛ وممَّا تسرَّب من كلمات (جمعَة) القَبيحة بصوتِه قوله: «الشَّيخ ربيع لمَّا كانَ على الأصل» أي أنَّه تغيَّر ولم يعُد كما كانَ، وأبشَع منه وصف (أزهَر) للشَّيخ ربيع أنَّه يُعمَل له (لافاج) أي غسيل مخٍّ، وفي صوتيَّة أخرَى يقُول: «الأمُور تغيَّرت الآن الشَّيخُ ربيع يأتيه الرَّجُل يكذبُ على مَن يعرف هُو يُنْزلُ فيه تجريحًا مباشَرةً» (9)؛ ووصفَه أخيرًا بأنَّه ارتكبَ كبيرةً ولم يتُب منها، حينَ قال عن محمَّد بن هادي: «إنَّه محادٌّ لله ورسوله»!! وقد سبقَهما الدُّكتُور فركوس بمثل قوله: «إنَّ الشَّيخ ربيع لو تكلَّم فيَّ هُو مَن سيسقُط في أعيُن السَّلفيِّين في الجزَائر»، وردَّد كثيرًا عبارة: «لسنَا عبيدًا لعُبَيد».
فهذه العبَارات دليلٌ قاطعٌ على أنَّ منزلةَ الشَّيخَيْن لم تعُد عندَ (جمعَة) ومَن معَه كما كانَت من قبل، لكنَّهم لا يجرؤُون على الطَّعن العَلني والصَّريح خوفًا من أن يُدركَ الشَّبابُ ما يُرادُ بهم، وهُو صرفُهُم عن العالمين الرَّبَّانيَّيْن ربيع وعُبَيد، وصَدُّهم عن سَماع نُصحِهما وتوجيهِهما، وهُو ما يُسمِّيه اليوم (جمعَة) ـ كذبًا وزورًا ـ: «الوعي الكبير للشَّباب السَّلفي»، وهي جنايةٌ عُظمى في حقِّ الدَّعوة السَّلفيَّة، وخيانةٌ كُبرى للأتبَاع الواثقينَ به.
وممَّا لا ينقضي منه العجَب إذا علمتَ أنَّ الذَّريعَةَ الَّتي اتَّخذها (جمعَة) لإذكاء فتنَة التَّفريق هي غيرتُه على أعراضِهما، والدَّفاع عنهما، فاسمَع ماذا يقُول في أحد أجوبته الواتسابيَّة: «هل هناك خطأ أكبر وأفحش في حقِّ الشَّيخَين الإمامَين مِن أن يشتما بأقبح الأوصاف، فيوصف الشَّيخ ربيع بأنَّه كذَّاب، والشَّيخ عبيد بأنَّه مافيا، ولم ينكروا على الرَّجل بل (أتم) معه شرب الشَّاي والضَّحك، وبقوا أكثر من سنتين وهم على نفس الحال، هل هذا الخطأ يسيرٌ عندك، وهو كان من أهم الأسباب التي دعتنا إلى (انسحاب) من مجمع دار الفضيلة غيرَةً على شيوخنا، نحن لا نساوم في شيخينا ونعتبرهم رمز هذه الدَّعوة، وإمامي السُّنَّة، ولا نرضى لأحد أن يغمز فيهم، فضلًا عن الطَّعن».
فأينَ كلَّ هذه الغَيرة اليومَ ـ يا جمعَة ـ!؟
أم إنَّك رضيتَ بالمساومَة فيهما بعد تيقُّنك أنَّهما وقفَا ضدَّ مشروعِك الإسقاطي، وصارَا يحذِّران منك وممَّن معَك!!
وهل ما زلتَ تعتَبرهما رمزَ هذه الدَّعوة، وإمامي السُّنَّة، بعد توجيههما النَّصيحةَ لك ولمَن معك بالتَّوبة والرُّجوع عن الأخطاء!؟
وهل ما زلتَ لا تَرضى لأحدٍ أن يغمزَ فيهما؛ أم أنَّك صرتَ تتجاوز عن ذلكَ وتراه خطأً يسيرًا، وتعفُو عمَّن يتعرَّض لهما!؟
أيُّ منهَج هذَا الَّذي تسيرُ عليه؛ وإلى أينَ تُريدُ أن تصلَ بنفسِك وبمَن يتبعُك!؟
ألا تشعُر بالتَّقلُّب والتَّحوُّل!؟
ألستَ أنتَ مَن كان يتبجَّح علينَا بزيارة العُلماء والمشايخ؛ فما الَّذي يحولُ بينَك وبينَ زيارتِهم اليومَ، وما الَّذي حال بينَك وبينَ أخذ أدلَّتِك وحجَجك إلى الشَّيخ عُبَيد الجابري وقَد دعاك لإحضَارها وإلَّا حَكَم عليكَ بالنُّكول وتولِّي كِبْر الفتنَة، فإنْ كُنتَ عاجزًا عن مقابلَة رجالاتِ العِلم وقاماتِ المنهَج السَّلفي كالشَّيخ عُبَيد، والشَّيخ ربيع، والشَّيخ عبد الله البُخاري، فهَذا دليلُ جُبنِك وخيانتِك، وضعفِ حجَّتِك وانحرافِ طريقتِك، وأنَّك بارعٌ في الاستخفَاف بعُقول الصِّغار، والتَّلبيس على الشَّباب الأغمار، الَّذين تُريدُ صرفَهُم عن هؤلاءِ الكبَار، خشيةَ أن يسمَعُوا منهُم ما لا تُحبُّ أن يسمَعُوه، ويقفُوا على حقيقَة أمركَ، ويُدركوا أنَّك ظلمتَ واعتَديتَ، وأسأتَ وما أحسنتَ؛ لهذا تفرَّس فيكَ الشَّيخ عُبَيد أنتَ ومَن معَك فراسةً خطيرةً حيثُ قال: «فإنِّي والله أخشَى عليكُم الضَّلالةَ بعد الهُدى»(10)، فكانَ أوْلى بكَ ـ لو كُنتَ أمينًا وعاقلًا ـ إذ سمعتَ هذه الجُملة الَّتي تُحبَسُ لها الأنفاسُ أن يخفقَ لها قلبُك، فلا يهدأُ لكَ بال، ولا يسكُن لك قرارٌ حتَّى تحزمَ متاعَك وتُسافر إليه لتَعرفَ سرَّ هذا التَّفرُّس، وما الَّذي حملَه على هذا التَّوقُّع؛ فتَلتَمس منه الجواب، وتفهَم فحوى الخطاب، لتسلُك بعدَها طَريقَ الرُّشد والصَّواب، لا أن تركبَ رأسَك وتمضي في فتنتِك ونكُولِك، وتُصرَّ على سياسة الهروب إلى الأمام، وقَد سألَك الأخُ القُليعي بمكَّةَ في صَحن الكعبَة عن هذه الكلمَة وما مقصُود الشَّيخ بها؟ فأجبتَه بقولك: «ذلك ظنُّه»!!، ثمَّ انصرفتَ وتركتَه (11).
وهل هذَا ظنُّ رجُلٍ من آحادِ النَّاس؛ أم إنَّه ظنُّ رجُل عالم «بصير بأحوال النَّاس، ينطق بالحكمَة، وينظُر بالفراسَة، ويحكُم بالعَدل، وقد شهد له (العربي المتهم) بأنَّه «حكيم الدَّعوة»؛ ولهذا قلَّما تخطئ سهامُه كبد المنحرفين، ومَن تكلَّم فيه فتربَّص حالَه بعدَ حين، ستكشف لكَ الأيَّام ـ ولو بعد أعوام ـ: هل الشَّيخ عُبَيد يتكلَّم على علم وبصيرة أم يتكلَّم بالهوى ـ وحاشاه ـ؟» وهيَ شهادتُك له قبل بضع سنين!!
فاثبُت على شهادتِك إن كنتَ سلفيًّا صادقًا، وكنتَ صاحبَ دعوة لا صاحبَ دعوى؛ قال الشَّيخُ ربيع: «الَّذي يدَّعي السَّلفيَّةَ إذا جاءت الفتَن ينسى الشَّهادةَ لله مع الأسَف الشَّديد، أمَّا السَّلفي الصَّادقُ فيُؤدِّي الشَّهادَةَ لله ويقول الحقَّ، وينتصرُ للحقِّ، ويشهدُ بالحقِّ؛ والسَّلفيُّ المزيَّف تُظهِرُه الفتَنُ، وتكشفُ حقيقتَه، وتكشفُ زيفَه، فكونُوا شُهداءَ لله ولو على أنفسِكم أو الوالدَين والأقرَبين» (12).
أدرِكْ نفسَك يا (جمعَة)! ودَع عنكَ بنيَّات الطَّريق، واثبُت على ما كنتَ عليه، وأجِل النَّظر في نصيحَة حُذيفَة بن اليَمان ا حينَ قال: «اعلَمْ أنَّ الضَّلالةَ حقَّ الضَّلالةِ أنْ تعرِفَ ما كُنتَ تُنكِرُ، وأنْ تُنكِرَ ما كُنتَ تعْرِفُ، وإيَّاكَ والتَّلوُّنَ، فإنَّ دينَ الله تعَالى واحِدٌ» (13)، لعلَّك تُراجعُ حالَكَ لتكونَ على لون واحدٍ، غير غاشٍّ لنفسِك ولا لمن يتبعُك.
وهـذَا الحقُّ ليسَ بهِ خفَـاءُ ... فدَعْنِي مِـن بُنيَّـاتِ الطَّرِيـق
ولقَد ارتقيتَ مرتقًى صعبًا ليسَ لمثلك أن يركبَه، وهو الكلام في الرِّجال والطَّعن في الأعراض من غير تحفُّظ ولا وَرَع؛ وجُرأة لم نعهَدْها عند أهل العِلم الثَّقات، قال ابنُ ناصر الدِّمشقي رحمه الله: «إنَّ في مجَال الكَلَام في الرِّجَال عقَباتٍ، مُرتَقِيها على خطَر، ومرتقبُها هوًى لا منجَى لهُ مِن الإثم ولا وَزَر، فلَو حاسَب نفسَه الرَّامِي أخَاهُ: ما السَّبَب الَّذِي هاجَ ذلِك؟ لتَحقَّق أنَّه الهوى الَّذي صاحبُه هالك»(14).
انتَبه لنفسِك ـ يا هذا ـ ! فإنَّ المتأمِّل في شأنِك، والمتتبِّع لأجوبتكَ الواتسابيَّة طيلة أيَّام هذه الفتنة يُدركُ أنَّك لا تزيدُ بها إلَّا بُعدًا عن الطَّريق الواضح، وتوغُّلًا في الظُّلم والجهل الفاضِح، ومُلقيًا بنفسِك وبأتباعِك إلى أضيَقِ المسالك، ودروبِ المهالك؛ ومِن شُؤم فتنتِك عليكَ أن أبقاكَ الله لتسمَعَ بأذُنك قوارعَ العُلماء وتوبيخَهُم لكَ وتحذيرَهُم منكَ، لسُوء صَنيعِك، وسُوءِ قصْدِك، وسوءِ فهمِك؛ لأنَّك زرعْتَ عداوةً ذميمةً، وتولَّيتَ كِبْر فُرقَةٍ عظيمَة (15)، وهُو خلافُ مقصَد الشَّرع المطهَّر الدَّاعي إلى اجتماعِ القُلوب وائتلافِها؛ قال ابنُ تيميَّة رحمه الله في أحدِ رسائلِه إلى أهلِه وذويه بدمشق: «عليكُم بما يجمَعُ قلوبَ المؤمنين ويُؤلِّفُ بينَ قلوبِهم، وإيَّاكُم والبَطر والتَّفريقَ بينَ المؤمنين، فالأصلُ الَّذي يُبنَى عليه الاعتصَام بالسُّنَّة والجماعَة هُو اجتماعُ قُلوب المؤمنين بحيثُ يجتَنب التَّفرُّق بينَهُم والاختِلاف بحَسب الإمكَان» (16)، وقال الشَّاطبي رحمه الله: «إنَّ الإسلامَ يدعُو إلى الأُلفَةِ والتَّحابِّ والتَّراحُمِ والتَّعاطُفِ، فكلُّ رأيٍ أدَّى إلى خلافِ ذلكَ فخارِجٌ عن الدِّين» (17).
فلم يُراع (جمعَة) اجتماعًا ولا ائتلافًا، ولم يرعَ للعُلماء حُرمةً ولا قدْرًا، ونصَّبَ نفسَه حاملًا للوَاء التَّفريق بين السَّلفيِّين أنفُسِهم مِن جهة، وبينَ أتباعِه وبينَ علمائِهم من جهَة أخرى؛ والدَّافعُ له إلى ذلكَ في ظنِّي أمران:
ـ الأوَّل: قصُور فهمِه لهذه الدَّعوة المباركَة، إذ لم يستَوعب أصولَها وقواعدَها، ولم يفقَه معانيهَا؛ وهو أمارةٌ على جهله وعدم رسُوخِه في العِلم؛ إذ لَم يُميِّز بينَ خَيْر الخيريْن، وشرِّ الشَّرَّين، وآثَر إثارةَ التَّشغيب والتَّفريق، على نعمَة السُّكون والاجتماع على الحقِّ المبين، مُوهمًا نفسَه وأتباعَه أنَّه يحاربُ الاحتواءَ والتَّمييع، وهُو في الحقيقَة نازلٌ بهم إلى دركاتِ الجهل والتَّضييع؛ وإلَّا فهل يُعقَل أنَّ مَن فهمَ السَّلفيَّة يعيبُ ويُهوِّنُ مِن شأنِ تدريس كتَاب التَّوحيد!؟ أو يزعُم أنَّ أيَّامًا زاهيةً تأتي بعدَ التَّنازُع والافتراق!؟ أو ينصُر مَن اعتَدى على عِرض أخيه ورماه بالعُهر وحُكِم عليه بحدِّ القَذْف!؟
ـ الثَّاني: انتَصارُه لنفسِه واتِّباعُه لهواه، طلبًا للرِّياسَة والزَّعامَة، وإن زعَم وأوهَم حزبَه وأتباعَه أنَّه ينصُر المنهَج؛ لأنَّ أعظَمَ سماتِ السَّلفي الثَّباتُ وعدمُ الاضطراب والتَّناقُض، أمَّا (جمعَة) فقَد حيَّرت أقوالُه وتصرُّفاتُه العُقلاء والأسويَاء، يرمي الأبرياء بالعَظائم والفَظائع ولا يُقيم على ذلكَ دليلًا، ويزدَري الأخيَار النُّبلاء، ويفرَح بالأراذل الجُهلاء كالمسمَّى عَبد النَّصير (18)، وينشُرُ الأخبارَ الزَّائفةَ والأنباء الكاذبةَ التي لا خطامَ لها ولا زمَام، وينسبُها لرواته الثِّقات؛ فهل يُعقَل أنَّ مَن ينصُر المنهَجَ السَّلفيَّ إذا طولبَ بالدَّليل على كون الشَّيخ رضَا بوشامَة بأنَّه حلبيٌّ ـ كما يزعُم ـ؛ يُجيبُ بقَوله: «أنا أعرفُه»!؟ (19)، ولا يُقدِّمُ أدلَّتَه على حملتِه الجائرة للعُلماء الَّذين طالبُوه بها!؟ وهل يُعقَل أنَّ مَن ينصُر الدَّعوةَ السَّلفيَّة يحلفُ بالأيمان المغلَّظة كذبًا كما فعَل عند الشَّيخ ربيع حينَ أنكر فتوَاه بحَرق كُتب أخوَيْه مرابط وحمُّودة!؟ وهل يُعقَل أنَّ مَن ينصُر الدَّعوةَ السَّلفيَّةَ يقطَعُ صلتَه بعُلمائها الكبَار، ويُحجِمُ عن زيارتِهم ولقائِهم، ويصرفُ وجوهَ الشَّباب عنهُم!؟
فالرَّجل يُؤسِّس لدعوةٍ تُقادُ بالجهل وروَافدِه، بعيدًا عن العِلم وأهلِه وقواعدِه؛ ثمَّ يسمِّيها «سلفيَّةً» ظُلمًا وعُدوانًا؛ ألا خابَ وخابَت مساعيه، وخابَت دعوةٌ لم يُبوَّأ العلماءُ الرَّبَّانيُّون فيها منزلةَ القيادة والرِّيادة.
إنَّ (جمعَة) جعلَ على رأس أولويَّاتِه شخصَه ورياستَه، يُوالي مَن وافقَه على مشروعِه التَّخريبي، ويُعادي مَن خالفَه، فتَنكَّر للمنهَج السَّلفي ولعُلمائه، وتَنمَّر لأهل الفَضل والمنَّة عليه، ممَّن زكَّاه وجعَل منهُ شخصًا متبُوعًا، واستَعدى الدَّهماء على إخوانِه الفُضَلاء الَّذين اجتَمع بهم لنَشر الدَّعوة السَّلفيَّة طيلة سنَوات؛ فكانَ بحقٍّ أنمُوذجًا في قلَّة الوفَاء والغَدر، والانتصَار للنَّفس، والاعتداء على العِلم وأهلِه، قال ابنُ تيميَّة رحمه الله: «وهكذَا يُصيبُ أصحابَ المقَالات المختَلفَة، إذَا كانَ كلٌّ منهُم يعتَقد أنَّ الحقَّ معَه، وأنَّه على السُّنَّة؛ فإنَّ أكثرَهُم قَد صَار لهم في ذلكَ هوًى أن ينتَصر جاهُهُم أو رياسَتُهم وما نُسِب إليهم، لا يقصِدُون أن تكونَ كلمَةَ الله هيَ العُليا، وأن يكونَ الدِّينُ كلُّه لله، بل يغضَبُون على مَن خالفَهُم، وإن كانَ مجتَهدًا معذُورًا لا يغضَبُ اللهُ عليه، ويرضَوْنَ عمَّن يُوافقُهُم، وإن كانَ جاهلًا سيِّءَ القَصْد، ليسَ له علمٌ ولا حُسْنُ قَصْد، فيُفضي هذَا إلى أن يحمَدُوا مَن لم يحمَدْهُ اللهُ ورسولُه، ويذُمُّوا مَن لم يذُمَّه اللهُ ورسولُه، وتصيرُ مُوالَاتُهم ومُعادَاتُهم على أهواء أنفُسِهم لا على دينِ الله ورسولِه» (20).
فمَن كانَ هذا حاله وجبَ على النَّاصحين صونُ النَّاشئة والشَّبَاب منه، وتحذيرُهم مِن مسلكِه وطريقتِه، وحفظُ أسماعِهم وأبصَارهِم عن كلامِه وتُرَّهاتِه، فإنَّه لا يعدُو أن يكونَ مشوِّشًا ومُشغِّبًا، لا يصلُح للتَّعليم ولا للتَّأديب، وهُو لا يختَلف عن رفيقِه في الفتنَة (أزهَر) الَّذي حذَّر منه الشَّيخ عُبَيد الجابري صريحًا بقَوله: «ولا تُصْغُوا إلى مَن يصطَادُ في الماءِ العكِر مثْلُ الأزهَر سنيقْرَة وأمثالِه مِن المُشغِّبين المُشوِّشين، فإنَّهُم دُعاةُ فسادٍ وفُرقَةٍ ـ أسألُ اللهَ إنْ كانَ فيهِم خيرٌ أنْ يرُدَّهُم إليهِ ردًّا جميلًا، وأنْ يُخْرِجَهُم ممَّا هُم فيهِ مِن ظُلمَةِ التَّشويشِ والباطِل، وإن لَم يكُن فيهِم خيرٌ؛ فأسْألُ اللهَ أنْ يكفِيَ الإسْلامَ وأهلَهُ شرَّهُم بمَا شاءَ».
فهذَا كلامُ العُلماء فيه نُصحٌ واضحٌ وتحذيرٌ صَريحٌ لا لبْسَ فيه ولا غُموض، فالأخذُ به عينُ الهداية والوعي، والإعراضُ عنه يعني الضَّلالةَ والغَي؛ وإنَّ الشَّابَّ الموفَّقَ الواعي هُو الَّذي وعَى ـ أي حفِظ وفهمَ ـ أنَّ السَّلفيَّةَ تعني الارتباطَ الوثيقَ بالعُلماء الرَّبَّانيِّين، وأنَّ أيَّ دعوةٍ لفكِّ هذه الرَّابطة أو التَّهوين منها فهي انحرافٌ وفسَادٌ، وصدٌّ عن سَبيل الله، وصاحبُها غاشٌّ خائنٌ، وقاطعُ طريق، مَن أمنَهُ على نفسِه رمَى به في الهاوية، وجعَل منه عدوًّا للعِلم والسَّلفيَّة.
أعاذَنا الله مِن تلبيس الأدعيَاء، وكفَانا شرَّ خصُوم العُلماء، وأراحنَا من تشغيب وتشويش الجُهلاء؛ وصلَّى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرًا.

كتبه: توفيق عمروني
بالجزائر: يوم الأحد: 20 شوّال 1440
الموافق لـ 23/ 06/ 2019


الهامش:
(1) ببيته العامر بالمدينة النَّبويَّة ليلة الثُّلاثاء (29 رمضَان 1439)، في مجلس حضَره جمعٌ منهم: محمَّد علي الماجري، وأبو حذيفة الصّرماني، وأبو ريحانة الغرياني، وأبو عُمَر عبد العَزيز، والأخ عُمَر ابن الشَّيخ ربيع.
(2) من كتاب عبد الرَّحمن بن عُمَر الأصبهاني المعرُوف بِـ«رُسْتَة» إلى أبي زُرعَة؛ كما في «الجرح والتَّعديل» (1/341).
(3) المنشورة على حسابه في تويتر مغرب يوم الثلاثاء 15 ربيع الثاني 1439 هـ، الموافق 02/01/2018.
(4) المنشورة في منتديات التصفية والتربية يوم الثلاثاء 14 جمادى الآخرة 1440 هـ، الموافق 24/02/2019.
(5) في جلسة مع مجموعة من الإخوة بباب الوادي ليلة الخميس 24 ربيع الآخر 1439 هـ، الموافق 11/01/ 2018.
(6) نُشر في «منتديات سحاب» بتاريخ 25 جمادى الأولى 1433 الموافق لـ 15/04/2012.
(7) فوجدنا (أزهَر) يقول لأحدهم في حسابه التويتر: «أنتَ تُخالف الشَّيخ فركوس!!» يعني مزدريًا له، وبلغني أنَّه يقُول لبَعض مَن أنكر عليهم طريقَتهم: «أترضى أن يكون الشَّيخ فركوس خصمَك يوم القيامَة!؟»، فبمثل هذا التَّهويل المضحِك المُبكي يُرهَّبُ الشَّباب، ويُخوَّفُ السُّذَّج من النَّاس؛ ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا بالله.
(8) وقد سمعنا في هذه الفتنة أوصافًا في الدُّكتور فركوس فيها غلوٌّ زائد، كقولهم: «ريحانة الجزائر»، و«مفتي الغرب الإسلامي»، و«علَّامة المغرب العَربي»، وزاد بعضهم «مفتي إفريقيا»، و«ابن تيميَّة الجزائر» ونحوها من الألقاب، الَّتي تنمُّ عن جهل قائليها بحقيقَة العلم ومنازل أهلِه، وبلغ الغلوُّ ببَعضِهم فراحَ يُقارنُه بالإمام الألباني وابن عثيمين ونحوهما، فعادوا بنا إلى أيَّام فالح الحربي لمَّا كان يُلقَّب بـ«ريحانة المدينة»، وأيَّام الحجوري لمَّا كانَ يوصف بـ«مفتي الثَّقلين»، وهذا كلُّه مسلكٌ من مسَالك الحدَّاديَّة وطُرقهم، حيثُ غلوْا في شيخِهم الحدَّاد وادَّعوا تفوُّقَه في العِلم ورفَعُوه إلى رتبة الإمامة ليتسنَّى لهم إسقاط كبار أهل العلم السَّلفيِّين، كما نبَّه إلى ذلك الشَّيخ ربيع لمَّا عدَّد صفات الحدَّادية، كما في «مجموع فتاويه» (9/471).
(9) كما في مكالمته مع الأخ بوتخيل؛ وهذا من أقبَح الطُّعون الَّتي رُميَ به الشَّيخ ربيع وأفظعِها؛ ومن عجائب هذَا الرَّجل وجهالاته أنَّه قال في نفس المكالمة: «والَّذي رفع السَّماء من غير عمَد ما طعنتُ فيه مثقال ذرَّة»!! وهو نفسُه كتبَ تغريدةً بتاريخ (12/3/2018) يقول فيها: «الشَّيخ ربيع وسائر علماء السُّنَّة الصَّادعين بالحقِّ محنة النَّاس في هذا الزَّمان، لا يطعن فيهم ولا يقلِّل الأدبَ معَهم إلَّا صاحبُ هوى مفتُون أو حزبي حاقد معفون، ولا يُجلُّهم ويعرفُ قدرَهم وينزِّلهم منزلتَهم، ولا يعتَقد عصمتهم إلَّا صاحب سنَّة يصول ويجول».
(10) «رسالة من العلامة عبيد إلى دعاة الجزائر» بتاريخ: 18 شعبان 1439.
(11) وكان ذلك في رمضان 1439.
(12) «نفحات الهدى والإيمان من مجالس القرآن» (128).
(13) أخرجه ابن الجعد في «مسنده» (3083)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (267) وغيرهما.
(14) «الرد الوافر» (ص36)؛ والوَزَر هو الملجأ.
(15) وبهذا وصفه الشَّيخ العلامة عبيد الجابري، فقال: «متولِّي كِبْر هذه الفُرقة».
(16) «العقود الدرية» (ص320).
(17) «الاعتصام» (3/238).
(18) وقع في هذا البلاء بسَبب ظُلمه وإعراضه عن الحقِّ، قال ابنُ تيميَّة رحمه الله كما في «جامع المسائل» (5/228):
«مَن غمطَ النَّاسَ فاحتَقَرهُم وازدرَاهُم بغَير حقٍّ، فإنَّه يضطرُّ إلى أن يُعظِّم آخَرين بالبَاطل»، وهو حال جمعَة وواقعُه في هذه الفتنة.

(19) وهذا من أغرَب الأجوبة وأعجبها!! إذ يُقالُ له: ما سألك السَّائل إلَّا لظنِّه أنَّك تعرفُه؛ فجوابُك بهذه الطَّريقة تكونُ كمَن فسَّر الماءَ بالماء، وأنبِّه القارئ الكريمَ إلى أنَّ علماء الجرح والتَّعديل مشهورٌ عنهم أنَّهم يجرِّحون بقولهم: «لا أعرفه»، فإذا سُئل أحدُهم عن الرَّاوي، وقال: «لا أعرفه» فهو حكمٌ بجهالته؛ وأمَّا (جمعَة) بدَل أن يذكر أسبابَ حكمه وأدلَّته اكتفى بعبارة «أعرفه»!!
(20) «منهاج السُّنَّة النَّبويَّة» (5/255).



فاصل 2فاصل 2فاصلفاصلفاصل 2فاصل 2

سيدعلي سحالي 24 Jun 2019 09:32 PM

‏هذا المقال النفيس الماتع قد حضرت قراءة الشيخ العلامة المجاهد ربيع له فرأيت من الشيخ حفظه الله إعجابا بقلم الشيخ الفاضل توفيق كما أعجبه النسف وأثنى عليه ثناء عطرا، ولما أكمل القراءة سأل هل نشر المقال؟ فقيل له لم ينشر، فقال حفظه الله: هذا مقال جيد ينشر.
فجزى الله خيرا صاحب القلم السيال والنفس العالي توفيق عمروني على قيامه بواجب الرد على متولي كبر الفتنة ردا علميا تبرء به الذمة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بي‏نة

أبو الحارث نجيب زرقي 24 Jun 2019 09:34 PM

بارك الله في شيخنا صاحب النسف ومرحبا بالخسف والعاقبة للكسف.

أبو بكر يوسف قديري 24 Jun 2019 09:44 PM

جزى الله خيرا الشيخ الموفق توفيق عمروني على هذا المقال النفيس وما حواه من درر ونصائح لهذا الرجل وصاحبيه مع بيان تناقضاتهم قبل الفتنة وبعدها وأنهم فعلًا في غي لا وعي -رده الله إلى رشده ومن معه من المفسدين-.

يوسف بدريسي الأخضري 24 Jun 2019 09:48 PM

جزاك الله خيرا شيخنا توفيق وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك ونسأل الله ان يهدي به من ضل من اخواننا وان يردهم للحق وان يكفينا شر المفرقة ويجعل كيدهم في نحورهم

أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري 24 Jun 2019 09:52 PM

جزى الله خيرا شيخنا توفيق على هذا المقال الذي وضع فيه جمعة في مرتبته الحقيقية ومنزلته الواقعية، فالرجل اغتر بعالمه الافتراضي وخربشاته في الواتس آب فظن نفسه على شيء و هو في الحقيقة وفي ميزان الشرع مشغب و مفرق وفتان، عامله الله بعدله وكفنا الله شره وشر كل ذي شر.

وليد ساسان 24 Jun 2019 10:00 PM

جزاك الله خيرا ياشيخ توفيق.
هذا هو المنهج السلفي الذي تميل إليه الطباع وتخضع له الأعناق، هذا هو المنهج السلفي الذي أقبل عليه جمعة بضعف قوته يكسر أغصانه ويشوه مراميه، والدائرة بإذن الله تعالى عليه.
وسنة الله في الذين سبقوا منسحبة عليه.
لقد شغل جمعةَ عن النظر في كتب التزكية حقد عظيم على إخوانه وإلا ليس هذا شأن من ذاق شيئا من العلم، وفهم عن أهل افضل مرادهم.

جمال بوعون 24 Jun 2019 10:01 PM

جزاك الله خيرا شيخنا على هذا الرد المفحم والبيان الملجم.
‏شكر الله للشيخ توفيق على مقاله الذي جلّى فيه الانحراف المنهجي الذي سلكه جمعة بالشباب السلفي مغرِّرا بهم واصفا له بأنه وعي كبير وما أشبه هذا الوعي بوعي الحركيّين الذين فصلوا الشباب عن العلماء وجرّؤوهم على الطعن فيهم فهذا في الحقيقة غيٌّ وليس بوعي.‏لقد آثر جُمعةُ سبيل الغواية على سبيل الرشد (اتباع العلماء) قال تعالى
{وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}. اللهم اكفنا شرهم بما شئتَ.

أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي 24 Jun 2019 10:07 PM

جزاك الله خير الجزاء يا شيخ توفيق ، وجعل لك من اسمك نصيباموفورا ، حقا إن جمعة عاث فسادا في السلفية واصولها لاسيما تلاعبه بعقول الشباب الذي لم يتمكن من العلم ، فأظهر نفسه لهم أنه الحامي للدعوة المنافح عنها ، فانطلى ذلك عليهم وصدقوه للأسف الشديد .
نسأل الله أن يهديهم إلى الحق .

أبو همام القوناني 24 Jun 2019 10:23 PM

فهَل غابَت هذه الحقيقَة اليومَ عن نظَر (جمعَة)، وما الَّذي عطَّل كلَّ هذه الأوصاف الجليلة، الَّتي كتَبها بنفسِه !؟

نعم ياشيخ توفيق غابت عنه لأن الرجل يدعوا لنفسه

أبو عبد الرحمن العكرمي 24 Jun 2019 10:40 PM

بارك الله فيكم فضيلة الشيخ توفيق وزادكم من فضله ، عسى أن ينتبه من بقي من العقلاء معهم أو من بقي له شيء من العقل!
أما جمعة فحسبنا الله فيه وفي أعماله الفاسدة المفسدة

أبو يحيى صهيب 24 Jun 2019 10:43 PM

جزى الله خيرا فضيلة الشيخ توفيق عمروني خير الجزاء على هذا الرد الماتع المبارك على متولي كبر هذه الفُرقة، الذي بين فيه بجلاء فساد مسلك جمعة وتخبطه وتناقضاته -عياذا بالله- فقد جاء عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال «اعلَمْ أنَّ الضَّلالةَ حقَّ الضَّلالةِ أنْ تعرِفَ ما كُنتَ تُنكِرُ، وأنْ تُنكِرَ ما كُنتَ تعْرِفُ، وإيَّاكَ والتَّلوُّنَ، فإنَّ دينَ الله تعَالى واحِدٌ»
ففي بداية هذه الفتنة ادعى جمعة هداه الله (أن مشايخ الاصلاح متترسون بالشيخين الإمامين ربيع و عبيد حفظهما الله وهم لايرتضون منهجهما وطريقتهما في الرد على المخالف وسيكشف الزمان لكم زيف ادعائهم انهم مع الكبار ونحن أولى بالشيخين منهم). و في الحقيقة ظهر جليا أنهم هم الطاعنون في الشيخين بأقبح الطعون وأشنعها وأتباعهم على خطاهم وذلك بتهميش كلام الشيخين ربيع وعبيد وعدم نشره و وعدم الإستجابة لنصائحهم المتكررة.
كما بيّن الشيخ توفيق حفظه الله تلاعب جمعة بالشباب ومحاولة خداعهم وفصلهم عن علمائهم الكبار كالشيخين ربيع وعبيد، مشجّعا ومادحًا لهم ومغررًا بهم أنهم وصلوا درجةً من الوعي تجيز لهم رد نصائح وتوجيهات هؤلاء الجبال الأثبات في مثل هذه الفتنة، وهكذا تمسخ أصول الدعوة السلفية ويعبث بها عند هذا الموتور المجنَّد لمحاربتها، ولكن الله سخّر رجالا ينافحون عنها ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ومن هؤلاء نحسبهم كذلك والله حسيبهم صاحب القلم السيال الشيخ توفيق حفظه الله وأدامه ذخرا لأهل السنة السلفيين.

موهوب زناتي 24 Jun 2019 11:30 PM

جزاك الله خيرا شيخنا توفيق فقد أجدت وأفدت
فقد سر مقالك الإخوان وأرشد الحيران، فأسأله سبحانه أن يثقل حسناتك في الميزان وأن يرزقك فسيح الجنان
آمين

محمد بلقاسمي 24 Jun 2019 11:37 PM

ماشاء الله جزاك الله خيرا شيخنا العزيز توفيق على هذا المقال النافع الذي نسف متولي كبر الفتنة جمعة للمرة الثانية بعدما قصم ظهره نسف التصريح الذي جعل أتباعه في حيرة، ونسأل الله أن يبصر المخدوعين بجمعة بالحق وأن يقرأوا هذا المقال ومقال نسف التصريح بتمعن وتجرد للحق!
وأخيرا نقول للمفرقة نريد مقالا مثل هذا يكتبه د.فركوس يبين فيه أدلته التي أقام من أجلها الفتنة وينشره بين الناس لكي يقيم الحجة على الخلق، فطالبوه بذلك لنرى مدى قوة موقف د.فركوس

عبد القادر بن يوسف 24 Jun 2019 11:39 PM

جزاك الله خيرا شيخنا العزيز على هذا المقال الذي أسأل الله أن ينفع به من قلبه ذرة من خير.
وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم.

كمال ثابت 25 Jun 2019 12:00 AM

جزاك الله خيرا عن هذا المقال الذي يعد تأريخ لفتنة جمعة ستقرأه الأجيال وتقرأ عبثهم بأصول الدعوة السلفية

فاتح عبدو هزيل 25 Jun 2019 12:12 AM

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

يونس بوحمادو 25 Jun 2019 12:16 AM

بارك الله فيك شيخنا الفاضل توفيق عمروني وجزاك خير الجزاء على ما خطت يداك، لقد فضحت ذاك الفتان وعريت منهجه الآثم وكشفته،والعجيب أنك أدنته بأقواله القديمة؛ يوم كان يتكلم بشيئ من الصواب، فصار جمعة القديم يرد على جمعة الجديد، وقد كان العتيق منهما خيرا من هذا المحدَث.
لقد ردمته شيخ توفيق بالنسف ثم زدت عليه بهذا المقال شبرا من تراب فوق الأرض، نسأل الله تعالى العافية والسلامة وأن يهدينا للحق ويثبتنا عليه إلى يوم نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين.

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي 25 Jun 2019 12:19 AM

جَزَى اللهُ خَيرًا فَضِيلَةَ الشَّيخِ توفيق

إِنَّ مِيزَةَ الْحَقِّ أَنْ يَجِدَ مَنْفَذَهُ إِلَى القُلُوبِ ِالسَّلِيمَةِ لَا تَحْجُبْهُ عَنْهَا شُبْهَةٌ وَلَا شَهْوَةٌ..
أَمَّا الْقُلُوبُ الَّتِي أَصَابَهَا دَرَنُ الْبَاطِلِ فَإِنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى تَهْيِئَةِ الطَّرِيقِ وَتَطْهِيرِهِ مِنْ مُخَلَّفَاتِ الْبَاطِلِ..

وَإِنَّ هَذَا الْمَقَالَ الرَّائِعَ مِنْ شَيْخِنَا الْفَاضِلِ الْأَرِيبِ تَوْفِيق عَمرُونِي قَدْ أَفَاضَ عَلَى الْحَقِّ رَوْنَقًا وَجَمَالًا -جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ دِقَّةِ الْوَصْفِ وَسَلاَسَةِ الْأُسْلوبِ وَتَقْريبِ الْوَاقِعِ- لَا تَبْقَى مَعَهُ -بِحَوْلِ اللهِ- لَا شُبْهَةٌ وَلَا شَهْوَةٌ تَصُدُّهُ عَنْ قَلْبِ مَنْ أَرَادَ الْحَقَّ وَحُجَّتَهُ وَكَرِهَ الْبَاطِلَ وَشُبْهَتَهُ..

وإِنِّي أَدْعُو الْعُقَلَاءَ مِنْ إِخْوَانِنَا -الَّذِينَ سَلَبَهُمْ جُمْعَة عُقُولَهُمْ وَجَعَلَهَا أسيرَةً لَدَيْهِ يُوَجِّهُهَا كَيْفَ مَا يَهْوَى فِي الْفِتْنَةِ- إِلَى أَْنْ يَعُودُوا إِلَى رُشْدِهِمْ وَيُقْبِلُوا عَلَى رَبِّهِمْ وَيَنْظُرُوا إِلَى الْحَالِ نَظْرَةَ صِدْقٍ يَرْجُونَ بِهَا رُؤْيَةَ الْحَقِّ كَمَا أَرَادَهُ اللهُ فَيَتَّبِعُونَهُ وَرُؤْيَةَ الْبَاطِلِ بَاطِلًا فَيَجْتَنِبُونهُ..

وَاقْرَؤُوا الْمَقَالَ بِإِمْعَانٍ يَظْهَرْ لَكُم بُطْلَانُ شُبْهَةِ التَّفْرِيقِ بَيْنَ مَا عَلَيْهِ الْفَاسِدُ الْمُفْسِدُ جُمْعَة فِي "فِتْنَتِهِ" وَبَيْنَ مَا عَلَيْهِ الشَّيْخُ فركوس فِي مُوَافَقَتِهِ إِيَّاهُ، فَلَا مَجَالَ لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، فَمَنْ وَافَقَ الشَّيْخَ فركوس وَافَقَ جُمْعَةَ وَلَابُد، وَمَنْ وَافَقَ جُمْعَةَ فَهُوَ فِي ضَلَاَلِ مُبِينٍ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ!.
وَيَنتَفِعُ الْعَاقِلُ فِي ذَلِكَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ الْإمَامَ الْعَلَّامَة رَبِيعًا الْمَدْخَلِيَّ حَامِلَ رَايَةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ بِشَهَادَةِ الْأَلْبَانِيِّ -مُحَدِّثِ الْعَصْرِ- قَدْ أَدَانَ جُمْعَةَ وَمَنْ مَعَهُ وَحَكَمَ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ بِالضَّلَاَلِ وَالْهَوَى، وَمِثْلُ حُكْمِهِ حُكْمُ شَيْخِنَا الْعَلَّامَة ِعُبَيد الْجَابِرِيِّ حِينَ قَالَ لَهُمْ: «إنِّي أَخْشَى عَلَيْكُم الضَّلاَلَةَ بَعْدَ الْهُدَى»..

فَتُوبُوا إِلَى اللهِ يَا إِخْوَانَنَا، فَإِنَّمَا هِي جَنَّةٌ أَوْ نَار..

البُلَيْــدِي

أبو أنس محمد البليدي 25 Jun 2019 12:20 AM

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

أبو محمد وليد حميدة 25 Jun 2019 12:52 AM

‏جزاك الله خيرا شيخنا توفيق
بيانك يتسم بالإعتدال في كشف حال المفرق جمعة
وبحمد الله لا يظهر في بيانك لا اندفاع زائد أو تهور ولا انتقام من جمعة

كمال بن سعيد 25 Jun 2019 12:54 AM

جزاك اللّه خيرا شيخنا على هذا المقال العلمي الذي فيه تبيان للحق وكشف للبهتان ودفاع عن السلفية وردّ للعدوان نفع اللّه بهذه الأسطر الدعوة السلفية وأهلها وردّ من زاغ وانحرف عنها إلى جادتها وطريقها.
السلفي حقّا وصدقا لايرد كلام العلماء باتباع هواه ولا يظلم خصومه وإنما يحكّم فيهم شرع ربّ العالمين وسنة نبيه الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وصحبه أجمعين .
وللأسف الشديد مايحصل على الساحة الدعوية ليس من السلفية في شيء بل هي حدادية جديدة وحرب على السلفية كما بينه العلماء الراسخون أمثال الشيخ ربيع والشيخ عبيد وإخوانهم وهم أهل اختصاص وأصحاب صنعة في هذا الباب العظيم من أبواب العلم (الجرح والتعديل) ولقد سبق أن بينوا خطورة منهج المفرقة على الدعوة السلفية وأهلها ولكن رغم النصح المبذول لهؤلاء والصبر عليهم أبوا إلاّ المعاندة والمكابرة وركبوا رءوسهم ماضون في مخططهم التفريقي ويكفي المنصف أن يعرف حال هؤلاء وعلى رأسهم في بلادنا جمعة الذي ظلم وافترى على إخوانه مالم يقم عليه ذرة دليل وجنّد لذلك المجاهيل على مواقع التواصل وأثنى عليهم وجعلهم في مرتبة علماء الجرح والتعديل حتى بلغ بهم الأمر إلى تفسير الجرح زعموا وهذا الذي لم يقدر عليه شيوخهم فرحماك ربي هذا هو التلاعب بالسلفية وقواعدها واللّه إنهم يؤصلون للشباب تأصيلات فاسدة ويقعدّون لهم قواعد باطلة يحاولون من خلالها اسقاط العلماء بجعل د.فركوس في مرتبة الشيخ ربيع والشيخ عبيد مستغلين جهل الاتباع وحسن ظنهم والعجيب أنّ هؤلاء صاروا يمشون بقواعد الحلبي والمأربي وغيرهم من المنحرفين وهم لايعقلون شيئا وممّ شهدناه في هذه الفتنة قطع علاقة الشباب بعلماء الأمة بحجة البطانة والخطأ وربطهم بالمجاهيل على مواقع النت كالمودس و الخنفشار عمار و جيجيك وغيرهم فعجبا لمن ترك العلماء واتبع هؤلاء الذين نصبهم جمعة لمحاربة المنهج السلفي كما كانت تفعل شبكة الأثري سابقا بل فاقوا الحدادية القديمة في خسّتهم واتبعهم بعض الجهال في حربهم ضد العلماء خاصة والسلفيين عامة لاحققّ اللّه لهم غاية ولارفع لهم راية .
ومن الغرائب أيضا نصيحة جمعة الأخيرة لاتباعه بعد خروج مشايخ الجزائر عن صُماتهم وبعد أن أحسّ بأنّ فتنته انقضت وولت وادبرت قال لهم اعرضوا عنهم يقصد الاعراض عن الأدلة التي ساقها مشايخنا الفضلاء وعلى رأسهم الشيخ عبد الغني عوسات حفظ اللّه الجميع وهذه فضيحة لانصيحة فكيف لسلفي كان يدعي القوة والصلابة في المنهج وكان يقول أنّ الحق سيتبين بالردود فلمّا ردّ عليه من اتهمهم وأكل لحومهم وظلمهم وبينوا حقيقة دعاويه الباطلة نصح الاتباع بالاعراض عن الحق وهذا الأمر ليس بجديد فلقد أفتوا سابقا بالتهميش وبالإعراض عن العلماء وعدم الإلتفات لكلامهم وأحكامهم جرحا وتعديلا فأنّى لمثله أن يتكلموا في دين اللّه وفي أعراض النّاس وهو مجروح ومتهم بالنكول وبتولي كبر الفرقة واللّه المستعان.
وفي الأخير أذكّر نفسي وإخواني ممن لبّس عليهم جمعة ومن معه بتقوى اللّه وتذكر موقفهم بين يدي العزيز الجبار وأن يحكموا بالعدل والانصاف فالأمر دين فلن ينقذك جمعة ولا فركوس ولا لزهر ولا جلواح فالظلم ظلمات وماهي إلا أيام معدودات فاللّه اللّه في التوبة والرجوع وترك التقليد والخضوع ولزوم غرز العلماء واتباع الحق الذي بينوه والابتعاد عن منهج التفريق وأهله واللّه من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .

أبو عبد الرحمن مصطفى الحراشي 25 Jun 2019 01:07 AM

مقال ماتع جمع بين القوة العلمية والصلابة في المنهج والأسلوب الأدبي الرائع، لا كسر لك قلم شيخنا العزيز وجزاك الله خيرا فقد حاججت المفرق بالبراهين والواضحة وأثبتّ تناقضه وإنكاره ما كان يعرف وبينت سبب ضلاله ومنتهى علمه وعمله عامله الله بعدله وحكمته.

عبد الرحمن كرمية 25 Jun 2019 01:12 AM

جزى الله خيرا شيخنا الحبيب توفيق عمروني على ما قدم لإخوانه وأبنائه في هذه المقالة النفيسة التي كشفت ما آل إليه المفرقة عندنا في الجزائر من غش للشباب وطعن في الأئمة الأعلام وظلم للأبرياء وغيرها من البوائق -التي لا تكاد تنحصر- والتمادي في ذلك رغم انكشاف مخططهم عند كل ذي عقل وإيمان!!
فالحمد لله الذي سخر لنا أمثال هذا الرجل -الغيور على الدعوة السلفية التي هي دين الله عز وجل- فما تركونا لنتيه وسط شبهات المفرقين الذين سخروا كل أوقاتهم لتضليل الشباب واستعبادهم بحثهم على تقديسهم ووضعهم في مقام لا يليق حتى بالأنبياء والرسل.

بارك الله فيك وفي إخوانك يا غالي..

عمر رحلي 25 Jun 2019 01:14 AM

جزاك الله خيرا شيخنا توفيق على مقالك الطيب الذي بذلت فيه النصح لمتولي كبر هذه الفتنة .

محسن سلاطنية 25 Jun 2019 01:34 AM

لله درك شيخنا الحبيب وعلى الله أجرك ، ما أبرد كلماتك على كبد كل سلفي نهل من معين السلفية الصافي ، وما أوجعها هلى ظهر كل مفرق متعصب متبع لهواه.
لقد بينت في هذه المقالة الماتعة فساد طريقة جمعة ومن معه ،وكشفت تشغيبه وتشويشه .
أسأل بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يجزل لك الأجر والمثوبة وأن يثقل بهذه المقالة موازين حسناتك وأن ينفع بها ، وأن يرد بها المخدوعين إلى الحق.
وإني أدعو إخواني ممن لايزال مخدوعا بجمعة أن ينظروا في هذه الدرر -هذا المقال وغيره مما كتبه الصادقون - بتمعّن وإنصاف حتى يتضح لهم الحق ،فوالله الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه إن جمعة ومن معه ظالمون مخطئون.

أبو إسحاق الهلالي المرزوقي 25 Jun 2019 02:18 AM

جزى الله خيرا الشيخ الحبيب السلفي الذكي الألمعي
توفيقاً زاده الله سداداً وصبراً وعلماً وحلماً وتوفيقاً

وجعل ما سطرته أناملُك -بتوفيقٍ عظيمٍ من الله الكريم العظيم- من الذَّبِّ عن دين الله العظيم ونصحاً للمؤمنين الصادقين وثقَّل لكم به حسناتِ الموازين .. آمين

لا فُضَّ قلمُك وفُوك .. ولا برَّ أو رفعَ رأَسَهُ مَن يَجفُوك!

حقاً إنَّ السلفيين الصادقين هم أعرفُ الناس بالأدبِ والحقِّ
وهم أرأَفُ الناس بالمُخطِئِ مِن الخَلقِ


ولا مزيد -إن شاء الله- على ما سطَّرتْ يمينُك أدباً وعلماً واستيفاءً للحقِّ ووفاءً به .. وحجةً ونصحاً لأهله المحتاجين إليه

بيض الله وجهك
ورفع قدرك
ونصرك ونصر بك -وبمشايخك وإخوانك..- السُّنَّةَ وأهلَها .. آمين

والحمد لله الذي هدانا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنه سبحانه وإنها لمن أعظم المنن والنعم المستوجبة للشكر الدائم العظيم لربنا العلي العظيم


وأقول لجمعة ولزهر وفركوس ومن سلك في هذه الفتنة سبيلهم : إنَّ الله الكريم الرحيم يقبل توبة التائب منكم ويفرح بها سبحانه والمؤمنون ما لم تغرغروا ! أو تطلع الشمس من مغربها ! وَلاتَ حِين مَندَم !!

فتوبوا إلى الله وأصلحوا وبيِّنُوا .. إن كنتم إيَّاهُ تعبدون


(( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا غڑ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ )) الأعراف ¦


وقال تعالى : (( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا غڑ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (¤) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا غ– وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) القصص


أبو جميل الرحمن طارق الجزائري 25 Jun 2019 03:36 AM

هذا المقال الرائع من أروع ما قرأت
وكأن الشيخ توفيقا من أعرف الناس بأمراض المفرقة الثلاثة وأوبائهم
فيشخص لهم الداء ثم يصف لهم الدواء
فجزى الله خير الجزاء راقم تلك الأسطر وزابر تلك الحجج

أبو جويرية عجال سامي 25 Jun 2019 04:59 AM

جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ توفيق وحفظك الله وبارك في يمينك وذب عنك، نعم شيخنا الكريم كل ما تضمنته نيرات هذا المقال ضروري لا يمكن دفعه وعلمي لا يمكن نقضه، يشهدون به في قرارات نفوسهم التائهة ما يمنعهم إلا البغي والهوى، وإلا فوالله لقد رأينا من المغترين بالحجوري أيام اشتداد فتنته من يقزم مقدسيه اليوم ويتغنى بالتنقص فيهم ويفرح بالطعن والثلب ثم بين عشية وضحاها صاروا يصفونه بكل تلك الأوصاف الغالية ويقرنونه بأصحاب تلك الرتب العالية لما وافق الهوى الهوى
، جزيت خيرا فضيلة الشيخ على هذا البيان الماتع لأطوار تغير الرجل وبيان انحرافه عن الجادة وخدعته المزوقة الموسومة بالوعي وهي في الحقيقة نعي للصلة الوثيقة بين المسلمين َوالعلماء

أبو أنس فاتح خليل 25 Jun 2019 06:02 AM

جزى الله خيرا شيخنا الوقور الحبيب توفيق عمروني على ما رقمت أنامله في هذا المقال البديع الماتع الذي أبرز فيه جهالات جمعة وانحرافاته الفكرية والمنهجية التي صد بها الشباب عن العلماء الذين حذروا منه ومن صاحبيه، فأسقط من نفوس المغرر بهم الاحترام الذي كانوا يكنونه لعلمائهم، ودلس عليهم بكذاباته وتدليساته التي تكاد لا تنقضي. بل واستخف عقولهم بكذبة الوعي (الحركي) الذي بلغوه بزعمه، ليردوا نصائح العلماء الناصحين الصادقين، وينقادوا لتوجيهاته الصادة عن سبيل المؤمنين. ولو كانت له مسكة عقل وصدق لهرع وانخضع للحق الذي مع العلماء الذين يتظاهر باحترامهم والغيرة عليهم على طريقة الحركيين والسروريين كما بين الشيخ توفيق في مقاله. ولكنه الهوى والانتصار للنفس ولو على حساب المنهج وانحراف الشباب. والله المستعان.
فلله در الشيخ توفيق عمروني وبارك المولى في علمه وأنفاسه على نصيحته التي تدل على صدقه وشفقته وحبه الخير لأخوانه وتظهر غيرته الصادقة على الدعوة السلفية وعلمائها

أبو مسدد بوسته محمد 25 Jun 2019 08:22 AM

الله أكبر!؛
حفظك الله يا شيخ توفيق ما أحسن لغة العلم التي نطقتَ بها فهذا المقال عبارة عن جمع وضبط لما حصل في هذه الفترة كلّها،، فأجدتَ في ذلك و أفدت نسأل الله أن ينغع بمقالك هذا وأن يكون سببا لهداية ورجوع من غُرّر بهم في هذه الفتن..

أبو البراء علي 25 Jun 2019 08:30 AM

جزاك الله الفردوس الأعلى شيخنا ،وصفت الداء وشخّصّت الدواء منذ أول كتابة لك في هذه الفتنة العمياء التي كشفت لنا عن غيّهم وتماديهم في الباطل ،أسأل الله أن ينفع بها

فاتح بن دلاج 25 Jun 2019 09:09 AM

بارك الله في شيخنا توفيق عمروني وزاده علما وفضلا فقد بين جزاه الله خيرا فساد منهج متولي كبر هذه الفرقة وسعيه الحثيث في تشويه الدعوة السلفية وتفريق شبابها فقد انتهج طريقة من يناصره اعني القاذف في النيل من العلماء وطلبة العلم وتشويههم نسأل الله أن يعامله بعدله.

أبو أنس يعقوب الجزائري 25 Jun 2019 09:36 AM

جزى الله خيرا فضيلة شيخنا توفيق عمروني على مقاله الممتع ورده المفحم على متولِّ كبر هذه الفتنة بوجمعة، ونسأل الله أن ينفع بهذه الكتابة إخواننا المغرر بهم. آمين.

مختار حرير 25 Jun 2019 10:13 AM

الحَمدُ لِله الذِي أبقى في النَّاس أمثال الشَّيخِ تَوفِيق في زمن عايشنا فيه مثل هذه الفتنة العمياء التي كادت معالم العلم فيها أن تندثر وحيل بين الشّباب السَّلفي وموردهم الصّافي ومن أمرهم ربُّهم بالرُّجوع إليهم عند نزول الخطوب والمدلهمات، فكتب جزاه الله خيرا بنفس راقية وحجة بالغة ما يكون دعامة تثبيت للموافق وطوق نجاة للمخالف فلله دره وعلى أجره، ونسأل الله جل جلاله أن يشرح صدور إخواننا لقراءة هذه السطور بنفس متجردة للحق مريدة له، كما نسأله أن يجزي الشيخ وإخوانه خير الجزاء وأوفاه.

أبو عبد الله حيدوش 25 Jun 2019 10:16 AM

جزى الله فضيلة الشيخ توفيق عمروني خيراً وجعل ما خطته يمينه في ميزان حسناته
مقال موفق حوى تشخيصا دقيقاً و توصيفا صادقاً لفتنة جمعة ، و بيانا لأسبابها وأهدافها وطريقة تسيريها ( بالواتس آب) وتسعير نارها، كما حوى كشفا لأخطارها وعرضا لبعض آثارها المدمرة على الدعوة السلفية والمنتسبين إليها كل ذلك بلسان صدق وعدل بعيداً عن التهويل والتضخيم والبغي والجور بلغة علمية راقية خالية من السب والشتم، بل قد حمل في طياته النصح والإرشاد والوعظ والتذكير في قالب ملؤه الرفق و الرحمة بمتولي كبر الفتنة المفرق (جمعة) فلينظر العقلاء بعين الإنصاف و ليقرأوا وليحكموا بعدل وإنصاف وليعلموا أنهم لن يضروا إلا أنفسهم إن هم اعرضوا عن الحق وخذلوا أهله
قال تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}ْ
وحسبنا الله ونعم الوكيل

يحي بلغيت 25 Jun 2019 10:37 AM

جزى الله خيرا شيخنا الحبيب توفيق عمروني حفظه الله علي ما نصح و بين من فتنة جمعة و صاحبيه فـ . «إنَّه لا يزالُ النَّاس بخَير ما بقيَ مَن يعرفُ العلمَ وحقَّه مِن باطلِه، ولولا ذاك لذهَب العلمُ، وصَار النَّاسُ إلى الجَهل». فأقول لشيخنا الحبيب وجميع مشايخ الأصلاح قد عملتم بما يجمَعُ قلوبَ المؤمنين ويُؤلِّفُ بينَهم، و بقيتم علي الأصلُ الَّذي يُبنَى عليه الاعتصَام بالسُّنَّة والجماعَة * اجتماعُ قُلوب المؤمنين* و دعوتم الي إلى الأُلفَةِ والتَّحابِّ والتَّراحُمِ والتَّعاطُفِ.

*وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *(103)سورة ال عمران .

كريم بنايرية 25 Jun 2019 11:02 AM

جزى الله خيراالشيخ توفيق عمروني عن بيانه للحق ودفاعه عن الأصول السلفية من عبث جمعة .
وفي الحقيقة جمعة كان يخطط لضرب الدعوة السلفية في الجزائر من مدة طويلة لأن أسلوبه في الجرح والتعديل يشبه طريقة الحدادية الممزوجة بالعنف و الغلو وشحن الاتباع بالحقد على دعاة المنهج السلفي و علمائه.

أبو عبد الباري أحمد صغير 25 Jun 2019 11:27 AM

إنّ من فتنة الله لسالك طريق العلم أن يجمع قلبه على حب الرّياسة، والطّلَعة لتصدر المجالس، والاقتناع بأن حاله حال العلماء الربانيين، فيرتجّ عقله، ويخبو إخلاصه، وتزهو نفسه، فيظنّ أنّه وصيّ على دعوة النّبي صلى الله عليه وسلم؛ يجرّح بالهوى ويعدّل بالموافقة، ويصير من غريبة إلى أختها إلى الهلاك عياذا بالله إن لم تسعفه رحمة الديّان، وهذا جمعة قد نال مما ذكرنا حظا وافرا، فعبث بدعوتنا الطّاهرة عبث الذيب بقطيع الغنم، واستغلّ في ذلك ثقة المغفّلين ، وتزكية نالها في بعض الأحايين، وتترّس بالشيخ فركوس فأمّن المداخل وأوصد على أتباعه المخارج، فوقف له الرّجال وبيّنوا فساد طريقته واختلال منهجه، وعلى رأسهم الشيخان ربيع وعبيد، وها نحن اليوم مع رد نفيس وكتابة فاخرة ملأها كاتبها وفقه الله علما وبيانا وأدبا على طريقة الكبار في تجلية مخازي الفتانين والصغار فللّه درّك يا شيخ وعلى الله أجرك ولم أجد نصيحة لجمعة كالتي كتبت فأعيدها هنا لوجازتها وكفايتها والله المستعان.
قال الشيخ توفيق ناصحا جمعة:((أدرِكْ نفسَك يا (جمعَة)! ودَع عنكَ بنيَّات الطَّريق، واثبُت على ما كنتَ عليه، وأجِل النَّظر في نصيحَة حُذيفَة بن اليَمان ا حينَ قال: «اعلَمْ أنَّ الضَّلالةَ حقَّ الضَّلالةِ أنْ تعرِفَ ما كُنتَ تُنكِرُ، وأنْ تُنكِرَ ما كُنتَ تعْرِفُ، وإيَّاكَ والتَّلوُّنَ، فإنَّ دينَ الله تعَالى واحِدٌ» (13)، لعلَّك تُراجعُ حالَكَ لتكونَ على لون واحدٍ، غير غاشٍّ لنفسِك ولا لمن يتبعُك.
وهـذَا الحقُّ ليسَ بهِ خفَـاءُ ... فدَعْنِي مِـن بُنيَّـاتِ الطَّرِيـق))

أبوعبد الأعلى رابح بن بريمة 25 Jun 2019 12:05 PM

جزاك الله خيرا شيخنا الوقور .. لكن لا ندري هل سينظر فيه جمعة أم سيفتي فيه كما أفتى لأتباعه في نسف التصريح ..!؟ لأن الصرعة له صارت صرعتان وأتبعاه في حيرة وتيهان فنسأل الله أن يجعل هذا المقال فتحا عليهم للرجوع إلى الحق والخلاص من فتنة جمعة وحزبه إنه ولي ذلك والقادر عليه .


الساعة الآن 02:42 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013